الأمم المتحدة تحث على حل أزمة 2500 طفل أجنبي بسوريا

طفل في مخيم الهول شمال شرقي سوريا حيث تقيم عائلات «داعش» ومدنيون فروا من المعارك (أ.ف.ب)
طفل في مخيم الهول شمال شرقي سوريا حيث تقيم عائلات «داعش» ومدنيون فروا من المعارك (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تحث على حل أزمة 2500 طفل أجنبي بسوريا

طفل في مخيم الهول شمال شرقي سوريا حيث تقيم عائلات «داعش» ومدنيون فروا من المعارك (أ.ف.ب)
طفل في مخيم الهول شمال شرقي سوريا حيث تقيم عائلات «داعش» ومدنيون فروا من المعارك (أ.ف.ب)

دعا بانوس مومسيس، منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية، المعني بالأزمة السورية، الحكومات، للمساعدة في حل أزمة مصير 2500 طفل أجنبي، محتجزين بين 75 ألف شخص في مخيم الهول بشمال شرقي سوريا، بعد الفرار من آخر معقل لتنظيم «داعش».
ونقلت «رويترز» عن مومسيس، في إفادة أمس الخميس، في جنيف: «تجب معاملة الأطفال كضحايا في المقام الأول. أي حلول يتم التوصل إليها يجب أن تكون على أساس ما يحقق أفضل مصلحة للطفل».
وأضاف أنه يجب التوصل إلى الحلول «بغض النظر عن عمر أو جنس الأطفال، أو أي تصور بشأن انتماء الأسرة».
وكانت منظمة «إنقاذ الطفل» (سايف ذي تشيلدرن)، قد أعلنت في فبراير (شباط) الماضي، أن أكثر من 2500 طفل أجنبي من 30 بلداً يتوزعون حالياً على 3 مخيمات للنازحين في شمال شرقي سوريا، نصفهم تقريباً فرّوا منذ مطلع العام من الجيب الأخير، على إثر المعارك مع تنظيم «داعش» في شرق البلاد، في ريف دير الزور الشرقي.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي باتخاذ «الإجراءات الضرورية لضمان أمنهم». وقالت إن أعمار بعض الأطفال في المخيمات لا تزيد عن أيام أو أسابيع.
وقالت مديرة مكتب استجابة سوريا في المنظمة، سونيا كوش، في البيان الذي نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، آنذاك، إن «جميع الأطفال الذين لديهم روابط فعلية أو متصوّرة مع (داعش) هم ضحايا هذا الصراع، وتجب معاملتهم على هذا الأساس».
وأضافت: «يجب على جميع الدول التي لديها مواطنون عالقون في سوريا تحمّل مسؤولية مواطنيها»، موضحة أنّ «هناك كثيراً من الدول، بما فيها عدد من الدول الأوروبية، لم تبدأ باتخاذ خطوات لضمان سلامة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم».
وتشرف «قوات سوريا الديمقراطية» على إدارة هذه المخيمات التي تؤوي عشرات آلاف النازحين والفارين من المعارك، وتعمل على تقديم الخدمات لهم، ضمن إمكاناتها المتواضعة.
وتوضع عائلات مقاتلي التنظيم في أقسام خاصة بالمخيّمات، وتحت حراسة مشددة، الأمر الذي يؤثّر وفق المنظمة على «قدرتهم على الوصول إلى المساعدات والخدمات».
ودعت المنظمة «دول المنشأ إلى إعادة هؤلاء الأطفال وعائلاتهم بأمان، بهدف إعادة تأهيلهم و- أو إعادة دمجهم» مشددة على أن «الحالات المماثلة تتطلب الدعم للتعافي وإعادة التأهيل، وهو أمر غير متاح حالياً في مخيمات النازحين في سوريا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».