من هم أبرز قادة المجلس العسكري الحاكم في السودان؟

الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (سونا)
الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (سونا)
TT

من هم أبرز قادة المجلس العسكري الحاكم في السودان؟

الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (سونا)
الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن (سونا)

أعلن الضباط الذين عزلوا الرئيس السوداني عمر البشير بعد ثلاثة عقود في الحكم تشكيل مجلس عسكري يدير شؤون البلاد لفترة انتقالية تصل إلى سنتين يليها إجراء انتخابات. لكن الرجل الذي أعلن خلع البشير استقال من رئاسة المجلس العسكري الانتقالي بعد يوم واحد في المنصب.
وقال المجلس الجديد المؤلف من عشرة أعضاء، والذي يرأسه الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن، إن العملية الانتقالية قد تستمر أقل من عامين في حالة تجنب الفوضى على أن يتفاوض مع المحتجين بشأن تأليف حكومة انتقالية.
ويضم المجلس العسكري الانتقالي كبار قادة الجيش، وهم في الأساس قادة الفروع المختلفة للقوات المسلحة إضافة إلى قائد رئيس قوات الدعم السريع، وهي قوة شبه عسكرية تابعة للجيش، والمدير العام الشرطة وممثل لجهاز المخابرات.
وكان البشير قد رقّى في فبراير (شباط) الماضي بعض أعضاء المجلس الحاليين في إطار تغييرات معتادة في القوات المسلحة. وفي فبراير أيضا رقّى البشير عوض بن عوف، الذي حل البرهان محله، ليصبح نائبا للرئيس وقت احتدام الاحتجاجات.
وهنا نبذات عن كبار شخصيات المؤسسة الأمنية السودانية:
-عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن: ولد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبد الرحمن الرئيس الجديد للمجلس العسكري الانتقالي عام 1960 في ولاية نهر النيل. وكان المفتش العام للقوات المسلحة وثالث أكبر قائد عسكري في الجيش ولكن لا يعرف عنه الكثير في الحياة العامة.
وكان قائد القوات البرية أشرف على القوات السودانية التي قاتلت في صفوف التحالف في اليمن.

- محمد حمدان دقلو: الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي" هو نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي وثاني أقوى رجل في المجلس. وعينه البرهان ليحل محل كمال عبد المعروف الماحي.
ولد دقلو عام 1975 وهو رئيس قوات الدعم السريع. وكان "حميدتي" شخصية بارزة في دائرة حكم البشير.

- عمر زين العابدين: كان الفريق أول ركن عمر زين العابدين نائب رئيس التصنيع الحربي، وقُدم على أنه رئيس اللجنة السياسية للمجلس العسكري بقيادة بن عوف بعد إطاحة البشير. ويبقى رئيسا للجنة السياسية في المجلس تحت قيادة البرهان وينظر إليه على نطاق واسع على أنه الخبير الاستراتيجي السياسي للمجلس.

- جلال الدين الشيخ:
الفريق ركن جلال الدين الشيخ كان ضابطا في الجيش أعاده البشير من التقاعد وعيّنه نائب مدير جهاز الأمن والمخابرات في فبراير. وكان نائبا لصلاح عبد الله محمد صالح المعروف باسم صلاح قوش الذي قدم استقالته من قيادة جهاز الأمن والمخابرات قبل أيام. وتخرج الشيخ في كلية عسكرية في العام نفسه مع البرهان وزين العابدين، وتربط الثلاثة علاقات وثيقة.

- الطيب بابكر علي فضيل: ولد الفريق أول شرطة الطيب بابكر علي فضيل في قرية إلى الشمال الشرقي من العاصمة الخرطوم وشق طريقه ليتدرج في قوات الشرطة إلى أن عيّنه البشير مديرا عاما لها عام 2018.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».