صعقة كهربائية تنهي حياة الكاتب المغربي محسن أخريف

«ليس هناك أقسى من موت كاتب في عيد الكتاب»، هكذا تفاعلت القاصة المغربية لطيفة باقا مع الموت المفاجئ والمؤلم، للكاتب المغربي محسن أخريف (40 سنة)، أول من أمس، بتطوان، إثر تعرضه لصعقة كهربائية، حين كان بصدد تقديم ندوة بـخيمة الندوات، ضمن فعاليات «عيد الكتاب»، في دورته الـ21، المنظمة ما بين 16 و23 أبريل (نيسان) الجاري.
أقل ما يمكن أن يقال عن وفاة هذا الكاتب المعروف بنشاطه الإبداعي، وإصداراته الموزعة بين الشعر والرواية والقصة والبحث الأكاديمي، إنها هزّت الوسط الثقافي المغربي؛ حيث تراوحت ردود الفعل بين التعبير عن الحزن الشديد وتكذيب الخبر.
وكتب الشاعر محمد بشكار، كلمة تتراوح بين الألم لموت كاتب صديق، والغضب للطريقة التي رحل بها: «لا أجيد المراثي، وأشك في جدواها، لا لشيء إلا لأنّها لا تفيد شيئاً، ما دام المعني بالأمر لن يقرأها، بعد أن صار الموت الذي اختطفه حائلاً بيننا وبينه للأبد. محسن أخريف الذي مات مغدوراً، بسبب سوء في التنظيم بمهرجان عيد الكتاب بتطوان، يستحق بدل المراثي التي تؤبنه وهو ما زال في روعة الشباب وليس فقط ريعانه، لمديح الحياة الذي يجعله يعيش وهو جامح في إبداعه الأدبي، أكثر من عمر. ولكن ماذا نصنع والكلمة للميكروفون المعطوب كانت أسبق إليه بنيران الكهرباء. فأي كلمة تستحق أن نقولها اليوم أو غداً، بعد أن صار في بلدنا بين شهداء الكلمة من يقضون نحبهم غِيلة بحادث ميكروفون؟ محسن أخريف لا ينتظر من أحد المراثي تمتد بأدمعها في ألف كلمة، ولكن روحه تطالب بفتح تحقيق في هذه النازلة غير المسبوقة في مهرجاناتنا الثقافية، لتقول العدالة كلمتها، إذا قالت».
فيما كتب الإعلامي أحمد الدافري: «كيف؟ الصديق محسن أخريف، المبدع والناقد، رئيس رابطة أدباء الشمال، يأخذ أمس الميكروفون كي يتحدث، في إطار تظاهرة عيد الكتاب بتطوان، فيتعرض لصعقة كهرباء، ويلقى حتفه، وتودعنا روحه إلى السماء! أليست فاجعة؟ تباً لكل من يثق أنه في مأمن. أبكيك صديقي. تركت جرحاً في القلب».
بينما كتب القاص والناقد محمد شويكة: «من العبث أن يقتل ميكروفون يشتغل ببضع وحدات (فولتات) كهربائية مبدعاً! لروحك السلام رغم لا عقلانية وسوريالية الظروف يا محسن؟!».
ووصف حسن نجمي، الكاتب والرئيس السابق لاتحاد كتاب المغرب، موت أخريف بـ«الصاعق»، قبل أن يكتب: «عزاؤنا واحد... وفاة الشاعر الصديق العزيز محسن أخريف، وذلك إثر صعقة كهربائية قاتلة، وهو يمسك بالميكروفون ليتناول الكلمة في ندوة بتطوان في تظاهرة (عيد الكِتَاب)، وكأنما لا بد للكِتَاب من قربان! على روحه الطاهرة الرحمة والمغفرة والسلام».
وكتبت الشاعرة وداد بنموسى: «محسن أخريف، يا حزننا الواحد ودمعتنا الحارة، نم يا صديقي الطيب، نم، لقد صعَقنا موتك وفقدك. غداً أسافر إلى زوجتك وطفلك في تطوان. أعانق كل من يبكيك في عيد مر. فأي كتاب وأي قصيدة؟».
من جهته، كتب الشاعر والروائي والقاص ياسين عدنان: «الخبر صاعقٌ حقّاً... رحيل صاحب (ترانيم للرحيل) في (عيد الكتاب) بتطوان. عيدٌ بأي حالٍ عدت... أمّا النعي، فله طعم الفجيعة عندما يكون المرء على سفر. رحم الله الأديب العزيز محسن أخريف. السكينة لروحه النبيلة... وأحرّ التعازي لأهله وذويه، ولأحبّته من الكتّاب والمبدعين».
بينما كتب الشاعر جمال الموساوي: «أكثر الأخبار وقعاً على القلب: الصديق الشاعر محسن أخريف يودع هذا العالم في هذا اليوم. يا له من خبر (...) لا نملك أن نحتج على الموت إلا بما نعلنه من حبّ للذين ودعونا. إلا بما سنحفظه لهم من حياة في قلوبنا الجريحة».
أمّا الشاعر عبد الدين حمروش، فبعد أن شدّد على أنّ «مما يزيد في الحزن والألم، الطريقة التي توفي بها: صعقة كهربائية من ميكروفون»، دعا الجهات المسؤولة «لفتح تحقيق في الطريق (المجانية) التي قضى بها محسن أخريف». قبل أن يختم: «في معرض الدار البيضاء الأخير، اشتعلت النيران... واليوم، في تطوان، يصعق ميكروفون شاعراً شاباً جميلاً، وغداً لا ندري على (من) يكون الدور، إذا استمرت الأمور على هذا النحو».
ولد الراحل بالعرائش (شمال المغرب) في 1979. وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الآداب. وهو رئيس لرابطة أدباء الشمال بالمغرب، كما صدر له في الشعر: «ترانيم للرحيل» (2001)، و«حصانان خاسران» (2009)، و«ترويض الأحلام الجامحة» (2012)، و«مفترق الوجود» (2019)؛ وفي الرواية: «شراك الهوى» (2013)؛ وفي القصة: «حلم غفوة» (2017).