هل فشل غوارديولا في دوري أبطال أوروبا؟

لم ينل اللقب منذ 2011 والحظ عانده في آخر 8 مواسم بسبب قاعدة فارق الأهداف أو ركلات الترجيح

غوارديولا مدرب سيتي خرج منكس الرأس بعد فشل جديد بدوري الأبطال (رويترز)  -  هدف ليورنتي قضى على أحلام غوارديولا في دوري الأبطال (أ.ف.ب)
غوارديولا مدرب سيتي خرج منكس الرأس بعد فشل جديد بدوري الأبطال (رويترز) - هدف ليورنتي قضى على أحلام غوارديولا في دوري الأبطال (أ.ف.ب)
TT

هل فشل غوارديولا في دوري أبطال أوروبا؟

غوارديولا مدرب سيتي خرج منكس الرأس بعد فشل جديد بدوري الأبطال (رويترز)  -  هدف ليورنتي قضى على أحلام غوارديولا في دوري الأبطال (أ.ف.ب)
غوارديولا مدرب سيتي خرج منكس الرأس بعد فشل جديد بدوري الأبطال (رويترز) - هدف ليورنتي قضى على أحلام غوارديولا في دوري الأبطال (أ.ف.ب)

سيكون هذا هو نهائي دوري أبطال أوروبا الثامن على التوالي الذي لا يظهر فيه المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا، لكن ربما لا ينبغي أن يشعر كثيرون بالدهشة بسبب ذلك، لأن هذه بطولة قوية يخرج منها الفريق المغلوب في الأدوار الإقصائية، فضلاً عن أنها تشهد الكثير من المفاجآت، ولا يمكن لأي شخص أن يضمن مكانه في المباراة النهائية، حتى في عصر الأندية الكبرى التي تنفق أموالاً طائلة على تدعيم صفوفها.
لكن بالنظر إلى أن غوارديولا قد فاز بسبعة ألقاب للدوري المحلي في المواسم التسعة التي عمل خلالها مديراً فنياً - وربما يرتفع هذا العدد إلى عشرة ألقاب الشهر المقبل في حال فوزه بالدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم - وقاد ثلاثة أندية من أقوى الأندية في العالم، فإن البعض يرى أن المدير الفني الإسباني قد فشل في تحقيق النجاح المتوقع في بطولة دوري أبطال أوروبا.
وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: ما الأسباب التي جعلت غوارديولا يفشل في الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا منذ فوزه بها مع برشلونة الإسباني عامي 2009 و2011؟.
في الحقيقة، يجب التأكيد على أنه لا يوجد مدير فني يعمل بجد أكثر من غوارديولا، الذي يعرف عنه اهتمامه بأدق التفاصيل والنظر في كافة الإحصائيات والأرقام المتعلقة بعمله وبفريقه. ورغم عبقرية غوارديولا التي لا يختلف عليها أحد، فإنه قد يجد صعوبة في فهم حالة الفوضى التي حدثت على ملعب «الاتحاد» في لقاء الإياب بنصف النهائي أمام توتنهام الأربعاء الماضي. ويمكن لغوارديولا أن يشير إلى الطريقة التي مارس بها لاعبو توتنهام هوتسبر الضغط على لاعبيه بالشكل الذي تسبب في الأخطاء التي أدت إلى الهدفين المبكرين للمنافس عن طريق اللاعب الكوري الجنوبي سون هيونغ مين. ويمكنه أيضاً أن يشير إلى أن هذا الأمر قد أدى إلى ظهور مساحات شاسعة خلف ظهيري الجنب لنادي توتنهام هوتسبر، وهو الأمر الذي استغله مانشستر سيتي في إحراز أول ثلاثة أهداف. ويمكن لغوارديولا أيضاً أن يشير إلى أن إصابة موسي سيسوكو وعدم وجود بدائل أمام المدير الفني لتوتنهام هوتسبر، ماوريسيو بوكيتينو، قد ساهم في تحويل دفة المباراة مع نهاية الشوط الأول.
لكن لم تكن هذه هي الأسباب التي تحكمت في النتيجة النهائية للمباراة، التي حُسمت بالهدف الذي أحرزه فيرناندو ليورنتي، والذي ربما لم يكن ليشارك في المباراة لولا خروج سيسوكو للإصابة، ولولا غياب هاري كين أيضاً بسبب الإصابة التي لحقت به الأسبوع الماضي. لقد اصطدمت الكرة في فخذ ليورنتي، ولجأ حكم المباراة لتقنية حكم الفيديو المساعد لرؤية ما إذا كانت الكرة قد لمست يده أم لا، ليقرر في النهاية احتساب الهدف.
وربما احتسب الحكم هذا الهدف بموجب القانون الحالي الذي ينص على أنه لا يجب احتساب الكرة لمسة يد إذا لم تكن متعمدة، لكن الأمر سيتغير في يونيو (حزيران) المقبل عندما يتم تغيير القانون ليتم احتساب خطأ بمجرد لمس الكرة لليد، بغض النظر عما إذا كان ذلك متعمداً أم لا.
وبعد ذلك، جاء الهدف الذي أحرزه النجم الإنجليزي رحيم سترلينغ في الدقيقة 93 من عمر اللقاء والذي ألغي بعد العودة لتقنية حكم الفيديو المساعد أيضاً. وقد كان غوارديولا صريحاً للغاية عندما اعترف بأن سيرجيو أغويرو كان متسللاً عندما صنع الهدف، لكن التسلل كان بفارق ضئيل للغاية. وكان من الصعب للغاية ألا يتذكر المرء ما حدث في مباراة مانشستر سيتي أمام ليفربول في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، عندما ألغى حكم المباراة هدفاً لسيتي بداعي التسلل سجله ليروي ساني (أثبتت الإعادة صحته لكن لم يكن هناك حكم الفيديو)، وهو الهدف الذي كان من الممكن أن يجعل النتيجة النهائية هي الخسارة بثلاثة أهداف مقابل هدفين مما يمنح سيتي أفضلية. ولو كانت تقنية حكم الفيديو المساعد مطبقة آنذاك، كان سيتم احتساب الهدف، ومن كان يدري كيف سيكون رد ليفربول في شوط المباراة الثاني؟.
من المعقول أيضاً أن نتساءل عن الفرق بين الهدف الذي احتسب لليورنتي وبين الهدف الذي سجله برشلونة في مرمى إنتر ميلان الإيطالي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2010 والذي ألغى بدعوى أن الكرة لمست يد لاعب برشلونة آنذاك يايا توريه، وهو الهدف الذي كان من شأنه أن يمنح برشلونة بطاقة التأهل للمباراة النهائية في حال احتسابه.
لقد خرج غوارديولا من دوري أبطال أوروبا في ثماني مناسبات كمدير فني، وكانت ثلاثة منها بسبب قاعدة احتساب الهدف خارج ملعب الفريق بهدفين، كما أهدر لاعبوه ركلات جزاء في ثلاث مناسبات. وفي ثلاث مناسبات أخرى، سحقت فرقه الفرق الأخرى في مباراة العودة، لكنها ودعت البطولة بفارق الأهداف. وعلاوة على ذلك، كان هناك الكثير من العوامل والأحداث الأخرى التي وقفت ضده، مثل ثورة البركان الآيسلندي الذي أجبر فريقه برشلونة على السفر إلى ميلان بالحافلة في عام 2010. والخلل الدفاعي الواضح الذي سمح لتيموي باكايوكو بتسجيل هدف التأهل لموناكو في عام 2017.
وربما لن يكون من الغريب أن يرى البعض أن هناك «عُقدة» لغوارديولا في دوري أبطال أوروبا. فقد كان المدير الفني الإسباني، قبل كل شيء، من جيل مشجعي برشلونة الذين نشأوا ولديهم شعور بأن هذه البطولة يهيمن عليها الغريم التقليدي ريال مدريد. كما كان غوارديولا صبياً يبلغ من العمر 15 عاماً يجمع الكرات من خلف المرمى في المباراة التي شهدت العودة المذهلة للعملاق الكتالوني أمام غوتنبرغ السويدي في الدور نصف النهائي للبطولة عام 1986. قبل أن يرى فريقه يخسر المباراة النهائية بركلات الجزاء أمام ستيوا بوخارست الروماني، رغم أن المباراة أقيمت في إشبيلية ولم يتم السماح بحضور أكثر من 200 مشجع فقط من رومانيا.
ومن المؤكد أن كل هذه الأمور تسبب توتراً هائلاً. وعلاوة على ذلك، هناك اتهام لغوارديولا بأنه يفكر في النواحي الهجومية بشكل مبالغ فيه على حساب النواحي الدفاعية، وبأنه لم يتوصل بعد إلى النتيجة التي خلص إليها المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون والتي تتمثل في أنه في المباريات الكبرى وأمام أعظم المهاجمين فإنه يكون من الأفضل أن تتاح لك خمس فرص وأن تمنع خصمك من أن يحصل على 20 فرصة وأن تسمح له بثلاث فرص فقط، بمعنى أنه يجب الاهتمام بالنواحي الدفاعية بشكل أكبر في المواجهات الكبرى.
لكن بعيداً عن هذه النظرية، هناك شعور بأنه في المباريات الهامة، وعلى الأقل منذ مباراة نصف النهائي أمام تشيلسي عام 2009. فإن غوارديولا يواجه سوء حظ غريب، على عكس مدير فني مثل زين الدين زيدان الذي فاز فريقه ريال مدريد في مباريات هامة الموسم الماضي بعد أخطاء كارثية من لاعبي الفرق المنافسة مثل حارس بايرن ميونيخ زفن أولرايش أو حارس ليفربول لوريس كاريوس. ويرى كثيرون أن غوارديولا قد فشل في دوري أبطال أوروبا رغم أنه يتولى قيادة أندية تنفق أموالاً طائلة على تدعيم صفوفها، وبغض النظر عن شرعية تلك الاتهامات، فمن المؤكد أنها قد تؤثر الآن على غوارديولا.


مقالات ذات صلة

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

رياضة عالمية أندريس إنييستا (أ.ف.ب)

إنييستا يودّع الملاعب أمام 45 ألف متفرج في طوكيو

ودَّع نجم كرة القدم الإسباني المعتزل، أندريس إنييستا، مسيرته الكروية (الأحد) في مباراة استعراضية بين أساطير برشلونة وريال مدريد في طوكيو.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عربية سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بجائزة أفضل ناد في أفريقيا (رويترز)

جوائز أفريقيا: الأهلي ينافس الزمالك على «أفضل نادٍ»

يتجدد الصراع بين قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك عبر جائزة أفضل نادٍ في أفريقيا التي سيتم الإعلان عن هوية الفريق الفائز بها.

«الشرق الأوسط» (مراكش)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

مدرب ولفرهامبتون: فرص خسارة وظيفتي تزيد مع كل «نتيجة سيئة»

قال غاري أونيل مدرب ولفرهامبتون واندرارز إنه غير مكترث بالتكهنات بشأن مستقبله بعد هزيمة فريقه الرابعة على التوالي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أصيب الحارس البالغ عمره 31 عاماً بقداحة ألقيت من المدرجات (رويترز)

دريفيس حارس مرمى بوخوم يُصاب بـ«قداحة»... والنادي يحتج

يعتزم بوخوم التقدم باحتجاج أمام الاتحاد الألماني لكرة القدم، بعدما أصيب حارس مرماه باتريك دريفيس بقداحة ألقيت باتجاهه، في التعادل مع مضيفه أونيون برلين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».