الأحمر يستعرض مع «لجنة الانتشار» تنازلات الشرعية ويؤكد استمرار التحرير

TT

الأحمر يستعرض مع «لجنة الانتشار» تنازلات الشرعية ويؤكد استمرار التحرير

أشاد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر بما تحققه قوات الجيش الوطني، وما أحرزته من تقدم ميداني كبير، بدعم وإسناد من تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأحمر بقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح، للاطلاع على سير العمليات العسكرية في المنطقة وأوضاع الوحدات والمقاتلين.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، فقد أكد الأحمر عزم القيادة السياسية، بقيادة فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، على «استمرار التحرير ودحر ميليشيا الحوثي الانقلابية والعمل على رفع المعاناة عن اليمنيين».
ومن جانبه، قدّم قائد المنطقة الخامسة موجزاً عن سير المعارك القتالية ومستوى تنفيذ الخطط والإنجازات الميدانية التي تحققت بدعم ومساندة الأشقاء في التحالف. ونوّه إلى المعنوية القتالية العالية للمقاتلين الأبطال، واستمرار التقدم العسكري، وتنفيذ التوجيهات.
وفي لقاء آخر بأعضاء الفريق الحكومي في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، وبحضور المحافظ الدكتور حسن علي طاهر، أكد نائب الرئيس اليمني، عزم الشرعية بقيادة الرئيس هادي وبدعم الأشقاء في التحالف بقيادة السعودية، على العمل على تحقيق السلام الدائم المبني على المرجعيات الثلاث، المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216؛ حيث استمع منهم إلى «سير عمل الفريق بالتعاون مع ممثلي الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة».
وقال إن «ميليشيا الحوثي الانقلابية تستمر في مراوغتها ومماطلتها وتعنتها واستهتارها بالجهود الأممية الراعية للسلام، ولم تقدم هذه الميليشيات شيئاً سوى التمترس وحفر الخنادق والاستعداد لجولة حرب جديدة». مشيداً بـ«جهود الفريق وحرصه على تنفيذ الاتفاق وتقديم خيارات من شأنها تحسين الوضع الإنساني لأبناء الحديدة».
واستعرض الأحمر مع الفريق الحكومي التنازلات التي قدمتها الشرعية والمرونة التي أبداها الفريق، بما من شأنه التعزيز من فرص السلام، الذي يعتبر اتفاق الحديدة جزءاً منه.
وقدّم الفريق الحكومي موجزاً عن عمل اللجنة والتنازلات التي قدمتها لإتاحة الفرصة لتنفيذ اتفاق الحديدة، وفقاً لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية.
يأتي ذلك في الوقت الذي اشتدت فيه حدة المعارك في الجبهات الشمالية والغربية بمحافظة الضالع بجنوب البلاد، بين الجيش الوطني من جهة، وميليشيات الحوثي الانقلابية من جهة أخرى، وسط تقدم الجيش، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، في الضالع وجبهة برط العنان، شمال غربي محافظة الجوف الواقعة شمال البلاد، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية الكبيرة.
وتمكنت قوات الجيش الوطني، الأحد، من السيطرة على مواقع جديدة غرب مديرية قعطبة، شمال الضالع، أبرزها موقعا العروس والخزان، وذلك بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين بذات الجبهة، وغارات مماثلة في جبل ناصة جنوب دمت، شمالاً.
وقتل 47 انقلابياً في معارك وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، السبت، بجبهة مريس، شمال الضالع. ووفقاً للموقع الرسمي للجيش الوطني «سبتمبر.نت»: «شنت قوات الجيش الوطني هجوماً على مواقع ميليشيا الحوثي الانقلابية، في منقطة يعيس، وموقع ملزق، بجبهة مريس، ما أسفر عن مصرع 27 من عناصر الميليشيات، بينهم القيادي الميداني المدعوم محمد الشاكري، المكنى أبو الزهراء، وتدمير طقمين عسكريين تابعين لها».
كما قتل «20 انقلابياً، وأصيب 15 آخرين من ميليشيات الحوثي بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية التي استهدفت مواقع تمركز الميليشيات في منطقتي يعيس وجحلان في الجبهة ذاتها، علاوة على تدمير عدد من الآليات التابعة للميليشيات، بينها دبابة، ومصرع وجرح عدد من عناصرها». كما سقط «قتلى وجرحى من صفوف الانقلابيين بغارات لمقاتلات التحالف التي استهدفت تعزيزات للميليشيا في نقيل حدة، كانت متجهة من مديرية النادرة بمحافظة إب، إلى جبهة حمك، ما أسفر عن تدمير عدد من أطقم الميليشيات ومصرع وجرح من كان على متنها».
وفي الجوف، قتل 6 انقلابيين، بينهم قائد المجموعة، وأصيب آخرون، مساء السبت، في مواجهات مع الجيش الوطني بمديرية برط العنان، أثناء تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل عناصر من الميليشيات الانقلابية إلى جبال الربعة.
وأعلنت قوات الجيش الوطني إحرازها تقدماً في مديرية برط العنان، في معارك السبت. ونقل موقع الجيش عن قائد لواء الحسم، حرس حدود، العميد ظافر حقان الجعيدي، تأكيده أن «قوات اللواء حررت عقبة تواثنة الظهرة في مديرية برط العنان»، و«قوات الجيش تواصل تقدمها باتجاه عمق منطقة الظهرة».
وأشار إلى أن «المعارك أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وأسر أحد عناصرها، فيما استعادت قوات الجيش كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة المتنوعة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.