الحكومة المغربية تلغي حوارها مع أساتذة التعاقد

ربطت استمراره بإنهاء إضرابهم مع دخوله أسبوعه الثامن

جانب من المظاهرات التي نظمها «أساتذة التعاقد» في شوارع الرباط والمستمرة منذ 8 أسابيع (رويترز)
جانب من المظاهرات التي نظمها «أساتذة التعاقد» في شوارع الرباط والمستمرة منذ 8 أسابيع (رويترز)
TT

الحكومة المغربية تلغي حوارها مع أساتذة التعاقد

جانب من المظاهرات التي نظمها «أساتذة التعاقد» في شوارع الرباط والمستمرة منذ 8 أسابيع (رويترز)
جانب من المظاهرات التي نظمها «أساتذة التعاقد» في شوارع الرباط والمستمرة منذ 8 أسابيع (رويترز)

بعدما كانت الحكومة المغربية تتطلع للقاء وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مع الأساتذة المتعاقدين، أمس، من أجل إنهاء الإشكاليات العالقة معهم، أعلنت الوزارة بشكل أحادي ومخالف للتوقعات مساء أول من أمس، قرار تعليق الاجتماع الذي كان من المقرر عقده مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية وممثلي الأساتذة، وربطت استئنافه بإنهاء الإضراب، الذي دخل أسبوعه الثامن على التوالي.
وعللت وزارة التربية والتعليم المغربية، في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قرارها بـ«إقدام بعض أطر الأكاديميات على الإخلال بالالتزام الذي أخذه ممثلوهم على عاتقهم خلال الاجتماع المنعقد يوم السبت 13 أبريل (نيسان) الحالي، والقاضي باستئناف عملهم يوم الاثنين 15 أبريل الحالي».
وأضافت الوزارة أنه خلافاً لما يتم تداوله، فإنها «التزمت بكل ما تم الاتفاق عليه، حيث عملت على توقيف جميع الإجراءات الإدارية والقانونية، المتخذة في حق بعض الأساتذة، أطر الأكاديميات، وصرف الأجور الموقوفة، وكذا إعادة دراسة وضعية الأساتذة الموقوفين، وتأجيل اجتياز امتحان التأهيل المهني إلى وقت لاحق لإعطاء الأساتذة، وأطر الأكاديميات، وفرصة للتحضير الجيد لهذا الامتحان».
ويأتي هذا الموقف مناقضاً لما أعلنته تنسيقية الأساتذة المتعاقدين من اتهامات للوزارة بعدم الوفاء بالتزاماتها، ومخالفة وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، لمخرجات حوار 13 أبريل، حيث اتهم أحد قادة التنسيقية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الوزارة، بأنها «لم تلتزم بأي بند من بنود الاتفاق».
كما شددت وزارة التربية والتعليم المغربية على أنه «لا يمكن بأي حال من الأحوال مواصلة الحوار في ظل غياب الشروط الدنيا، الكفيلة بإرساء تفاوض جدي ومسؤول»، كما أكدت تشبثها بـ«مواصلة الحوار بمجرد التحاق هؤلاء الأطر بمقرات عملهم، والقيام بواجبهم المهني النبيل. كما تجدد التأكيد على أنها لن تذخر جهداً من أجل تأمين الزمن المدرسي، وضمان الحق في التمدرس لجميع التلميذات والتلاميذ».
وتعليقاً على قرار الوزارة، قال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، إن النقابات التعليمية الخمس ستعقد لقاءً للرد على موقف الحكومة من إلغاء الحوار المتفق عليه، مؤكداً أن النقابات، التي تخوض إضراباً لمدة أسبوع، شاركت في المسيرة الاحتجاجية التي نفذتها التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، أمس، وذلك في إطار البرنامج النضالي الذي أعلنته في الإنزال الوطني الذي تنفذه لثلاثة أيام.
وأضاف الإدريسي، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن قرار الحكومة «غير معقول ولا مسؤول، ولا يأخذ بعين الاعتبارات وضع المدرسة العمومية»، معتبراً أن إلغاء الحوار «قرار مخدوم ومحسوب من طرف الحكومة وغير ارتجالي... ومع الأسف سنكون مضطرين ليكون لنا رد فعل كنقابات تعليمية ضد هذا التعامل الحكومي، الذي نعتبره غير مسؤول، ولا يراعي مصلحة المدرسة العمومية»، موضحاً أن إضراب «عشرات الآلاف من المدرسين المتعاقدين أدى إلى إغلاق الكثير من المؤسسات التعليمية، والضحايا هم التلاميذ، ونحن نحمل المسؤولية للحكومة».
من جانبها، حملت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وتلاميذ وأمهات وأولياء التلاميذ، الحكومة والوزارة المعنية والأساتذة المضربين، «مسؤولية إغلاق المؤسسات التعليمية، خصوصاً أن الضحايا هم أبناء الفئات الهشة من المجتمع».
وعبرت «الفيدرالية»، في بيان لها، عن عزمها تنظيم «وقفات احتجاجية مستمرة في مختلف المدن المغربية في حالة عدم إيجاد حل فوري لهذا المشكل العويص، الذي يهدد المتعلمين، خصوصاً المقبلين على الامتحانات الإشهادية».
كما هاجمت «الفيدرالية» ذاتها ما سمته «العبث غير المحسوب العواقب»، والذي قالت إنه «المتسبب في ضرب مبدأ تكافؤ الفرص بعدم تأمين الزمن المدرسي للمتمدرسين، والإجهاز الكلي على ما تبقى من المدرسة العمومية، التي هي الملجأ الوحيد لأبناء الشعب المغربي، خصوصاً في القرى»، معتبرة أن ما تعشيه المدرسة العمومية من احتقان وتوقف الدراسة بالكثير من المؤسسات التعليمية، خصوصاً بالمجال القروي، لأزيد من شهرين: «منزلق خطير يقع ضحيته أبناء الفئات الهشة من المجتمع».
وحسب المعطيات المتوفرة لـ«الشرق الأوسط»، فإن الوضع مرشح نحو التصعيد في الأيام المقبلة، في ظل إصرار أساتذة التعاقد، البالغ عددهم 55 ألفاً، على الاستمرار في الاحتجاج، وإضرابهم عن العمل لإرغام الحكومة على إدماجهم في سلك الوظيفة العمومية، وإسقاط نظام التعاقد، وهو الأمر الذي سبق أن أكدت الحكومة على أنه خيار استراتيجي للبلاد لا رجعة فيه.



ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
TT

ظهور أبو تريكة في إعلان لـ«الأهلي» يثير جدلاً وانتقادات

صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)
صورة من الإعلان (حساب الشركة المنفذة للمشروع)

أثار ظهور لاعب منتخب مصر والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة في إعلان ترويجي لـ«استاد الأهلي» الجديد، جدلاً وانتقادات في مصر، وسط ردود فعل متباينة تجاه اللاعب، وموقفه القانوني، في ظل إدراج اسمه على قوائم «الإرهاب»، الصادرة بموجب قانون «الكيانات الإرهابية»، منذ سنوات.

وظهرت صورة أبو تريكة، فضلاً عن مشاركته بالتعليق الصوتي في إعلان يستهدف حصول النادي على مساهمات من الجمهور في عملية بناء الاستاد الجديد، مقابل وضع أسمائهم على «طوب البناء»، الذي سيشيَّد به المشروع.

وحظي الظهور الأول للاعب المصري المعتزل، على الشاشات المصرية، بعد غياب سنوات، بتباين في ردود الفعل، ففي وقت عبَّر فيه البعض عن غضبهم من ظهوره كونه مدرجاً على قوائم «الإرهاب»، أبدى آخرون تفاؤلاً على أساس أن الأمر يمكن عدُّه تمهيداً لحذفه من القائمة.

وصدر بحق أبو تريكة قرارات عدة قبل سنوات بالإدراج على قوائم «الإرهاب»، على خلفية «مساهمته في شركة سياحة اتهم أحد أعضائها بتمويل جماعة (الإخوان) المحظورة».

وجاءت أبرز الانتقادات الموجهة لظهور اللاعب من المستشارة مروة بركات، نجلة النائب العام المصري الأسبق هشام بركات، الذي تعرض للاغتيال عام 2015 بسيارة مفخخة. وكتبت مروة بركات في تدوينة عبر حسابها على «فيسبوك»، ترفض فيها ظهوره، وتؤكد عدم قبول ما وصفته بـمحاولة «تبييض الوجه».

موقف المستشارة المصرية دعمها فيه عدد من الإعلاميين من بينهم الإعلامي أحمد موسى الذي عدّ ظهور أبو تريكة بمثابة «عدم احترام لأرواح الشهداء الذين سقطوا في مواجهة الإرهاب».

كما دعمها الإعلامي عمرو أديب في تدوينة عبر «إكس»، مؤكداً «عدم اختلاط الأمور، مهما حاولوا تغيير الحقيقة لسبب أو لآخر».

وبحسب مسؤول في النادي الأهلي، تحدث لـ«الشرق الأوسط» شريطة عدم ذكر اسمه، فإن الإعلان نُفذ من خلال شركة «القلعة الحمراء» المنبثقة عن شركة «الأهلي للإنشاءات الرياضية»، وبتنسيق مع مجلس الإدارة، مشيراً إلى أن «النادي لا ينوي في الوقت الحالي التعليق على السجالات حول الإعلان».

بينما قال عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام الكاتب عادل حمودة لـ«الشرق الأوسط» إن «المجلس لم يتفق حتى الآن على وضع ما أثير حول الإعلان في جدول أعماله ومناقشته القريبة»، مضيفاً أن «الأهم من وجهة نظره هو مدى التزام الإعلان بالقانون من عدمه»، وهو متروك للجهات القانونية المعنية لتوضحه.

رأي دعمته عضو المجلس، وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة منى الحديدي التي قالت لـ«الشرق الأوسط» إن «اللاعب شخصية عامة، ولم يصدر بحقه أي حكم قضائي حتى الآن»، مشيرة إلى أن «قناعتها الشخصية بأن حذف الإعلان سيعد بمثابة تقييد، على أساس أن القضاء لم يفصل في الاتهام الموجه له بدعم الإرهاب».

وبحسب المحامي وعضو لجنة العفو الرئاسي طارق العوضي لـ«الشرق الأوسط»، فإن ظهور أبو تريكة في الإعلان «لا يعد مخالفة قانونية انطلاقاً من قاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وهو لم يُحَلْ حتى الآن للمحاكمة، أو يصدر بحقه حكم قضائي نهائي».

وأضاف العوضي أن قانون «الكيانات الإرهابية» لا يتضمن نصاً مباشراً يمنع المدرج بقوائم (الإرهابيين) من العمل الخاص، لكنه يفرض عليهم قيوداً عدة، وفي الوقت نفسه لا يعد الإدراج بمثابة إثبات للانتماء لجماعات إرهابية في ظل وجود العديد من الأشخاص المدرجين والذين لم يتم استدعاؤهم للتحقيق»، مشيراً إلى أن «اللاعب مُدْرج منذ سنوات، وهناك قيود بالفعل مفروضة عليه بموجب الإدراج، لكن في النهاية لم يُحَل للمحاكمة، وبالتالي لا يوجد ما يمنعه من الاشتراك في الإعلان».

وعبَّر عدد من جماهير النادي الأهلي عن تفاؤلاهم بظهور تريكة، على أمل حذفه من قائمة «الإرهاب»، وإمكانية عودته لمصر. وقال الإعلامي أحمد شوبير حارس مرمي الأهلي الأسبق إن الجماهير سعيدة بظهور أبو تريكة لرصيده لديهم لما قدمه للمنتخب والنادي الأهلي.

وشارك لاعب المنتخب المصري السابق إبراهيم سعيد بتدوينة مدافعاً عن أبو تريكة، معتبراً أنه سيظل أسطورة للكرة المصرية والنادي الأهلي.