الأوساط اليهودية تحتفي بقرار العاهل المغربي إعادة انتخاب هيئاتهم التمثيلية

70 ألف زائر من إسرائيل العام الماضي

TT

الأوساط اليهودية تحتفي بقرار العاهل المغربي إعادة انتخاب هيئاتهم التمثيلية

تزامن إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس، عن قرار إعادة انتخاب الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة مع احتفالات اليهود بعيد الفصح، الذي يمتد من 19 إلى 28 أبريل (نيسان) الحالي، وهي الفترة التي يعود فيها آلاف اليهود المغاربة إلى وطنهم الأم لقضاء العيد وسط الآباء والأجداد، الذين فضلوا البقاء في المغرب.
وفي مراكش وحدها حل آلاف اليهود المغاربة، حسب مصادر سياحية، الأمر الذي أدى إلى امتلاء فنادق المدينة عن آخرها.
وتعذر الاتصال برئيس الطائفة اليهودية في مراكش، جاكي كادوش، لاستفساره عن الانتخابات، المزمع تنظيمها لممثلي الطوائف اليهودية في المغرب. لكن نائبه هنري أسولين أكد لـ«الشرق الأوسط»، أن كادوش سافر إلى القدس بعد أن اختار قضاء عيد الفصح فيها، كما هو الحال بالنسبة للكثير من اليهود المغاربة.
وقال أسولين إن القرار الملكي بتنظيم انتخابات لجان الجماعات اليهودية في المغرب استقبل بفرح كبير من طرف اليهود المغاربة، مشيراً إلى أن هذه الانتخابات لم تجر منذ 1969. وأضاف أسولين أن الأوضاع تغيرت كثيراً منذ صدور القانون المنظم لهذه الانتخابات في 1945، ومشيراً إلى أن عدد اليهود المقيمين باستمرار على التراب المغربي انخفض من نحو 300 ألف شخص في تلك الفترة إلى نحو 3 آلاف شخص حالياً. غير أنه أشار إلى أن عدداً كبيراً من اليهود المغاربة في الخارج يزورون باستمرار بلدهم الأم، ويحتفظون باعتزاز بالجنسية المغربية.
وأبرز أسولين أن «الكثير من اليهود يأتون للمغرب كحجاج لزيارة الأضرحة والمقابر والمزارات اليهودية بالمغرب، التي يناهز عددها 600 مزار. والكثير لديهم أب أو جد لا يزالون على قيد الحياة، ويأتون لزيارتهم مرة في السنة، ضمنهم من يقضي مدة طويلة تصل أحياناً إلى ثلاثة أشهر في الوطن، وهم متشبثون بمغربيتهم».
ولم يستبعد أسولين أن يسمح لهؤلاء بالمشاركة في انتخابات الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة، وقال: «إنهم يعتبرون قوة دبلوماسية بالنسبة للمغرب في الخارج، وهم يدعمون المغرب في بلدان إقامتهم، ويدافعون عن وحدته الترابية، وعن حقه التاريخي في صحرائه».
وأضاف أسولين أن 70 ألف يهودي من إسرائيل زاروا المغرب خلال سنة 2018، وينتظر أن يعرف هذا العدد ارتفاعاً قوياً خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن نحو 800 ألف يهودي مغربي يعيشون في إسرائيل. وقال بهذا الخصوص: «اليهود المغاربة موجودون في الكثير من الدول، في كندا وأميركا والأرجنتين، وإسبانيا، والبرتغال، وفرنسا. وعددهم في مونتريال يناهز 21 ألف شخص».
ويتوزع اليهود المغاربة تاريخياً إلى طوائف، حسب المناطق الجغرافية التي يوجدون بها. فالطائفة التي توجد في طنجة تختلف عن طائفة فاس، أو مراكش أو ورزازات. ولكل طائفة تقاليدها وعاداتها واجتهاداتها التشريعية الخاصة بها. لذلك تمت هيكلة هيئاتها التمثيلية في شكل لجان يغطيها مجلس الطوائف اليهودية بالمغرب.
وفقد المجلس في السنوات الأخيرة اثنين من أبرز قيادييه، هما روبير أصراف، مستشار سابق للملك الراحل الحسن الثاني، ومدير سابق لمجموعة «أونا» المالية، الذي توفي قبل عام بأحد المستشفيات الإسرائيلية، وشمعون ليفي المناضل اليساري المعروف بمعاداته للصهيونية، ومدير المتحف اليهودي في الدار البيضاء، الذي توفي بالمغرب سنة 2012. وبدأت المطالبة بتجديد هياكل مجلس الجماعات اليهودية بالمغرب عام 2000، غداة تولي العاهل المغربي الملك محمد السادس الحكم. وتجددت هذه المطالب خلال مناقشة تعديلات الدستور المغربي والإصلاحات السياسية في سياق «الربيع العربي» في 2011.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن مجموعة من اليهود المغاربة بفرنسا أطلقت أخيراً عريضة للمطالبة بإعادة هيكلة الهيئات التمثيلية لليهود المغاربة، وملاءمتها مع التحولات التي عرفتها الطائفة اليهودية بالمغرب.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.