البرلمان المغربي ينتخب أعضاء مكتبه وسط خلافات داخل الأحزاب

TT

البرلمان المغربي ينتخب أعضاء مكتبه وسط خلافات داخل الأحزاب

انتخب مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان) خلال جلسة عمومية، عقدها أمس، أعضاء المكتب المسير للمجلس، بعد تجاذبات وخلافات حادة داخل بعض الأحزاب حول من سيمثلها في المناصب المخصصة لها داخل هياكل المجلس.
وبدا لافتا غياب غالبية أعضاء المجلس في جلسة التصويت على أعضاء مكتب مجلس النواب، حيث أوضحت النتائج التي أعلنها رئيس المجلس الحبيب المالكي عن مشاركة 188 نائبا في العملية، حيث صوت لصالح اللائحة المقترحة 176 نائبا، في مقابل إلغاء 12 ورقة، ما يؤكد أن 207 نواب غابوا عن الجلسة.
وشهد حزب الأصالة والمعاصرة خلافات واضحة حول الأسماء، التي اقترحها الأمين العام حكيم بنشماش لشغل المناصب المخصصة لفريقه بمكتب المجلس، ذلك أن أحد برلمانيي الفريق لم يقبل اختيار بنشماش لاسم غيره لتولي منصب النائب الثالث لرئيس مجلس النواب.
وحسب المعطيات التي توصلت إليها «الشرق الأوسط» فإن النائب إبراهيم الجماني، ممثل دائرة اليوسفية بالرباط، صفع بقوة بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، خلال استقباله أمس النواب البرلمانيين، الذين تم اختيارهم لتمثيل الحزب بمختلف هياكل مجلس النواب في المقر المركزي للحزب بالرباط.
وجرى انتخاب النائب سليمان العمراني، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، نائبا أول لرئيس مجلس النواب، ومحمد التويمي بنجلون المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، نائبا ثانيا له، ومحمد جودار ممثل فريق التجمع الدستوري في منصب النائب الثالث.
كما أسفرت النتائج عن اختيار كل من عبد الواحد الأنصاري، ومحمد أوزين، وسعيد الشطيبي، ومريمة بوجمعة، وحياة المشفوع، المنتمين على التوالي لأحزاب «الاستقلال» والحركة الشعبية، والاتحاد الاشتراكي، والعدالة والتنمية، والأصالة والمعاصرة، نوابا لرئيس المجلس، البالغ عددهم ثمانية.
وانتخب المجلس أيضا، كلا من عزوها العراك المنتمية لفريق العدالة والتنمية، وأسماء أغلالو المنتمية لفريق التجمع الدستوري، والسالك بولون عن الفريق الاستقلالي، أمناء للمجلس، بالإضافة إلى خالد البوقرعي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، ومحمد أشرورو المنتمي لفريق الأصالة والمعاصرة، محاسبين للمجلس. كما أعلن الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب، أسماء رؤساء اللجان الدائمة بالمجلس، حيث سيواصل كل من عبد الله بوانو ترؤس لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، وإدريس الصقلي العدوي رئيسا للجنة مراقبة المالية العامة، ويوسف غربي رئيسا للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج، وهم ينتمون إلى فريق حزب العدالة والتنمية، الذي يتوفر على أكبر فريق برلماني بالمجلس يضم 125 نائبا.
وتولى توفيق الميموني المنتمي لفريق الأصالة والمعاصرة، رئاسة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان، فيما نال زميله في الحزب مولاي هشام المهاجري رئاسة لجنة الداخلية والجماعات الترابية (البلديات) والسكنى وسياسة المدينة، وترأس محمد ملال المنتمي للفريق الاشتراكي لجنة التعليم والثقافة والاتصال، وسعيد التدلاوي المنتمي للفريق الحركي رئيسا للجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة، وسعيدة آيت بوعلي المنتمية للفريق الاستقلالي رئيسة للجنة القطاعات الاجتماعية.
وأعلن المالكي أيضا، أسماء رؤساء الفرق النيابية بالمجلس، وهم إدريس الأزمي الإدريسي رئيسا لفريق العدالة والتنمية، ومحمد أبو درار رئيسا لفريق الأصالة والمعاصرة، وتوفيق كميل رئيسا لفريق التجمع الدستوري، ونور الدين مضيان رئيسا للفريق الاستقلالي، ومحمد مبديع، رئيسا للفريق الحركي، وأمام شقران رئيسا للفريق الاشتراكي، وعائشة لبلق رئيسة للمجموعة للنيابية لحزب التقدم والاشتراكية بالمجلس.
في غضون ذلك، هاجم المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، وحمله مسؤولية فشل الدورة الاستثنائية للبرلمان في تمرير القوانين المبرمجة، وذلك بسبب «سلوكه السلبي وعجزه عن ضبط نواب حزبه وأغلبيته».
وجدد حزب الأصالة والمعاصرة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، التأكيد على موقفه الواضح بخصوص مشروع قانون الإطار 17 - 51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، والمتمثل في الدفاع عن حق أبناء الفئات الشعبية، في الانفتاح على كل اللغات الحية الأجنبية، خاصة في تدريس المواد العلمية والتقنية، مع الدعوة إلى تعزيز وتقوية مكانة اللغتين العربية والأمازيغية. مبرزا أن المكتب السياسي للحزب «حمل رئيس الحكومة المسؤولية فيما عرفته الدورة الاستثنائية من فشل في تمرير القوانين المبرمجة، وذلك بسبب سلوكه السلبي وعجزه عن ضبط نواب حزبه وأغلبيته».
كما حذر المكتب السياسي لـ«الأصالة والمعاصرة» الحكومة من «مخاطر الهرولة والانخراط في حملة انتخابية سابقة لأوانها، عوض التفرغ لمعالجة انتظارات المواطنين غير القابلة للتأجيل».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.