معرض «مدن دمرها الإرهاب» يجول بزائريه في حضارات تدمر والموصل وحلب

افتتحه رئيس الوزراء العراقي بالمتحف الوطني السعودي

TT

معرض «مدن دمرها الإرهاب» يجول بزائريه في حضارات تدمر والموصل وحلب

يتملك زائر معرض «مدن دمرها الإرهاب» إحساس عميق بالحزن لما آلت إليه حال مدن عربية شهيرة بإرثها التاريخي العريق، وذلك عبر شاشات الواقع الافتراضي.
المعرض الذي افتتحه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، بمقر المتحف الوطني السعودي في الرياض مساء أول من أمس، بحضور عدد كبير من المسؤولين والوزراء والدبلوماسيين والمثقفين، وتنظمه وزارة الثقافة السعودية بالتعاون مع «معهد العالم العربي» في باريس، يستوقف زائريه ليعيشوا مدناً كانت ولا تزال معلماً من معالم التاريخ والآثار والتراث؛ إذ يشاهد الزائر كيف كانت مدن تدمر والموصل وحلب ولبدة الكبرى بتاريخها الموغل في القدم وآثارها الشامخة قبل أن تنال منها يد الإرهاب الذي عاث فيها فساداً وجعلها محطمة ومنكسرة العظم والحجة والخاطر كذلك.
ويقدم المعرض قصة مواقع ثقافية وأثرية عربية تم تدميرها أو تعرضت للتهديد بالتدمير لأسباب مختلفة؛ من أهمها الإرهاب، وذلك في سياق رحلة مجازية يقوم بها زوار المعرض إلى هذه المواقع الشهيرة باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على هذه الآثار وحمايتها من كل المهددات المحتملة.
ويأتي اهتمام وزارة الثقافة باستضافة المعرض في السعودية من منطلق عنايتها بالمواقع الثقافية والأثرية، وحرصها على رفع مستوى الوعي العام بأهمية المحافظة على الآثار وصيانتها. وصنّفت الوزارة «المواقع الثقافية والأثرية» ضمن قطاعاتها الثقافية الرئيسية التي تسعى لدعمها وتنميتها من خلال وثيقة رؤيتها وتوجهاتها.
وتستمر فعاليات المعرض لمدة شهر حتى 18 مايو (أيار) المقبل، ويستقبل زواره يومياً من الرابعة عصراً إلى العاشرة مساءً، ويعرض على زواره صوراً وفيديوهات وأدوات تنتمي لمواقع شهيرة في الموصل ونينوى وحلب وتدمر ولبدة الكبرى، وقعت جميعها ضحية قوى التطرف والإرهاب في السنوات الماضية، حيث تلاشى أغلبها واختفى.
وتكمن أهمية المعرض في قدرته على جمع كل هذه المحتويات ودمجها في سياق بصري واحد يقدم محاكاة تقنية دقيقة لتلك المواقع ويعيد تجسيدها بشكل يسمح للزوار بمعايشتها من جديد كأنها موجودة بالفعل، وذلك من أجل إحياء الضمير الإنساني وتوعيته بقيم التسامح وقبول الآخر وأهمية المحافظة على المكتسبات الحضارية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.