10 ملايين دولار مكافأة أميركية لمعلومات عن شبكة «حزب الله» المالية

TT

10 ملايين دولار مكافأة أميركية لمعلومات عن شبكة «حزب الله» المالية

أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، عن مبادرة جديدة لتعطيل الدعم المالي لـ«حزب الله»، سواء عبر الأفراد أو المؤسسات. كما أعلنت عن مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن أنشطة «حزب الله» المالية.
وأطلق المبادرة الجديدة مساعد وزير الخارجية لشؤون الأمن الدبلوماسي مايكل إيفانوف، ومساعد وزير الخزانة لتمويل الإرهاب ميشيل بيلنغسليا، ومنسق مكافحة الإرهاب ناثان سيلز.
وأكد بيلنغسليا، أن الولايات المتحدة «لن تدخر جهداً ولا وسيلة للكشف عن مصادر تمويل (حزب الله)». وأضاف: «سنستخدم كل الوسائل المتاحة لوقف مصادر تمويل (حزب الله)، وسنستهدف كل وسائل تمويل الجماعة ومشغليها في إيران، وأي آلية يستخدمها كلاهما لدعم الأنشطة الإرهابية في الشرق الأوسط».
وأضاف أن الولايات المتحدة ستلاحق الكيانات التي تعمل وراء الستار من الأرجنتين إلى غامبيا للكشف عن هذه الموارد المالية. وأشار إلى أن الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله تحدث للمرة الأولى الشهر الماضي عن الموارد المالية للحزب «ولجأ إلى طلب التبرعات من أجل مقاتليه، واعتمد على الإكراه لحلب القطاع المالي اللبناني».
وسمى المسؤول الأميركي ثلاثة أشخاص من الممولين الرئيسيين للحزب، هم «علي يوسف شرارة، وأدهم طباجة، ومحمد إبراهيم بزي»، مشيراً إلى أنهم «جزء أساسي من نظام (حزب الله) وعمله على امتداد أربع قارات». وأوضح أن الإدارة الأميركية تسعى للحصول على معلومات عنهم وعن آخرين من نشطاء الحزب يحاولون الوصول إلى النظام المالي العالمي، إما مباشرة أو عن طريق شركات وأعمال تبدو مشروعة.
واعتبر منسق مكافحة الإرهاب أن أي حديث عن «حزب الله» يجب أن يبدأ من طهران المنخرطة في الإرهاب وتستعمله أداةً من أدوات الدولة. وحذّر من التهديدات التي يشكلها «حزب الله» على المستوى الدولي. ووصف إعلان اليوم بأنه «فريد من نوعه، فوزارة الخارجية ترصد للمرة الأولى مكافأة تركز فقط على تمويل (حزب الله)، وهذا العرض هو خطوة أخرى في حملتنا الصارمة ضد طهران ووكلائها الإرهابيين حول العالم».
ولفت إلى أن «لـ(حزب الله) امتداداً عالمياً واسعاً ولديه نشطاء وشبكة مالية وشركات وغيرها من الأصول في لبنان والخليج وأفريقيا وآسيا وأوروبا والنصف الغربي من الكرة الأرضية. (حزب الله) يدعي أنه يدافع عن الشعب اللبناني، لكن له أجندة خاصة وهو يحاول حماية النظام في سوريا عبر الميليشيات التابعة لإيران».
وحذر من أن «الحزب وإيران يريدان تحويل المنطقة تابعة لإيران ونشاطات الحزب في السنوات الأخيرة موجود في بلغاريا وبيرو وتايلاند»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة ليست بمنأى عن هذه المخاطر، والخبر الجيد أن الحزب بدأ يتأثر بالعقوبات وبدأ نصر الله في طلب التبرعات، وبات من غير الممكن أن يعول الحزب على طهران. ونحن نعمل لتفكيك الشبكة المالية له، واليوم نتخذ خطوة أساسية لإلحاق الأذى بتمويله».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.