التطابق والفروقات بين تفاهمات 2012 واتفاق 2014

التطابق والفروقات بين تفاهمات 2012 واتفاق 2014
TT

التطابق والفروقات بين تفاهمات 2012 واتفاق 2014

التطابق والفروقات بين تفاهمات 2012 واتفاق 2014

اتفق الفلسطينيون والإسرائيليون، أمس، على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة برعاية مصرية، يستند إلى تفاهمات نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 التي أنهت معركة «عمود السحاب» في ذلك العام برعاية القاهرة أيضا. غير أن الاتفاق الجديد يفتح الباب لمفاوضات إضافية على القضايا الخلافية التي لم تكن مطروحة أصلا في اتفاق 2012. وفي ما يلي أبرز نقاط التطابق والفروقات بين الاتفاقين:
* النصوص التي جمعت الاتفاقين:
- وقف إطلاق النار والاغتيالات: نص اتفاق 2012 على أن توقف إسرائيل كل الأعمال العدائية على قطاع غزة برا وبحرا وجوا بما في ذلك الاجتياحات وعمليات استهداف الأشخاص. كما توقف الفصائل الفلسطينية كل الأعمال العدائية من قطاع غزة تجاه إسرائيل، بما في ذلك إطلاق الصواريخ والهجمات على خط الحدود. ونص اتفاق 2014 على وقف إطلاق النار الشامل والمتبادل ووقف الاغتيالات والاستهدافات.
- فتح المعابر: نص اتفاق 2012 على فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع. كما نص الاتفاق الحالي 2014 على فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل، بما يُحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار.
- الصيد البحري: نص الاتفاق السابق على حرية الصيد حتى 6 أميال بحرية، ونص الحالي على الانطلاق من 6 أميال بحرية على أن تصل إلى 12 ميلا في المرحلة الثانية.
- معبر رفح: تم الاتفاق على فتحه في 2012 من دون وجود قوات السلطة، أما في الاتفاق الحالي فاشترطت مصر أن يكون ذلك بوجود قوات الرئاسة الفلسطينية على المعبر وعلى طول الحدود.
- الأموال: لم يتطرق إليها الاتفاق السابق، وتم الاتفاق حاليا على رفع الحظر عن تحويل الأموال لموظفي حركة حماس في القطاع.
- المنطقة العازلة: تم الاتفاق حاليا على إلغائها بالتدريج بينما لم يكن مصيرها واضحا في اتفاق 2012.
- فتح الاتفاق الحالي الباب لمفاوضات أخرى تبدأ بعد أسبوع أو أسبوعين حول قضايا لم تكن مدرجة في اتفاق 2012. وجاء في نص الاتفاق الحالي «استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار».
- أشارت تقارير إلى بنود سرية غير معلنة في اتفاق 2012 تنص على التزام حماس بملاحقة أي فصيل أو مجموعة تخترق التهدئة التي ستستمر خمس سنوات ووقف عمليات تهريب الأسلحة، وتعهد الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي بوقف تهريب السلاح من سيناء إلى غزة وعدم إطلاق صواريخ، لكن الطرفين المصري وحماس نفيا ذلك نهائيا.
* الموضوعات الخلافية في اتفاق 2014 التي لم يتناولها اتفاق 2012 وستبحث لاحقا:
- طلب فلسطيني بإعادة بناء المطار الجوي الذي هدمته إسرائيل عام 2001 في رفح.
- طلب فلسطيني بإقامة ميناء بحري.
- طلب إسرائيلي يتضمن استعادة جثامين جنود لدى حماس.
- طلب إسرائيلي بنزع أسلحة الفصائل.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.