مشاركة لافتة لحزب «النور» في الاقتراع بعد تحفظات مبدئية

TT

مشاركة لافتة لحزب «النور» في الاقتراع بعد تحفظات مبدئية

فيما بدا مشهداً متكرراً في أغلب المحافظات المصرية، حرص أعضاء حزب «النور»، الذراع السياسية لجماعة «الدعوة السلفية»، على تسجيل حضور لافت أمام لجان الاقتراع في الاستفتاء على التعديلات الدستورية الذي بدأ أول من أمس وينتهي اليوم.
وقال الحزب على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «الأعضاء حرصوا على الوجود مبكراً أمام اللجان منذ اليوم الأول في أغلب المحافظات، للإدلاء بأصواتهم ودعم التعديلات الدستورية».
وأعلن «النور» موافقته على التعديلات من خلال هيئته البرلمانية. ودعا أعضاءه في الداخل والخارج إلى التصويت، بعدما كان أعلن مبدئياً رفضه النص على حماية «مدنية الدولة»، بحسب كلمة ممثل الهيئة البرلمانية للحزب النائب أحمد خليل أمام البرلمان قبل إقرار التعديلات. وقال خليل إن «البعض روّج لكلمة مدنية على أنها علمانية، وهو ما رفضه الحزب. وإذا كانت كلمة مدنية في التعديلات تعني أنها ضد الدولة الدينية والعسكرية البوليسية فنحن نوافق عليها، لكن إذا كان معناها علمانية فنرفضها».
وقال الأمين العام للحزب في القاهرة محمد شكري إن «البرلمان صوت بأغلبية ساحقة على التعديلات الدستورية، على قاعدة رفض الدولة العلمانية والبوليسية بالمفهوم الخطأ»، مؤكداً أن «هذه التعديلات هي التي غيرت قرار النور من رفض الدستور إلى قبوله».
ورصدت «الشرق الأوسط» في منطقة النعام (شرق القاهرة) تشكيل «النور» لجاناً قرب مقرات الاستفتاء لمساعدة الناخبين في معرفة لجانهم الانتخابية وأرقامهم في كشوف الناخبين، لتيسير عملية المشاركة. ووفر الحزب أجهزة كومبيوتر محمولة ووصلات إنترنت لأعضائه لاستخراج أرقام اللجان للناخبين، فضلاً عن توفير حافلات وسيارات لنقل الناخبين إلى لجان الانتخابات.
وكان رئيس الحزب يونس مخيون قد أدلى بصوته في مسقط رأسه بمحافظة البحيرة في دلتا النيل، داعياً أعضاء الحزب إلى «المشاركة بكثافة».
وقال قيادي في «النور» في منطقة عين شمس شرق العاصمة، فضل عدم ذكر اسمه، إن «الحزب أنشأ غرفة عمليات لإرشاد أعضائه للوصول إلى صناديق الاستفتاء». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب يرى أن المشاركة في التعديلات الدستورية واجب وطني»، لافتاً إلى «تنظيم مسيرات اليومين الماضيين لدعوة المواطنين إلى المشاركة في الاستفتاء لاستقرار البلاد، واستكمال مرحلة البناء، وحمل عدد كبير من أعضاء الحزب لافتات عليها شعار الحزب لدعوة المواطنين إلى المشاركة في الاستفتاء». وأشار إلى أن «النور دائماً ما يشعر أن هناك هجوماً عليه، وأن هناك من يحاول تشويه صورته أمام المصريين».
ورغم أن «النور» حل وصيفاً لجماعة «الإخوان المسلمين» في الانتخابات البرلمانية عام 2011، فإنه حصل في انتخابات مجلس النواب الأخيرة على 12 مقعداً فقط، بسبب تناقص شعبيته في الشارع المصري.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.