«المركزي الياباني» يحذر من التوسع في القروض العقارية للمرة الأولى منذ التسعينات

TT

«المركزي الياباني» يحذر من التوسع في القروض العقارية للمرة الأولى منذ التسعينات

أطلق البنك المركزي الياباني تحذيراً، هو الأول من نوعه منذ ما يقرب من عشرين عاماً، من أن المؤسسات المالية قد تكون توسعت بشكل زائد في قروض النشاط العقاري، وهو مؤشر على أن سنوات الفائدة بالغة الانخفاض قد تكون دفعت البنوك للتوجه نحو أنشطة إقراض أكثر خطورة لتحقيق الأرباح.
وتقول وكالة «رويترز» إن هذا التقرير أحد العناصر التي يضعها بنك اليابان عند تحديده للسياسات النقدية للبلاد، وقد سلط التقرير الضوء على عيوب السياسات النقدية الميسرة طويلة المدى مثل تأثيرها على أرباح المؤسسات المالية.
ويحلل تقرير بنك اليابان المركزي عن القطاع المصرفي ما إذا كانت هناك مؤسسات مالية تقوم باتخاذ مخاطر مغالى فيها ومدى مرونتها في مواجهة المخاطر المتعددة وصدمات السوق. ويشمل هذا التحليل خريطة توضح مناطق التراجع أو التوسع الشديد (overheating) في مجال النشاط المالي.
وضمن مؤشرات هذه الخريطة مؤشر يقيس معدل قروض النشاط العقاري إلى الناتج المحلي الإجمالي، وقد تحول هذا المؤشر إلى اللون الأحمر في التقرير الأخير وهو ما يعني التوسع الشديد، وذلك لأول مرة منذ نهاية 1990. ولكن بقية المؤشرات كانت باللون الأخضر، وهو ما يعني أن النشاط المالي والاقتصادي في مجمله لم يشهد تطورات مغالى فيها.
وقال «المركزي الياباني» إن الأنشطة المالية والاقتصادية في مجملها لم تعكس مؤشرات على التوسع الشديد مثلما كان الأمر خلال فترة فقاعة الأصول في أواخر الثمانينات، ولكن التذبذبات المحتملة في السوق العقارية تستوجب الانتباه لها في ظل ميل المؤسسات المالية، النشيطة في التوسع في القروض لـ«بيزنس» إيجار المنزل، إلى أن يكون لديها معدلات كفاية رأس مال منخفضة (capital adequacy ratios).
وتبنى «المركزي الياباني» قبل ست سنوات سياسة تهدف إلى تخفيف شديد في القيود النقدية بهدف ضبط معدل التضخم عند 2 في المائة، لكنه يبدو حالياً بعيداً عن هذا الهدف.
من جهة أخرى، ذكرت الحكومة اليابانية أمس أن صادرات البلاد تراجعت بنسبة 2.4 في المائة في مارس (آذار) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي لتصل إلى 7.2 تريليون ين (64 مليار دولار) في تراجع للشهر الرابع على التوالي، حيث تسبب بطء النمو في الصين في الإضرار بالصادرات اليابانية.
وانخفضت الصادرات إلى الصين، أكبر شريك تجاري لليابان، بنسبة 9.4 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 1.3 تريليون ين، بينما قفزت الواردات بنسبة 10.9 في المائة إلى نحو 1.5 تريليون ين، حسبما ذكرت وزارة المالية في تقرير أولي.
وارتفع إجمالي الواردات اليابانية بنسبة نحو 1.1 في المائة إلى 6.67 تريليون ين، مما أنتج فائضاً تجارياً بقيمة 528.5 مليار ين، بتراجع نسبته 32.6 في المائة عن العام الماضي، حسب الوزارة.
وزاد الفائض التجاري لليابان مع الولايات المتحدة بنسبة 9.8 في المائة عن العام السابق ليصل إلى 683.6 مليار ين مع ارتفاع الصادرات بنسبة 4.4 في المائة إلى 1.4 تريليون ين والواردات بنسبة 0.2 في المائة إلى 732.2 مليار ين.
وتسبب ذلك الفائض التجاري المزمن لليابان مع الولايات المتحدة في غضب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما دفع البلدين إلى بدء مفاوضات في واشنطن هذا الأسبوع للتوصل إلى اتفاق تجاري ثنائي.



«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.