طرابلس: مئات النازحين في العراء... والحرب تطال أماكن توزيع الأغذية

TT

طرابلس: مئات النازحين في العراء... والحرب تطال أماكن توزيع الأغذية

أحصى مجلس بلدية طرابلس في مؤتمر صحافي في العاصمة الليبية أمس، سقوط أكثر من 181 قتيلاً، و496 جريحاً بينهم 7 بترت أطرافهم من جراء الإصابة، وذلك في حصيلة أولية لقصف الأحياء المدنية، إضافة إلى أضرار كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة وتدمير عدد كبير من سيارات الإسعاف.
ودعا عميد طرابلس عبد الرؤوف بيت المال، المواطنين إلى دعم النازحين، مشيراً إلى أن ميزانية الطوارئ التي خصصتها حكومة الوفاق المدعومة دولياً لم تصرف حتى الآن.
وأشار إلى أن مخازن وزارة التعليم، تعرضت للقصف المباشر، مما أدى إلى تلف مخزون الكتب المدرسية الاستراتيجي، وفي تطور هو الأول من نوعه انتقلت الحرب إلى الأسواق وأماكن توزيع الأغذية.
وتعطلت الدراسة في المدارس الموجودة في أماكن الاشتباكات، كما تعطل العمل في الدوائر الحكومية نظراً إلى عدم تمكن الموظفين من الوصول إلى مقار عملهم، بسبب الاشتباكات، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي.
وشدد بيت المال على أن الفائز في هذه الحرب خاسر، وأن المستفيد منها أعداء الوطن، داعياً المجتمع الدولي، والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إلى تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، لوقف نزيف الدم وترويع الآمنين.
وطالب عميد بلدية طرابلس، أهالي العاصمة بالتماسك والثبات والمشاركة في حفظ أمن المدينة، موضحاً أن تبعات القصف المستمر في عين زارة والسواني، سيسبب مشاكل نفسية للأطفال وكبار السن والعجزة والمرضى.
وأكد عميد بلدية سوق الجمعة هشام بن يوسف، أن عدد النازحين وصل إلى 24 ألفاً من مختلف بلديات طرابلس، مؤكداً على أنه لم تصرف حتى الآن مبالغ للأزمة وأن الأهالي، ورجال الأعمال، وبيت الزكاة، هي الجهات التي تنفق على توفير الاحتياجات الأساسية للنازحين خلال الحرب المستعرة في طرابلس.
وأشار إلى أن المستشفيات المدنية، تعمل بكامل طاقتها وعلى أعلى مستوى حتى الآن، مؤكداً على حاجتها إلى دعم مادي لمواصلة العمل.
وقال عضو بلدية طرابلس - المركز ناصر محمد الكريوي، إن النازحين متمركزون في جادو وككلة والزاوية والزنتان وزليتن، مطالباً الأهالي بدعم النازحين، لأن ميزانية الطوارئ لم تصرف حتى الآن.
وأشار إلى أن 450 عائلة أي ما يقارب الـ2250 مواطناً، باتوا في المساجد والمستشفيات دون أغطية، ودون أي معونة، نتيجة لقصف الأحياء المدنية أمس، موضحاً وجود مشكلة للعاملين في المجال الصحي والإسعاف فهم غير قادرين على توفير الرعاية الطبية للمدنيين داخل أماكن الاشتباكات.
وطالب الكريوي، بضرورة توفير ممرات آمنة للمدنيين، حتى تتم عملية إخلاء السكان بطريقة آمنة، مبيناً أن ما يقارب 10 إلى 20 في المائة من عمليات الإخلاء تمت بطريقة آمنة والباقون خرجوا دون غطاء آمن لهم، مما عرضهم للقصف.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.