محافظ «المركزي السعودي»: الهجمات السيبرانية الخطر الأكبر على القطاع البنكي مستقبلاً

TT

محافظ «المركزي السعودي»: الهجمات السيبرانية الخطر الأكبر على القطاع البنكي مستقبلاً

قال مسؤولون وخبراء ماليون، إن الهجمات السيبرانية تحتل أعلى قائمة المخاطر التي قد تواجه محافظي البنوك المركزية، رغم عمل كل وسائل الحماية، مؤكدين استحالة تحصين الأنظمة البنكية من هذه الهجمات.
وتوقع الدكتور أحمد الخليفي، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أن تكون الهجمات السيبرانية «الخطر الأكبر» في أعلى القائمة بالنسبة لمحافظي البنوك المركزية، لافتاً إلى أنه «مهما عملت لحماية النظام فلن تكون آمناً. لا يمكن تحصين البنوك من هذه الهجمات. قد تكون الخطر الأكبر».
وأشار الخليفي خلال جلسة بعنوان «إدارة عمليات التوسع الدولية المستدامة ومنخفضة المخاطر لدى المصارف العالمية»، إلى أن السعودية تستخدم التقنية، لا سيما في نظام المدفوعات، وهو نظام متقدم مقارنة بدول المنطقة، على حد تعبيره.
وأضاف: «نحاول أن نكون متقدمين في التقنية، ونستخدم التقنية الرقمية بهدف تعزيز الخدمات المصرفية، حتى تكون الخدمات مرنة وسريعة (...) هناك تغيير كبير يحدث فيما يتعلق بالتراخيص وسرعة إصدارها. جعلنا النظام أكثر انفتاحاً».
من جانبه، أوضح نوبويوكي هيرانو، رئيس مجلس إدارة بنك «MUFG» الياباني أن السعودية أكبر اقتصاد في المنطقة، وأكبر شريك لليابان، ونعتمد عليها كثيراً في الطاقة بالنسبة للنمو، وقال: «لدينا التزام كبير في المملكة. تم منحنا رخصة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي استغرقت شهوراً قليلة، والآن تمنح الرخص في أسبوع. هناك تقدم كبير وملحوظ، هذا البلد لديه رؤية واضحة وهي (2030)».
واتفق رئيس مجلس إدارة بنك «MUFG» الياباني مع محافظ «ساما» في أن الهجمات السيبرانية الإلكترونية ستمثل الخطر الأكبر مستقبلاً، وقال: «مستقبلنا مرتبط بالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وسيعطينا هذا ميزة كبيرة؛ لكن مع توسع هذه الشبكة فستكون هناك ثغرات كبيرة، من الممكن أن يدخل فيها الأشخاص السيئون، وتحدث مشكلات شاملة في النظام. من الصعب تحديد حجم هذا الخطر؛ لكن في نهاية المطاف ستكون من المشكلات التي علينا التعامل معها».
وفي الجلسة التالية التي كانت بعنوان «التحديات والفرص في قطاع التأمين السعودي» كشف محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أن التأمين الصحي وتأمين السيارات يشكلان 80 في المائة من حجم التأمين في المملكة، لافتاً إلى ضعف الأنواع الأخرى من التأمين، مثل تأمين المنازل، والتأمين على الحياة، حيث تحتاج إلى مزيد من الوعي لتطبيقها.
وبحسب محافظ «ساما» فإن معظم رأسمال شركات التأمين منخفض، لذلك نشجعهم على التضامن بينهم، وأضاف: «هذه الصناعة لها فرصة كبيرة للنمو. هناك تأمين الممتلكات والمنازل، والتأمين الهندسي، والتأمين البحري، والتأمين على الحياة لتحسين المدخرات، هنالك فرصة كبيرة في السوق، ونود رؤية مزيد من الشركات الأجنبية للاستثمار في مجال التأمين».


مقالات ذات صلة

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

الاقتصاد شعار «أرامكو»... (رويترز)

«أرامكو» تدفع توزيعات أرباح بقيمة 21 مليار دولار رغم تراجع أرباحها في 2024

حققت شركة «أرامكو السعودية» ربحاً صافياً عام 2024 بقيمة 106.2 مليار دولار، بتراجع نسبته 12.39 في المائة عن عام 2023 (121.3 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» (صندوق الاستثمارات)

تفاهم بين «السيادي» السعودي و«غولدمان ساكس» لتعزيز الاستثمار في المملكة والخليج

أعلن «صندوق الاستثمارات العامة»، وشركة «غولدمان ساكس» توقيع مذكرة تفاهم غير ملزمة، لتعزيز الاستثمار في المملكة ودول الخليج

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مطار الملك خالد الدولي بالرياض (الشرق الأوسط)

مطار الملك خالد بالرياض يتصدر قائمة الالتزام في الرحلات الدولية

أشار تقرير حديث صادر في نسخته الأولى عن شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم، إلى تصدر كل من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، والملك فهد الدولي بالدمام.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب إحدى أسواق الخضراوات والفاكهة إنتاجها محلي (واس)

السعودية تؤكد على دور المنتجات المحلية في تقليل البصمة الكربونية وتعزيز الأمن الغذائي

أكدت وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية أهمية شراء المنتجات المحلية، مشيرةً إلى دورها المحوري في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية، وتعزيز الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد أحد موظفي وزارة التجارة يتواصل مع العملاء عبر خدمة «لايف شات» (واس)

«الواتساب» ممنوع في البنوك السعودية للتواصل مع عملائها

علمت «الشرق الأوسط»، أن البنك المركزي السعودي (ساما) قرَّر حظر استخدام تطبيقات المحادثات الفورية مثل «الواتساب»، وما تمثله في التواصل مع العملاء.

بندر مسلم (الرياض)

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
TT

بعد تخفيف قيود الديون... عوائد السندات الألمانية لأجل 30 عاماً تقفز لأعلى مستوى منذ التسعينات

أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)
أوراق نقدية من فئة 50 يورو (رويترز)

عانت السندات الألمانية طويلة الأجل أسوأ موجة بيع لها منذ سنوات، بينما قفز اليورو إلى أعلى مستوياته في أربعة أشهر تقريباً، بعد أن وافق الزعماء الألمان من المحافظين والديمقراطيين الاجتماعيين على السعي لتخفيف قيود الديون الألمانية.

وحثَّ خبراء الاقتصاد والمستثمرون ألمانيا على إصلاح حدود الاقتراض الحكومية المنصوص عليها في الدستور - والمعروفة باسم «كبح الديون (Debt Brake)» - من أجل تحرير الاستثمار ودعم الاقتصاد الذي انكمش خلال العامين الماضيين.

وشهدت الأسهم الأوروبية انتعاشاً، يوم الأربعاء، بعد أسوأ يومٍ لها في أكثر من ستة أشهر، حيث جرى الإعلان عن خطة تهدف إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، وإنشاء صندوق للبنية التحتية بقيمة 500 مليار يورو (534 مليار دولار)، وإصلاح قواعد الاقتراض في تحول إنفاقي هائل لتجديد الجيش، وإحياء النمو في أكبر اقتصاد بأوروبا، وفق «رويترز».

وقال ماكسيميليان أولير، الاستراتيجي في «دويتشه بنك»: «ينبغي ألا نقلل من قدرة ألمانيا على التغيير»، مشيراً إلى أن فرضية هذا العام كانت تركيز عدد من الأشخاص على أوروبا. وأضاف: «أعلنت ألمانيا، اليوم، خطة (مهما كان الأمر)، فهل شعار (جعل أوروبا عظيمة مرة أخرى) (MEGA) هو الشعار الجديد؟».

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، بمقدار 19 نقطة أساس إلى 2.67 في المائة، مسجلاً أكبر ارتفاع يومي له منذ مارس (آذار) 2020، في ذروة أزمة الوباء، كما صعد العائد على السندات الألمانية لأجَل 30 عاماً بمقدار 16 نقطة أساس، بعد ارتفاعه بنحو 25 نقطة أساس إلى 3.07 في المائة، في أكبر قفزة يومية له منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1998.

وأضاف أولير: «من المرجح أن يؤثر الإنفاق المرتفع على الطرف الأطول من منحنى العائد، ومن ثم نغلق دعوتنا طويلة الأجل للسندات الألمانية».

على جانب آخر، خفَّضت أسواق المال رهاناتها على خفض أسعار الفائدة من قِبل البنك المركزي الأوروبي، حيث جرى تحديد سعر الإيداع عند 2 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، مقارنة بـ1.92 في المائة في أواخر يوم الثلاثاء. كما ارتفع العائد على السندات الألمانية لأجَل عامين، الأكثر حساسية لأسعار الفائدة، بمقدار 13.5 نقطة أساس إلى 2.15 في المائة.

من جانبه، قال كريستوف ريغر، استراتيجي أسعار الفائدة في «كوميرتس بنك»: «إن هذا الاقتراح لتخفيف قيود الديون قد يعني، في النهاية، مزيداً من الديون الجديدة، مقارنة بالتقارير الإعلامية السابقة حول حزمة الدفاع والاستثمار بقيمة 900 مليار يورو»، موضحاً أن «المكون العسكري قد يكون غير محدود من حيث المبدأ». وأضاف: «علاوة على ذلك، قد تمنح التدابير المستقبلية الحكومات مساحة مالية أكبر تتجاوز الجيش والاستثمار في الموازنات المقبلة».

كما انخفض الفارق بين مؤشر مقايضة ليلة واحدة خالٍ من المخاطر لمدة 10 سنوات وعائدات السندات الألمانية، إلى -23 نقطة أساس، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2010.

وقفز اليورو بنسبة 0.5 في المائة إلى 1.068 دولار، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 11 نوفمبر (تشرين الثاني)، ومرتفعاً بنحو 3 في المائة منذ يوم الاثنين، في حين كان ارتفاعه مقابل الين أكثر اعتدالاً بنسبة 0.13 في المائة إلى 159.40.

وقال كريس تيرنر، استراتيجي النقد الأجنبي في «آي إن جي»: «ارتفع اليورو/الدولار بشكل حاسم في ظل احتمالات زيادة الإنفاق المالي في أوروبا. والسرعة التي يتحرك بها الأوروبيون، وخاصة في ألمانيا، مثيرة للإعجاب». وأضاف: «نتوقع أن يتركز الاهتمام، الآن، على مدى سرعة وسهولة تطبيق التغييرات المالية المتفَق عليها في ألمانيا عبر البرلمان، في الأسابيع المقبلة».