«الربيع السينمائي»... موسم ضعيف يفشل في اجتذاب الجمهور المصري

«الربيع السينمائي»... موسم ضعيف يفشل في اجتذاب الجمهور المصري
TT

«الربيع السينمائي»... موسم ضعيف يفشل في اجتذاب الجمهور المصري

«الربيع السينمائي»... موسم ضعيف يفشل في اجتذاب الجمهور المصري

شهد موسم الربيع السينمائي الجاري، طرح 4 أفلام جديدة منخفضة التكلفة في دور العرض المصرية، هي «ضغط عالي»، «اللعبة الأمريكاني»، «يوم العرض»، و«خط الموت»، لتكون جنباً إلى جنب مع الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في موسم منتصف العام الماضي، مثل «نادي الرجال السري»، و«قصة حب».
الأفلام الأربعة طُرحت بدون حملات دعائية، وكان لافتاً فيها غياب نجوم الشباك، وانعكس ذلك على دور العرض التي شهدت ضعفا في الإقبال منذ بداية هذا الموسم وحتى الآن.
الناقد السينمائي المصري، طارق الشناوي، قال لـ«الشرق الأوسط»، بأن موسم الربيع يمكن تسميته بـ«موسم بواقي الأفلام»، فكل فيلم لم يصبه الدور أو تم تأجيله من المواسم السابقة خوفاً من المنافسة، كان من بين أفلام هذا الموسم الضعيف، وبالتالي خرج بهذا الشكل العشوائي.
وأكد الشناوي أن هذه الأفلام التي لا يوجد بين أبطالها نجوم جاذبة للجمهور، كان لا بد من طرحها قبل رمضان، لأن موسم عيد الفطر سيكون أشرس من موسم منتصف العام، وستكون المنافسة فيه صعبة للغاية.
وأوضح الشناوي، أن مثل هذه الأفلام لا تعتمد على تحقيق إيرادات في شباك التذاكر، ولكنها تعتمد بشكل أكبر على العرض الفضائي، ولكنهم مضطرون لعرضها في دور العرض كمرحلة وسيطة، ولهذا السبب طرحت من دون دعاية تذكر.
محمود صابر مؤلف ومنتج فيلم «ضغط عالي»، كان له وجهة نظر أخرى، حيث أكد أن هذا الفيلم هو مشروع عمره، فهو كتب السيناريو كفيلم قصير قبل 20 عاماً، تحديداً عام 1999. وحوله إلى فيلم روائي طويل عام 2011. مشيراً إلى أنه كان يتمنى طرح الفيلم في موسم منتصف العام، ولكن الشركة الموزعة كان لها رأي آخر، بطرحه في موسم الربيع.
وأضاف صابر، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الربيع السينمائي» لا يعتبر موسماً، فالسينما فيه ليست رائجة، والإقبال عليه ضعيف لأسباب كثيرة منها أن الأسر المصرية في هذا الوقت من كل عام تكون مشغولة بموسم امتحانات الثانوية العامة، وكذلك طلاب الجامعات يستعدون للامتحانات.
وتمنى صابر أن تكون هناك انتعاشة للموسم في عيد شم النسيم وأعياد الأقباط في مصر التي تبدأ نهاية أبريل (نيسان) الجاري، ليكون أمامه فرصة أسبوع تقريباً قبل شهر رمضان، لتحقيق إيرادات تغطي تكلفته الإنتاجية.
وعن سبب عدم صناعة دعاية مناسبة للفيلم، قال محمود صابر، بأنه أنفق كل ما يملك على صناعة الفيلم، وليست لديه قدرة مادية على صناعة حملة دعاية كبيرة، وبالتالي كان رهانه الأساسي على أن يكون الجمهور هو دعاية الفيلم، عندما يدخل مشاهد، ويقول لغيره بأن هذا الفيلم بذل فيه مجهودا كبيرا، ويضم عددا من الممثلين ربما ليسوا من نجوم الشباك، ولكنهم جميعاً ممثلون حقيقيون.
يذكر أن إيرادات أفلام هذا الموسم لا يزال يتصدرها فيلم «نادي الرجال السري» بطولة كريم عبد العزيز، ويأتي في المرتبة الثانية فيلم «قصة حب» بطولة أحمد حاتم وهنا الزاهد.
أما الأفلام الأربعة الجديدة، فيتصدرها «ضغط عالي» بطولة نضال الشافعي، بإيرادات تخطت 17 ألف دولار، وحقق فيلم «اللعبة الأمريكاني»، بطولة ناهد السباعي وأحمد فهمي إيرادات لا تختلف كثيراً عن «ضغط عالي»، كذلك فيلم «يوم العرض» الذي عرض الأسبوع الماضي، بطولة إيهاب فهمي، وأحمد صيام، فإيراداته نحو 6 آلاف دولار، أما فيلم «خط الموت»، بطولة علا غانم، فلم تصل إيراداته إلى 5 آلاف دولار.


مقالات ذات صلة

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

يوميات الشرق السيناريست المصري عاطف بشاي (صفحته على «فيسبوك»)

الوسط الفني بمصر يودّع السيناريست عاطف بشاي

ودّع الوسط الفني بمصر المؤلف والسيناريست المصري عاطف بشاي، الذي رحل عن عالمنا، الجمعة، إثر تعرضه لأزمة صحية ألمت به قبل أيام.  

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق أنجلينا جولي في مهرجان ڤنيسيا (إ.ب.أ)

«الشرق الأوسط» بمهرجان «ڤنيسيا-4»... ماريا كالاس تعود في فيلم جديد عن آخر أيام حياتها

إذا ما كانت هناك ملاحظة أولى بالنسبة للأيام الثلاثة الأولى التي مرّت على أيام مهرجان ڤنيسيا فهي أن القدر الأكبر من التقدير والاحتفاء ذهب لممثلتين أميركيّتين.

محمد رُضا (فينيسيا)
يوميات الشرق جمانا الراشد رئيسة مجلس أمناء «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» خلال مشاركتها في افتتاح مهرجان البندقية (الشرق الأوسط)

«البحر الأحمر السينمائي» تشارك في مهرجان البندقية بـ4 أفلام

تواصل «مؤسسة البحر الأحمر السينمائي» حضورها بالمهرجانات الدولية من خلال مشاركتها في الدورة الـ81 من مهرجان البندقية السينمائي بين 28 أغسطس و7 سبتمبر.

«الشرق الأوسط» (البندقية)
سينما جيمس ستيوارت في «انعطاف نهر» (يونيڤرسال)

كلاسيكيات السينما على شاشة «ڤينيسيا»

داوم مهرجان «ڤينيسيا» منذ سنوات بعيدة على الاحتفاء بالأفلام التي حفرت لنفسها مكانات تاريخية وفنية راسخة. ومنذ بضعة أعوام نظّمها في إطار برنامج مستقل

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)
سينما «بالرغم من» ‫(مهرجان ڤينيسيا السينمائي)

شاشة الناقد: فيلم افتتاح «ڤينيسيا» 81 مبهر وموحش

يختلف جمهور اليوم عن جمهور 1988 عندما خرج ما بات الآن الجزء الأول من هذا «بيتلجوس بيتلجوس». آنذاك كان الفيلم جديداً في الفكرة والشخصيات

محمد رُضا‬ (ڤينيسيا)

نادية مصطفى: صعوبات الإنتاج وراء قلة أعمالي

تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
TT

نادية مصطفى: صعوبات الإنتاج وراء قلة أعمالي

تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})
تأمل نادية مصطفى في طرح أغنية منفردة قريباً ({الشرق الأوسط})

شهد الحفل الأحدث الذي أحيته المطربة المصرية نادية مصطفى بمهرجان القلعة الموسيقي بالقاهرة حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف الأعمار، ورغم محدودية الإنتاج الغنائي للفنانة المصرية في السنوات الأخيرة، فإن حضورها يصاحبه استعادة لبدايات مشوارها في ثمانينات القرن الماضي.

ترجع نادية مصطفى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» قلة أغانيها الجديدة في السنوات الأخيرة إلى «الظروف الإنتاجية، فكان آخر ما قدمته أغنية (يسلملي ذوقهم) العام الماضي وصورتها فيديو كليب»، وأشارت إلى أن «فكرة طرح ألبوم كامل في الوقت الحالي أصبحت مسألة صعبة من الناحية الإنتاجية؛ لكون الأمر بحاجة لشركة كبيرة، وهو ما يجعلها تأمل في طرح أغنية منفردة أخرى قريباً».

وأضافت: «كنت محظوظة لتعاوني مع عدد كبير من الشعراء والملحنين المهمين في تاريخ الغناء المصري على غرار محمد سلطان وعبد الوهاب محمد وكمال الطويل، الأمر الذي جعلني أقدم أغاني تبقى في ذاكرة الجمهور وتنتقل للأجيال الجديدة، وأحرص في حفلاتي على تقديم أغنيات متنوعة ترضي مختلف الأذواق».

ترى نادية مصطفى أنها محظوظة لتعاونها مع شعراء وملحنين مهمين في تاريخ الغناء المصري ({الشرق الأوسط})

وقالت المطربة المصرية إن تكرار تعاونها مع الفرقة الموسيقية والعازفين أنفسهم يجعلها تشعر براحة أكثر على المسرح لعدة أسباب، في مقدمتها فهمهم للغة الجسد الخاصة بها وإشاراتها على المسرح، سواء بالإطالة في أحد الكوبليهات الغنائية أو إعادته، وغيرها من الأمور الفنية.

وأضافت: «في بعض الأحيان أقدم أغنيات بناء على طلب الجمهور في الحفل من دون أن تكون مبرمجة بشكل مسبق، الأمر الذي يسهل عندما يكون تعاوني مع العازفين والفرقة التي اعتدت عليها».

وأوضحت أن «الفرقة الموسيقية المصاحبة لي تحمل باستمرار نوتة موسيقية تضم توزيع جميع الأغنيات الخاصة بي أو حتى الأغاني التراثية التي أحرص على تقديمها بالحفلات، بما يجعلهم قادرين على عزف الأغاني حال تقديم أغنيات غير متفق عليها في الحفل، وأحياناً أكون مستعدة لتقديم أغانٍ من دون موسيقى».

وأبدت نادية مصطفى تحفظها على ظاهرة التقاط الجمهور لمقاطع فيديو مصورة من الحفلات ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مكثف، سواء عبر خاصية «البث المباشر» أو من خلال تحميل فيديوهات للأغاني، مرجعة تحفظها إلى «غياب الجودة عن غالبية هذه الفيديوهات رغم انتشارها على نطاق واسع، الأمر الذي يجعلها تفضل دائماً أن تكون المقاطع المنتشرة من الحفلات هي المنشورة عبر قنوات البث الرسمية للحفلات عبر التلفزيون واليوتيوب».

ورغم اعترافها بأهمية «السوشيال ميديا» ودورها في تحقيق الانتشار للفنان وتفاعل الجمهور من خلالها، تقول نادية: «لست ناجحة في التواصل من خلالها، بعدما حاولت في فترات سابقة الاندماج معها ولم أستطع، بسبب حاجتي للاستعانة بأشخاص محترفين يتولون إدارة حساباتي، وهي الخطوة التي لم أحبذها، خصوصاً في ظل الخلافات الشديدة والتعليقات الحادة التي أشاهدها أحياناً عند آخرين».

لا تخفي نادية مصطفى خشيتها من «السوشيال ميديا» لشعورها بوجود «حالة تحفز» عند الاختلاف في الرأي عند طرح أي موضوع وإبداء الرأي فيه، موضحة: «عن نفسي أحاول باستمرار أن أكون دبلوماسية في ردودي وتفاعلي مع الأحداث؛ خوفاً من تصيّد البعض لكلماتي».

الشعور بوجود «حالة تحفز» يجعلني أخشى من «السوشيال ميديا»

نادية مصطفى

وأضافت: «وقعت ضحية لهذا الأمر مع بداية انكسار جائحة كورونا، وذلك عندما ظهرت في برنامج تلفزيوني وطلبت السماح بعودة الحفلات الموسيقية ولو بضوابط مشددة من أجل الموسيقيين الذين عانوا لشهور من دون عمل، وهو الأمر الذي فسره أشخاص باعتباره رغبة مني في العودة لإحياء الحفلات، وتعرضت على إثره لانتقادات عنيفة، رغم أنني كنت أتحدث بصفتي عضوة في مجلس إدارة نقابة الموسيقيين، وليس بشكل شخصي».

وتحدثت الفنانة المصرية عن علاقتها الممتدة مع الفنان هاني شاكر، نقيب الموسيقيين السابق، قائلة: «إنه بذل أقصى ما في وسعه ولم يستفد من المنصب، بل على العكس أضاف إليه»، كما أشارت إلى تميز النقيب الحالي للموسيقيين مصطفى كامل، ووصفته بأنه «إداري متمرس»، لافتة إلى أن «كامل يسعى لزيادة عائدات النقابة المالية لتحقيق أقصى استفادة للأعضاء بتحسين المعاشات ومنظومة العلاج».

وأضافت أن «كامل يحرص على تطبيق القانون بشكل صارم على الجميع، مع وضع مصلحة النقابة كأولوية».

وكانت نادية مصطفى ممن تابعوا وضع الموسيقار الراحل حلمي بكر في أيامه الأخيرة وحالته الصحية، إلا أنها أكدت انقطاع صلتها مع أرملته ونجله منذ الوفاة تقريباً، مع عدم علمها بمصير مقتنيات الراحل من شهادات ودروع تكريم وغيرهما من الأمور المرتبطة بعمله الفني. وقالت إن «أرملة الموسيقار الراحل تعهدت بعد الوفاة بالاحتفاظ بما تركه وتوثيقه وإقامة متحف للمقتنيات، لكن عندما سأل نجله عن العود الذي كان والده يعزف عليه فوجئ بعدم وجوده».