5 نصائح للحدّ من سلبيات ظاهرة «الموضة السريعة»

هل تساءلت مرة: لماذا تدخل متاجر «الموضة السريعة» فتشتري منها، ودون وعي منك، عدداً لا يستهان به من الأزياء؟ وكم مرة نظرت إلى خزانتك المكدّسة بهذا النوع من الثياب، ومع ذلك لا تجد ما تلبسه بمناسبة معينة؟ وهل تساءلت يوماً: ما الذي دفعك لشرائها؛ خصوصاً بعد أن بطلت موضتها حتى قبل أن تلبسها وتستفيد منها؟ إذا كان الوضع كذلك، فأنت لست وحيداً، وهناك آخرون يعانون مثلك من وباء «الموضة السريعة» التي تشبه إلى حدّ كبير ظاهرة «الوجبات السريعة».
مشكلة «الموضة السريعة» لا تقتصر على جعل خزانتك مزدحمة بالأغراض فحسب؛ بل تتسبب في تلوث بيئي عالمي يخلف تأثيرات سلبية كثيرة على المستوى البعيد.
هوس الشراء يشجع على مزيد من الإنتاج تلبية للطلب. وفي كثير من الأحيان، إن لم نقل كلها، تكون أساليب الإنتاج غير صحية أو مستدامة. ويشير مناهضو هذه الظاهرة إلى أن صناعة الملابس السريعة تبلغ تكلفتها تريليونات الدولارات في العام؛ إذ يتم تصنيع نحو 20 قطعة للشخص الواحد. ربما يكون العنصر الإيجابي الوحيد في هذه الظاهرة أنها دفعت ماركات أزياء معروفة للبحث عن أساليب جديدة لتلبية الطلب وفي الوقت ذاته مراعاة رغبات الجيل الجديد في منتجات أخلاقية ومستدامة، والأهم من هذا بأسعار مقدور عليها إلى حد ما.
ما ينعش «الموضة السريعة» أنها تحاكي تصاميم كبريات دور الأزياء، وبالتالي تلبي رغبات شريحة من الشباب ليس لديهم الإمكانات العالية، فتجعلهم مواكبين للموضة. المشكلة التي اعترف بها كثير من هؤلاء أن نسبة كبيرة منها تبقى في الخزانة من دون استعمالها ليأتي موسم آخر تتغير فيه الموضة، وتبدأ عملية الشراء من جديد... وهكذا تكون النتيجة عكسية. وكان حرياً شراء قطعة واحدة يكون ثمنها فيها تبقى لفترة طويلة من دون أن تتأثر بتغيرات صيحات الموضة. وكانت «الموضة السريعة» قد بدأت بالانتشار في أواخر الثمانينات؛ لتتفشى اليوم بشكل أكبر، خصوصاً أن الإغراءات التي تقدمها محلات مثل «برايمارك» و«زارا» و«إتش آند إم» و«سي آند إيه» وغيرها؛ كبيرة. فهي أيضاً باتت تعتمد على حملات ترويجية تجعلها أكثر إغراء لذوي الدخل المحدود. الحل هو زيادة الوعي بمخاطرها؛ حسب كريستين إكنجا، وهي أستاذة مساعدة في جامعة واشنطن. وتضيف: «أضرار تصنيع هذه الكميات الكبيرة من الملابس لا تُحصى، بدءاً من استهلاك ثمار نبتة القطن بكثافة، واستنفاد كمية كبيرة من المياه في الري، وتسريب الأصباغ غير المعالجة إلى مصادر المياه المحلية... إلى الأجور المنخفضة للعمال وظروف العمل السيئة... وهلم جرا».
وتشير دراسات أخرى إلى أن سلبيات هذه الظاهرة ولّدت معضلة عالمية في مجال العدالة البيئية؛ فرغم أن «الموضة السريعة» تتيح للمستهلكين فرصة شراء مزيد من الملابس بسعر أقل، فإن أولئك الذين يعملون أو يعيشون بالقرب من منشآت تصنيع المنسوجات يتحملون عبئاً غير متناسب من مخاطر الصحة البيئية.
والسؤال المطروح: كيف يمكنك أن تساهم في التخلص من هذه الظاهرة أو على الأقل الحدّ منها؟ وللإجابة؛ إليك هذه النصائح الخمس:
1- حدد أولوياتك في الشراء، ولا تقتني أي قطعة قبل إجراء حسابات مسبقة لمعدل مصروفك.
2- تعرف على العلامة التجارية التي تشتريها ونوعية المواد التي تعتمدها في التصنيع.
3- حافظ على أسلوبك الخاص، ولا داعي للجري وراء صيحات الموضة التي تتغير من موسم إلى آخر.
4- تبرع لجمعيات خيرية بكل ما في خزانتك من ملابس أو إكسسوارات لم تستعملها أو لا تزال في حالة جيدة وتعرف أنك لن تستعملها أبداً. هناك أيضاً مصانع متخصصة في تدوير منتجات الموضة، ويمكنك البحث عنها والتبرع لها بكل ما هو فائض لديك.
5- ...وهذا هو الأهم؛ مرّن نفسك على التفكير ملياً قبل أن تنجرف لشراء أي شيء؛ فقط لأنه بسعر رخيص، وتذكر أنك ما دمت لن تستفيد منه فهو خسارة.