مسؤول أميركي: دول الخليج نفذت إجراءات تعرقل تدفق الأموال للإرهابيين

TT

مسؤول أميركي: دول الخليج نفذت إجراءات تعرقل تدفق الأموال للإرهابيين

أكد مسؤول أميركي أن دول الخليج أقرت قوانين لمكافحة الإرهاب تجرّم تمويله، ونفّذت تدابير فعالة عرقلت تدفق الأموال بشكل كبير للإرهابيين خلال الفترة الماضية.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «دول الخليج تحرز تقدماً كبيراً في مكافحة تمويل الإرهاب بشكل جماعي، واتبعت مجموعة واسعة من الإجراءات لاستهداف تمويل الإرهاب، ونفذت تدابير مالية مستهدفة، وأصدرت تصريحات للعموم، وحاكمت الإرهابيين ومموليهم».
وأضاف: «في عام 2017، أنشأت الولايات المتحدة وست دول خليجية مركز استهداف تمويل الإرهاب لتعزيز لتبادل المعلومات وإضفاء الطابع المؤسسي على بناء القدرات لاستهداف شبكات تمويل الإرهاب التي تشكل تهديدات للأمن القومي للولايات المتحدة والخليج».
ولفت المسؤول الأميركي إلى أنه «في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ومايو (أيار) 2018، قام الأعضاء السبعة المشاركون في مركز استهداف تمويل الإرهاب مجتمعين بإدراج عدد من القادة الإرهابيين والممولين والميسرين، بما في ذلك أولئك المرتبطون بـ«مجلس شورى حزب الله» (هيئة صُنع القرار الرئيسية التابعة له)، وتنظيم «القاعدة في شبه جزيرة العرب» و«داعش».
وبحسب الخارجية الأميركية فقد «أقرت جميع دول الخليج الآن قوانين مكافحة الإرهاب التي تجرم تمويل الإرهاب، وبتقييمنا فإن هذه القوانين كانت فعالة في عرقلة تدفق الأموال بشكل كبير للإرهابيين، ومع ذلك، فإن بعض دول الخليج لا تقدم تفاصيل عن القضايا المتعلقة بتمويل الإرهاب، أو تفرج عن العدد الإجمالي للمحاكمات والإدانات المتعلقة بغسل الأموال أو إدانات تمويل الإرهاب، مما يجعل من الصعب إجراء تقييم كامل لفعالية نظامها القانوني لإدانة أولئك الذين يمولون الإرهاب».
وبشأن برنامج «المكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأميركية، أوضح المسؤول أنه «يقدم مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار، للحصول على معلومات تؤدي إلى تعطل الآليات المالية لمنظمة (حزب الله) اللبنانية الإرهابية، ويمكن للأفراد الذين يتقدمون بالمعلومات أن يكونوا مؤهلين للحصول على مكافأة، إذا أدت معلوماتهم إلى تحديد وتعطيل الآليات المالية لـ(حزب الله) والأفراد الذين يديرونها ويسهلونها، وسيشمل ذلك معلومات عملية عن الجهات المانحة لـ(حزب الله) أو الميسرين الماليين في أي مكان في العالم».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».