حمل محتجون بعضهم لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره لافتات كتب عليها «هل نحن الجيل الأخير؟». وتدعو الجماعة البيئية إلى العصيان المدني بلا عنف لدفع الحكومات الأوروبية لمنع أي انبعاث للغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول عام 2025 وإيقاف ما تصفه الجماعة بأنه أزمة مناخ عالمية. ووقف المحتجون المنتمون لجماعة «التمرد ضد الانقراض» (إكستينكشن ريبيليون) وهم يبكون ويغنون في وقفة سلمية على جانب الطريق على بعد أقل من كيلومتر من صالات مطار هيثرو اللندني رقم 2 و3. احتجاجا على عدم التحرك السياسي لوقف التغير المناخي، في يوم جديد من أيام احتجاجات تسببت في اختناق حركة النقل في العاصمة البريطانية.
وقالت سلطات المطار بأنها قامت باستعداداتها لأي اضطرابات يمكن أن يسببها ناشطو حماية المناخ الذين يهدفون إلى إغلاق المطار في يوم الجمعة العظيمة، الذي يشهد ازدحاما في السفر بسبب العطلة الرسمية. ويعتزم منظمو الاحتجاجات الاحتشاد بالمطار بعد أيام من المظاهرات في وسط لندن والتي تسببت في تعطيل واسع لحركة المرور في العاصمة. ودعت شرطة لندن المجموعة إلى «إعادة النظر» في الاحتجاج وقالت إن لديها خططا دخلت حيز التنفيذ من أجل الحيلولة دون تأثر العمليات داخل المطار من احتجاجات الطرق.
وسدت الجماعة طرقا في عدة مواقع بوسط لندن في الأيام الأخيرة بعد أن نظمت احتجاجا شارك فيه أشباه عراة في البرلمان أوائل هذا الشهر. وذكرت تغريدة في حساب المطار على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي قبيل الاحتجاجات أنه «في الوقت الذي نحترم فيه حق الاحتجاج السلمي ونؤيد الدعوة إلى القيام بعمل ضد التغير المناخي، لا نؤيد تعطيل إقامة احتفالات مستحقة بعيد القيامة، يرغب الركاب في حضورها وسط العائلة والأصدقاء».
وبالأمس نقلت المجموعة احتجاجها قرب طريق مزدحم بالحركة المرورية في عطلة عيد الفصح. واقترب منهم أفراد من الشرطة يفوقونهم عددا بكثير محذرين من تخطي الحدود المسموح بها.
وقالت الشرطة الخميس إنها ألقت القبض على أكثر من 500 شخص هذا الأسبوع وتم توجيه اتهامات لعشرة حتى الآن. وقال أوسكار آيدل (17 عاما) لـ«رويترز» «أخاف على مستقبلي... وهذا الخوف يعطيني الشجاعة كي أتحرك». وأضاف «أريد أن أعيش في مجتمع لا يعج بالكوارث ولا يوجد به نقص في الغذاء ولا حرائق برية ولا أعاصير... مجتمع يمكن العيش فيه».
وأمس الجمعة هو الخامس على التوالي لاحتجاجات «اكستنكشن ريبليون». وبدأت المجموعة في التظاهر يوم الاثنين الماضي في مواقع بوسط لندن خصوصا في شارع أوكسفورد الشهير حيث تمدد أفرادها رقودا على الطرق والجسور. ووردت تقارير حول وقوع حوادث تتعلق بقيام المتظاهرين بلصق أنفسهم بقطارات، وقالت شرطة لندن (اسكوتلنديارد) لوكالة الأنباء الألمانية إنه جرى إلقاء القبض على نحو 500 شخص خلال الأسبوع الجاري.
وفي سياق متصل انتقد رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر سياسة ألمانيا في حماية المناخ. وقال في تصريحات لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة
أمس الجمعة: «أتعجب من عدم تطبيق ألمانيا على نحو كاف لأهداف حماية المناخ المتفق عليها»، مخففا في المقابل من حدة انتقاده بالإشارة إلى تشكيل الحكومة الألمانية للجنة وزارية مختصة بشؤون حماية المناخ. وأضاف يونكر: «أعتقد أن ألمانيا ستسعى بجد إلى الاقتراب لتحقيق أهداف (حماية المناخ) بسرعة مناسبة».
وكانت الحكومة الألمانية تعتزم خفض الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول عام 2020 بنسبة 40 في المائة على الأقل، إلا أن تحقيق هذا الهدف يُعتبر غير ممكن حاليا.
وهناك أهداف خفض أخرى تسعى الحكومة الألمانية لتحقيقها، والتي تصل إلى 55 في المائة على الأقل بحلول عام 2030 ومن 80 في المائة إلى 95 في المائة بحلول عام 2050. وأبدى يونكر تحفظا في التعليق على مراعاة محتملة من جانب الحكومة
الألمانية لقطاع صناعة السيارات فيما يتعلق بإجراءات حماية المناخ، وقال: «أنا لست من أنصار هذه الحملة المناهضة للسيارات على الإطلاق، لكننا بحاجة إلى تغيير في سياسة النقل ويتعين علينا الاعتماد على وسائل نقل أخرى بصورة أكبر من الاعتماد على السيارات»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه لا يريد تجاهل قضية فرص العمل المرتبطة بقطاع السيارات.
وتعتزم الحكومة الألمانية سن قانون هذا العام بشأن كيفية تنفيذ أهداف حماية المناخ بحلول عام 2030. وهو ما تنص عليه معاهدة الائتلاف الحاكم. وذكرت الحكومة الألمانية في ردها على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، أن اللجنة الوزارية الجديدة لحماية المناخ، التي انعقدت للمرة الأولى الأسبوع الماضي، ستلعب «دورا حاسما في ذلك». وقالت خبيرة سياسة المناخ في الكتلة البرلمانية للخضر، ليزا بادوم، إن الحكومة تبدو غير طموحة إلى حد كبير في ظل الاحترار المستمر للأرض، وقالت: «الحكومة لم تقدم شيئا في ردها على طلب الإحاطة الذي قدمته فيما يتعلق بجدوى وهدف اللجنة الوزارية لحماية المناخ». وذكرت بادوم أن الحكومة لم تقدم أي رد على السؤال بشأن سبب الاحتياج إلى لجنة وزارية لشؤون المناخ، وماذا سيغير ذلك في الواقع، وقالت: «هذه إجراءات غير جادة. الواقع يتطلب تصرفا فوريا». يُذكر أن خلافا دار بين طرفي الائتلاف الحاكم، المكون من التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، بشأن إجراءات حماية المناخ المطلوبة وسرعة تنفيذها في بعض القطاعات مثل النقل وتوليد الطاقة والزراعة.
الحركة البيئية تنقل احتجاجاتها إلى مطار هيثرو... والشرطة تعتقل 500 شخص
رئيس المفوضية الأوروبية ينتقد سياسة ألمانيا في حماية المناخ
الحركة البيئية تنقل احتجاجاتها إلى مطار هيثرو... والشرطة تعتقل 500 شخص
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة