سرب من الطائرات الروسية يشن غارات مكثفة على ريف إدلب

وكالة في موسكو تتحدث عن لقاء بين الجولاني وفصائل متشددة لصد هجوم محتمل للنظام السوري

بعد قصف على سراقب في إدلب (المعرة اليوم)
بعد قصف على سراقب في إدلب (المعرة اليوم)
TT

سرب من الطائرات الروسية يشن غارات مكثفة على ريف إدلب

بعد قصف على سراقب في إدلب (المعرة اليوم)
بعد قصف على سراقب في إدلب (المعرة اليوم)

شنّ الطيران الحربي الروسي سلسلة من الغارات على ريف إدلب في شمال غربي سوريا، ذلك قبل أيام من اجتماع ضامني آستانة في العاصمة الكازاخية.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إنه «سجل عمليات قصف متواصلة من قبل قوات النظام، مستهدفة بأكثر من 28 قذيفة صاروخية أماكن في بلدة مورك بريف حماة الشمالي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، كذلك قصفت قوات النظام مناطق في قريتي خلصة والحميرة بريف حلب الجنوبي، ومناطق أخرى في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي».
على صعيد متصل، «استهدف جيش العزة العامل بريف حماة الشمالي بقذائف صاروخية مكثفة تمركزات لقوات النظام في قرية الكبارية بريف حماة الشمالي الغربي، كذلك استهدفت الفصائل العاملة في ريف حلب الجنوبي تمركزات لقوات النظام في الأكاديمية العسكرية ومعسكر الراموسة جنوب حلب»، بحسب «المرصد».
وأشار إلى «استمرار الخروقات في مناطق هدنة الروس والأتراك ومنطقة بوتين - إردوغان منزوعة السلاح؛ حيث استهدفت قوات النظام بقذائف الهاون مناطق في بلدة التمانعة وقريتي أم الخلاخيل وأم جلال بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل قوات النظام على أماكن في قرى الزكاة والأربعين ولحايا بريف حماة الشمالي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، ما أسفر عن إصابة مواطنة في قرية الزكاة بجروح».
ونشر «المرصد» أنه رصد بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء «تنفيذ سرب من الطائرات الروسية نحو 12 ضربة جوية استهدفت مناطق في محيط سجن إدلب المركزي وبلدات فيلون وكورين وبكفلون عند الأطراف الغربية من مدينة إدلب، ما تسبب بحدوث دمار وأضرار مادية في بعض المزارع، وجرى الاستهداف بعد تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع في سماء المنطقة».
وكان «المرصد السوري» أفاد بـ«سقوط صواريخ أطلقتها قوات النظام على بلدة سراقب الواقعة بالقطاع الشرقي من الريف الإدلبي، متسببة بخسائر بشرية جديدة بعد الخسائر التي تسببت بها (سابقاً)؛ حيث وثق المرصد السوري مقتل مواطنة وسقوط عدد من الجرحى. وعدد القتلى مرشح للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة، وبذلك يرتفع عدد الذين استشهدوا وقضوا وقتلوا خلال تطبيق اتفاق بوتين – إردوغان إلى 653 على الأقل... 321 مدنياً، بينهم 103 أطفال، و71 مواطنة، عدد القتلى في القصف من قبل قوات النظام والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية وقصف من الطائرات الحربية، ومن ضمنهم 27 شخصاً، بينهم 6 أطفال، و5 مواطنات، قتلوا وقضوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل، و135 قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين – إردوغان، من ضمنهم 48 مقاتلاً من «المتطرفين» و23 مقاتلاً من جيش العزة قضوا خلال الكمائن والاشتباكات، بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات لقوات النظام بريف حماة الشمالي، و197 من قوات النظام والمسلحين الموالين».
من جهتها، أفادت وكالة «سبوتنيك» «أن طيران الاستطلاع تمكن من رصد تحركات معادية وحشود لمسلحي هيئة تحرير الشام (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المحظور في روسيا)؛ حيث كانت المجموعات الإرهابية التابعة للهيئة تقوم بنقل عتاد وذخيرة وأسلحة من ريف إدلب الشمالي باتجاه محيط مدينة إدلب». وأضاف المصدر العسكري لـلوكالة أنه «تم التعامل مع هذه التحركات عبر الطيران الحربي حيث نفذت المقاتلات الروسية 18 غارة جوية، تركزت على بلدات كورين وفيلون وبكفلون بمحيط مدينة إدلب ومحيط سجن إدلب المركزي».
وأكد المصدر أنه تم تدمير عدة آليات للمسلحين، بالإضافة إلى تدمير 3 مستودعات ذخيرة وأسلحة، إضافة إلى إفشال عملية نقل العتاد والذخيرة إلى المحاور المستهدفة.
وكان الطيران الحربي الروسي شن منتصف الشهر الحالي «14 غارة ليلية دمر خلالها مواقع ومستودعات ذخيرة تابعة لمسلحي هيئة تحرير الشام في ريف إدلب»؛ حيث أوضح مصدر عسكري لوكالة «سبوتنيك»، أنه «نتيجة هذه الغارات تم تدمير عدة مقرات تابعة للنصرة في أحراش بلدة بسنقول وأورم الجوز بمحيط مدينة أريحا بشكل كامل. وتم تدمير عدة آليات كانت بحوزة المسلحين، كما أدت إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين، كاشفاً أن هيئة تحرير الشام كانت تقوم بنقل عتاد وأسلحة لإيصالها إلى جبهات متقدمة في مواجهة الجيش السوري، بهدف شن هجمات لاحقة تستهدف مواقع الجيش والقرى والبلدات القريبة من الجبهات».
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت، في الثالث عشر من الشهر الماضي، أن الطيران الحربي التابع لها وجّه ضربات دقيقة لمستودع يتبع لتنظيم «هيئة تحرير الشام» في مدينة إدلب السورية.
وقالت الوكالة: «تواصل التنظيمات الإرهابية التي ينضوي معظمها تحت زعامة تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي، والمنتشرة بريف إدلب الجنوبي وعدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي، خرقها لمنطقة خفض التصعيد عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه وعلى القرى الآمنة والأحياء السكنية المحيطة بالمنطقة المصنفة على أنها (منزوعة السلاح)، في وقت عاد فيه متزعم فرع تنظيم (القاعدة في بلاد الشام) الملقب بـأبو محمد الجولاني للظهور بعد شهرين على اختفائه، بعد أنباء عن تعرضه لإصابات خطيرة بانفجارين استهدفا موكبه؛ حيث ترأس منذ أيام قليلة اجتماعاً لقيادات التنظيمات التكفيرية في إدلب، أعطى خلاله توجيهات صارمة تتعلق بـالمعركة المصيرية في المحافظة».
وكشفت مصادر محلية لوكالة «سبوتنيك»، أن «الجولاني ترأس وسط إجراءات أمنية مشددة، اجتماعاً الجمعة في بلدة أطمة الحدودية مع تركيا، ضم 8 قياديين من الصف الأول في تنظيمات إرهابية مختلفة، بينها (الحزب الإسلامي التركستاني) و(حراس الدين) و(جيش العزة)، بالإضافة إلى 3 أشخاص مجهولي الهوية يتحدثون اللغة التركية».
ونقل عن الجولاني خلال الاجتماع «تأكيده أن المعطيات على الأرض تشير إلى أن الجيش السوري سيقوم بعمل عسكري قريب على جبهات ريف حماة وإدلب، طالباً من قياديّي الفصائل المسلحة رفع الجاهزية، بما فيها العربات المفخخة والانتحاريون، واصفاً المعركة بأنها معركة وجود أو زوال».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.