استقالة وزير دفاع سريلانكا على خلفية «مجازر الفصح»

نيودلهي حذرّت منذ شهور من احتمال وقوع هجمات

جندي سريلانكي أمام كنيسة تعرضت لهجوم في عيد الفصح (أ.ف.ب)
جندي سريلانكي أمام كنيسة تعرضت لهجوم في عيد الفصح (أ.ف.ب)
TT

استقالة وزير دفاع سريلانكا على خلفية «مجازر الفصح»

جندي سريلانكي أمام كنيسة تعرضت لهجوم في عيد الفصح (أ.ف.ب)
جندي سريلانكي أمام كنيسة تعرضت لهجوم في عيد الفصح (أ.ف.ب)

أعلن وزير دفاع سريلانكا هيماسيري فرناندو اليوم (الخميس)، أنه استقال من منصبه، متحمّلا المسؤولية عن التفجيرات الانتحارية التي وقعت يوم الأحد في عيد الفصح.
وأضاف فرناندو لوكالة «رويترز»، أنه لم يخفق في شيء لكنه يتحمل مسؤولية إخفاقات بعض المؤسسات التي كان يرأسها بصفته وزيرا للدفاع.
وذكر أن الأجهزة الأمنية كانت تستجيب على نحو فعال لمعلومات مخابرات لديها عن احتمال وقوع الهجمات قبل حدوثها. وتابع قائلا «كنا نعمل على ذلك. كل هذه الأجهزة كانت تعمل على ذلك».
وأدت التفجيرات التي استهدفت كنائس وفنادق فاخرة إلى مقتل 359 شخصا على الأقل وإصابة نحو 500 آخرين.
إلى ذلك، قال مصدر مطلع لوكالة الصحافة الفرنسية إن نيودلهي حذرت سريلانكا من احتمال وقوع هجمات انتحارية قبل أسابيع من اعتداءات عيد الفصح، على أساس "تهديدات" مرتبطة بتنظيم "داعش" حصلت عليها من مشتبه بهم قيد التوقيف لديها.
ويدور جدل حول عدم تحرك كولومبو في مرحلة قبل الاعتداءات التي أودت ب 359 شخصاً وأدت إلى إصابة 500، رغم تلقيها معلومات حساسة مسبقة.
وأصدر قائد الشرطة في سريلانكا مذكرة تحذيرية في 11 أبريل (نيسان) لكنها لم ترفع إلى رئيس الوزراء ووزراء آخرين معنيين.
وبعثت الهند تحذيرات عديدة إلى سريلانكا، قبل أسبوعين على الأقل من هجمات عيد الفصح التي استهدفت ثلاث كنائس وثلاث فنادق، بحسب المصدر.
واعتمدت نيودلهي بتحذيراتها على عناصر، ضمنها فيديوهات، ضبطتها أثناء عمليات دهم عام 2018، أوقف خلالها 7 رجال في مدينة كويمباتور في ولاية تاميل نادو في جنوب البلاد، وفق وسائل الإعلام الهندية.
ويشتبه بأن الرجال السبعة الموقوفين على صلة بـ«داعش»، التنظيم المتطرف الذي تبنى اعتداءات سريلانكا.
وأكد المصدر الذي رفض الكشف عن هويته نظراً لحساسية الملف أن "الفيديوهات تظهر زعيماً متطرفاً في سريلانكا يطلق تهديدات تشير إلى أن الهجمات الانتحارية محتملة".
ولم يحدد المصدر الشخص المذكور. لكن وسائل إعلام هندية عديدة أفادت أن من يظهر في الفيديوهات هو زهران هاشم، زعيم الحركة السريلانكية المتطرفة المسماة "جماعة التوحيد الوطنية".
وحمّلت كولومبو "جماعة التوحيد الوطنية" مسؤولية اعتداءات الأحد. وبدا زهران هاشم في منتصف الفيديو الذي نشره تنظيم "داعش" لدى تبنيه الاعتداءات.
وأكد المصدر أن "الهند كانت قلقة جداً لأنه كان من المحتمل وقوع اعتداء ضد سفارتها في كولومبو وكذلك ضد كنائس".
وبحسب الإعلام الهندي، فإن أول تحذير أرسلته الهند إلى كولومبو يعود إلى شهر  ديسمبر (كانون الأول) الماضي.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».