علاج محتمل لـ«اللوكيميا» يستهدف قمع بروتين يتسبب في حدوثه

توصل فريق بحثي أميركي بريطاني مشترك، إلى أن النشاط المفرط في أحد البروتينات، قد يكون مسؤولاً عن الإصابة بسرطان الدم النخاعي الحاد، والمعروف باسم «اللوكيميا».
ووفق المقاييس الطبية، فإن حالات من مرضى اللوكيميا لا تعيش أكثر من 5 سنوات، كما أن علاج زرع نخاع العظم، قد لا يكون ملائماً لهم، لكن الفريق البحثي الأميركي البريطاني أبلغ أول من أمس في دورية «نيتشر سيل بيولوجي» Nature Cell Biology عن آلية جديدة للعلاج تستهدف بروتين يسمى «IRAK4»، بعد أن وجدوا أن النشاط المفرط لهذا البروتين يرسل بشكل جنوني خلايا سرطانية إلى الدم.
وخلال الدراسة، تم زرع الخلايا السرطانية المأخوذة من مرضى اللوكيميا في فئران التجارب، ثم تم استخدام علاج تجريبي يستهدف قمع نشاط هذا البروتين، فأدى ذلك إلى انخفاض كبير في خلايا سرطان الدم.
وعمل الفريق البحثي على تجربة الأدوية الموجودة بالفعل، التي يمكن أن تستهدف هذا البروتين شديد النشاط في خلايا سرطان الدم، كما أنهم سعوا لتطوير دواء يعمل على نحو أكثر فاعلية على تثبيط نشاط البروتين «IRAK4» شديد النشاط لعلاج اللوكيميا والمرض المرتبط به، وهو متلازمات خلل التنسج النخاعي (MDS).
ويقول الدكتور دانييل ستاركينوفسكي، من المركز الطبي لمستشفى سينسيناتي للأطفال، والباحث الرئيسي في الدراسة لـ«الشرق الأوسط»: «مع إجراء المزيد من الأبحاث قبل السريرية وتطويرها، نود في غضون بضع سنوات أن يكون مثبط بروتين (IRAK4) جاهزاً لإجراء الاختبارات السريرية الأولية لدى المرضى، فنحن في حاجة ملحة إلى علاجات جديدة».
ويضيف: «لا يمكننا حالياً فعل الكثير بالنسبة لهؤلاء المرضى، وحتى الأدوية الجديدة التي يتم الآن تطويرها بسرعة قد تبقيهم فقط 6 أشهر أخرى على قيد الحياة، والخيار العلاجي الخاص بزرع نخاع العظم غير ملائم لمعظمهم؛ لذلك فإن ما نقوم به شديد الأهمية».
ومن المحتمل أن تؤثر النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة، بما في ذلك استخدام الأدوية المثبطة لبروتين IRAK4»»، على نحو 20 في المائة من المرضى، لكن هذه النسبة ليست بالضئيلة كما يؤكد الدكتور ستاركينوفسكي.
ويقول: «الوصول للآلية الجزيئية الغامضة في نواة الخلية، التي تسببت في النشاط المفرط للبروتين، قد تساعدنا لاحقاً في اكتشافات أخرى نقدم من خلالها مزيد من الخدمات لهؤلاء المرضى».