عون: من ليست لديه الخبرة فليتفضل إلى بعبدا

جعجع يؤيد... والراعي يدعو إلى مكافحة الفساد السياسي

الرئيس اللبناني والسيدة الأولى في قداس الأمس بمناسبة الفصح (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني والسيدة الأولى في قداس الأمس بمناسبة الفصح (دالاتي ونهرا)
TT

عون: من ليست لديه الخبرة فليتفضل إلى بعبدا

الرئيس اللبناني والسيدة الأولى في قداس الأمس بمناسبة الفصح (دالاتي ونهرا)
الرئيس اللبناني والسيدة الأولى في قداس الأمس بمناسبة الفصح (دالاتي ونهرا)

انتقد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، «التباطؤ» في معالجة الأزمة، قائلاً إن «لبنان يمر بأزمة تتم معالجتها، وعلى الجميع العمل ليل نهار للانتهاء منها في أسرع وقت، لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت»، داعياً «من ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة، ليتفضل إلى بعبدا، ونحن نقوم بإنهائها له». وأيد رئيس حزب «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، عون، في وجود تباطؤ، فيما شدد البطريرك بشارة الراعي على ضرورة البدء بمكافحة الفساد السياسي.
وأكد عون في أعقاب الخلوة التي عقدها والبطريرك الماروني بشارة الراعي، قبيل القداس الذي أقيم في بكركي أمس لمناسبة الفصح، أن «لا ضرائب جديدة ستفرض على المواطنين الفقراء والمعوزين»، مشدداً على «أننا نعلم كيف ومتى يجب أن تفرض الضرائب، وأن لبنان سيزدهر ويخرج تدريجياً من الصعاب التي تواجهه».
وقال عون: «إننا نمر في لبنان بأزمة تتم معالجتها»، آملاً أن تنتهي في أسرع وقت لأن الوضع لا يسمح بالتمادي بالوقت. وقال: «من ليس لديه الخبرة لإنهائها بسرعة، فليتفضل إلى بعبدا، ونحن نقوم بإنهائها له، لأن ليس من المقبول أن تبقى الأمور سائرة بهذه الوتيرة البطيئة». وأضاف: «نحن نتمنى على الجميع أن يعملوا ليل نهار لمعالجتها، فالقصة ليست ممارسة هواية. الأزمة صعبة، ولكن ليس من الصعب أن نتخطاها. بدأنا اليوم ببرنامجنا عبر إنجاز خطة الكهرباء، وبعدها الموازنة، ومن ثم الخطة الاقتصادية، وبعدها البيئة. والأمور ستأخذ منحى تصاعدياً، ولبنان سيزدهر وسيخرج تدريجياً من الصعاب التي تواجهه».
ورداً على سؤال عن تدخل الأجهزة الأمنية بعمل القضاء، قال: «حين تحدث مخالفات نتخذ التدابير اللازمة».
ولفت إلى أن ما أقلق اللبنانيين هو كثرة الكلام خارج المحادثات الداخلية والإجراءات التي يتم درسها. فـ«عندما يتم درس الموازنة، تطرح جميع الإجراءات والأفكار، وفي المحصلة ترفع موازنة مدروسة إلى مجلس الوزراء، ولا يتم التداول بأي إجراء قبل طرحه أمام مجلس الوزراء».
وطمأن اللبنانيين قائلاً: «نعلم أن هناك مواطنين فقراء ومعوزين لن نفرض ضرائب عليهم. كما نعلم كيف يجب أن تفرض الضرائب وعلى من. فلا ينشغل بالكم». وأكد، رداً على سؤال عن الحملة على الفساد، أنه تم توقيف بعض الأشخاص في هذا الملف، داعياً الجميع إلى متابعة الأخبار الدقيقة عن هذا الموضوع، وليس الشائعات.
أما الراعي، فشدد على «ضرورة البدء بمكافحة الفساد السياسي الظاهر في سوء الأداء، وإهمال موجبات المسؤولية عن الشأن العام، والغنى غير المشروع بشتى الطرق، واستغلال الدين والمذهب لخلق دويلات طائفية في هذه أو تلك من الوزارات والإدارات العامة وأجهزة الأمن، وتكوين مساحات نفوذ فوق القانون والعدالة وسلطة الدولة».
وأعرب الراعي عن تأييد الرئيس عون فيما قاله في احتفال نقابة المحامين، بشأن تحرير القضاء من تدخل أي مرجعية سياسية أو حزبية أو مذهبية، داعياً من جهة ثانية السلطة السياسية إلى اتخاذ تدابير مجدية، بدلاً من تقاذف المسؤوليات، وذلك من خلال إقفال أبواب هدر المال وسلبه، وضبط الإنفاق والاستدانة، والحد من الفساد والمحاصصة، ولملمة مال الدولة من مختلف مصادره، وجمع ما يتوجب على المواطنين من ضرائب ورسوم، في جميع المناطق ومن الجميع، مشدداً على ضرورة تحديد مساحات عملية للتقشف، والحرص على ألا تكون على حساب ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة.
وحضر رئيس حزب «القوّات اللبنانيّة» سمير جعجع، قداس الفصح في بكركي. ولفت إلى أن «الأوضاع التي نمرّ فيها صعبة، والجميع يشعرون بذلك، إلا أن لا مشكلة من دون حل، وعلينا أن نضع جميعاً كل ما لدينا من جهد من أجل إخراج البلاد من هذه الأوضاع، ونسأل الله أن يقدّرنا على فعل ما هو خير للبنان».
ورداً على سؤال عما إذا كان حزب «القوّات» سيوافق على المقترحات التخفيضية التي تم اقتراحها في اجتماع «بيت الوسط»، شدد جعجع على أنه لن يدخل في أي تفصيل في الوقت الراهن، باعتبار أن كل الاحتمالات لا تزال مطروحة على طاولة البحث، وهي بحاجة للكثير من البحث والعمل عليها، واستطرد: «من المؤكد أننا جميعاً معنيون بألا يتضّرر الناس إلا أننا في الوقت نفسه أيضاً علينا أن ننقذ البلاد من الأوضاع السيئة التي تمرّ فيها، باعتبار أنه إذا ما انهارت الأوضاع فستنهار على رؤوس الجميع ولن توفر أحداً».
وشدد جعجع على أن الأهم في هذه المرحلة «ألا نغش الناس كالخروج بشعارات كبيرة كعدم مد اليد إلى جيوب الناس والفقراء، ومحاربة الفساد، التي لا تنفع بشيء في الوقت الراهن، باعتبار أن الوضع دقيق، وعلينا خلال الأشهر المقبلة العمل على حل الأزمة»، مؤكداً «أننا بحاجة لخطوات عمليّة كإقرار موازنة جديّة بدل هذه الشعارات الكبيرة والطنانة والرنانة التي لا تطعم خبراً، وتفرغ جيوب الناس في الوقت نفسه». ولفت إلى أن هناك تباطؤاً في معالجة الأزمات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.