قوات مكافحة الإرهاب التونسية تلاحق متشددين في مدينة الكاف

نفذت قوات مكافحة الإرهاب التونسية عملية أمنية واسعة النطاق في مدينة الكاف (160 كلم شمال غربي العاصمة التونسية) وتبادلت إطلاق النار مع مجموعة إرهابية مسلحة. وتواصلت العملية طوال الليلة قبل الماضية وحتى يوم أمس، في محاولة لتضييق الخناق على عناصر مجموعة تتحصن في أبنية مهجورة ويشتبه في كونها إرهابية.
وفي هذا الشأن، نفى سفيان الزعق، المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية، مقتل عنصر إرهابي خلال العملية، بعكس ما أوردته وسائل إعلام محلية. وأكد مواصلة عمليات التمشيط التي شملت أبنية مهجورة وسط مدينة الكاف يُعتقد أن إرهابيين تسللوا إليها وتحصنوا فيها منذ فترة استعداداً لتنفيذ عمليات إرهابية.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر أمنية تونسية أن عناصر المجموعة الإرهابية الملاحقة تنتمي إلى «كتيبة عقبة بن نافع» المبايعة لـ«تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». واستعادت هذه الكتيبة الكثير من أنشطتها أخيراً نتيجة الضربات القوية التي تلقاها تنظيم «داعش» الإرهابي.
وكانت عناصر إرهابية تونسية قد تحصنت خلال السنوات الأخيرة في الجبال الغربية للبلاد، وهي منقسمة إلى مجموعتين، الأولى تابعة لفرع «القاعدة» المغاربي وأطلقت على نفسها اسم «كتيبة عقبة بن نافع»، أما الثانية فهي تحمل اسم «أجناد الخلافة»، وقد بايعت تنظيم «داعش» الإرهابي. ويقدّر خبراء في مجال مكافحة الإرهاب عناصر تلك المجموعات الإرهابية بنحو 300 على أقصى تقدير، غير أنها تجد حاضنة اجتماعية في تونس، إذ تتلقى الدعم من خلايا إرهابية نائمة تقدم لها المساعدة وتجعلها قادرة على مواصلة حمل السلاح في وجه الدولة.
ومعلوم أن عناصر إرهابية عمدت خلال شهر مارس (آذار) من سنة 2014. إلى تنفيذ هجوم ضد حافلة كانت تقل عسكريين بمنطقة نبّر من ولاية (محافظة) الكاف (نحو 160 كيلومتراً شمال غربي العاصمة التونسية)، مما أسفر عن مقتل أربعة عسكريين وإصابة تسعة آخرين. وقضت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية المختصة في قضايا الإرهاب، خلال الأيام الماضية، بالسجن 30 عاماً في حق الإرهابي التونسي ياسين الخزري، وبالسجن 20 عاماً في حق التونسي فيصل الجبالي، وهما العنصران الإرهابيان الأساسيان اللذان نفذا الهجوم الإرهابي ضد حافلة العسكريين.