تسهيلات إسرائيلية في رمضان على المعابر وقيود على دخول الأقصى

القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (وفا)
القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (وفا)
TT

تسهيلات إسرائيلية في رمضان على المعابر وقيود على دخول الأقصى

القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (وفا)
القوات الإسرائيلية أغلقت مداخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية أمس (وفا)

أعلنت الحكومة الإسرائيلية، عبر دائرة أمنية في جيشها، عن سلسلة قيود وسلسلة تسهيلات ستقدمها للمواطنين الفلسطينيين سكان الضفة الغربية، لمناسبة شهر رمضان المبارك. فمن جهة، أتاحت فتح المعابر لساعات طويلة، ومنحت تصاريح زيارة للأقارب، وسمحت بدخول إسرائيل لنحو 150 ألف فلسطيني من الضفة، ومن جهة ثانية قلصت عدد المصلين في المسجد الأقصى المبارك.
وجاءت هذه التعليمات على النحو التالي: أولاً: دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة للرجال دون 16 عاماً أو فوق 40 عاماً من العمر، وللنساء مهما كان عمرهن من دون الحاجة لتصريح، وبالنسبة للرجال الذين يبلغون من العمر 30 إلى 40 عاماً يجب إصدار تصريح دخول من خلال مكتب الارتباط الفلسطيني.
ثانياً: إصدار 150.000 تصريح دخول لإسرائيل للفلسطينيين المتزوجين لأجل زيارة العائلات من دون قيود العمر، خلال أيام الأحد إلى الخميس من كل أسبوع، ابتداءً من الساعة 8 صباحاً ولغاية الساعة 10 مساءً، طيلة شهر رمضان، وكذلك خلال أيام عيد الفطر الثلاثة.
ثالثاً: إصدار 700 تصريح زيارة إلى الضفة الغربية من الأقارب القادمين من الدول العربية، ويتم التقدم بطلب الحصول على تصريح إلى مكتب الارتباط الفلسطيني.
رابعاً: إصدار 700 تصريح لسفر المواطنين الفلسطينيين إلى الخارج من خلال مطار بن غوريون الدولي.
خامساً: تمديد ساعات العمل في المعابر والبوابات القائمة بين الضفة وإسرائيل، لكي يدخلها فلسطينيو 48 لقضاء مشترياتهم وإنعاش الاقتصاد الفلسطيني، وذلك على النحو التالي:
* معبر الجلمة سيبقى مفتوحاً لغاية الساعة 10 مساءً طوال الأسبوع أمام عبور «فلسطينيي 48» بالسيارات وأمام عبور الفلسطينيين. كما سيكون المعبر مفتوحاً أيضاً خلال عيد الفطر لغاية الساعة 12 ليلاً.
* بوابة ضاحية البريد ستكون مفتوحة أمام عودة المصلين من مسجد الأقصى خلال أيام الجمعة من الساعة 14:30 ظهراً ولغاية الساعة 16:00 عصراً.
* معبر طُورة في جنين سيبقى مفتوحاً لغاية الساعة 12:00 ليلاً أمام سكان منطقة التماس.
* سيبقى معبرا النبي إلياس وجبارة مفتوحين لغاية الساعة 12 ليلاً.
* معبر الجيب سيكون مفتوحاً أمام أصحاب تصاريح من نوع «BMC» أو «VIP».
* بوابة طولكرم ستكون مفتوحة من الساعة 10 صباحاً ولغاية الساعة 10 مساءً.
* أما البوابات في منطقة التماس، فستكون مفتوحة خلال ساعات الصوم ولغاية الساعة 10 مساءً.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».