الوافدون... كتلة المغتربين تدعم كثافة الحضور

TT

الوافدون... كتلة المغتربين تدعم كثافة الحضور

يتميز الاستفتاء على الدستور أو الاستفتاء على تعديلاته دائماً، بوجود تسهيلات مهمة في عمليات تصويت الناخبين الوافدين المحليين، لا سيما في المناطق الصناعية والسياحية والمدن الجديدة، بل في المدن الكبرى القديمة أيضاً، عكس بقية الاستحقاقات الانتخابية الأخرى، من بينها الانتخابات الرئاسية الماضية، التي لم تتح فيها الهيئة الوطنية للانتخابات تصويت الوافدين باللجان الفرعية. وهو ما صب في مصلحة زيادة نسبة الإقبال على اللجان أمس.
وأشاد الكثير من الناخبين الوافدين بإتاحة هذه الخاصية التي سهلت عليهم الإدلاء بأصواتهم، عكس ما تم في الاستحقاقات الانتخابية الماضية مثل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة، التي كانت تمنع تصويتهم خارج لجانهم المقيدين بها.
وقال أحمد عطية 30 سنة، مندوب مبيعات بإحدى الشركات الخاصة: لـ«الشرق الأوسط»: «لم أستطع الإدلاء بصوتي في الانتخابات الرئاسية الماضية لأن صوتي الانتخابي لا يزال في سجلات دائرة مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية (شمال شرقي القاهرة)، لكني استطعت بكل سهولة أمس الإدلاء بصوتي في الاستفتاء على تعديلات الدستور بعدما ذهبت إلى لجنة فرعية بمدرسة بولاق الدكرور الابتدائية». وأرجع الدكتور صبحي عسيلة، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إقبال المغتربين اللافت أمس، إلى التسهيلات التي قدمتها هيئة الانتخابات».
وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الهيئة الوطنية للانتخابات لم تتمكن من تخصيص لجان للمغتربين في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة بسبب صعوبة الإجراءات التقنية، لكن في استفتاءات سابقة كانت تخصص لجاناً لتصويت المغتربين على أساس أن جميع المدن المصرية تكون بمثابة دائرة واحدة وتصوت بورقة محددة».
ولفت إلى أن «عدم وجود استقطاب في الشارع المصري مثل الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية يسهل من المهمة».
وأضاف عسيلة قائلاً: «تعد زيادة نسبة المشاركة من أولويات عمل الهيئة الوطنية للانتخابات، لذلك عملت جدياً لإتاحة الفرصة لتصويت المغتربين، بسبب أعدادهم الكبيرة، وهو ما بدا لافتاً وناجحاً في الوقت نفسه أمس، حيث شاهدنا طوابير كثيفة للعمال بمناطق صناعية وسياحية متنوعة في مصر». في السياق نفسه، شهدت العاصمة الإدارية الجديدة إقبالا كبيراً من العمال الوافدين أمس، كما شهدت محافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) حضوراً بارزاً من الوافدين أيضاً، بعدما خصصت الهيئة الوطنية للانتخابات لجاناً جديدة خاصة بالمغتربين داخل مناطق ازدحام العمالة السياحية والبترولية المختلفة، مثل مدينتي رأس غارب، والجونة، إضافة إلى لجان أخرى بمناطق سياحية بمرسى علم، مع توفير محافظة البحر الأحمر وسائل تنقل بين التجمعات السكنية واللجان الانتخابية. كما تعد لجنة «محطة مصر»، بوسط القاهرة، الخاصة بالمغتربين، من أبرز اللجان التي تستقبل الوافدين بالعاصمة المصرية بسبب موقعها المميز بقلب المدينة، ووجودها على بعد أمتار من أرصفة المحطة المركزية لخطوط السكك الحديدية.
كما شهدت لجان المغتربين بميناءي الإسكندرية والدخيلة، أيضاً بمحافظة الإسكندرية (شمالي القاهرة) إقبالاً ملحوظاً بعد فتح اللجان مباشرة في الصباح، حيث أعدت الهيئة الوطنية للانتخابات 3 لجان داخل الميناءين للتسهيل على المغتربين العاملين بهما.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.