الميليشيات تنكّل بسكان الدريهمي وتباشر حملة اعتقالات في حجة

مقتل 43 حوثياً في الحديدة والضالع وتعز في مواجهات مع الجيش اليمني

TT

الميليشيات تنكّل بسكان الدريهمي وتباشر حملة اعتقالات في حجة

قُتل 43 مسلحاً حوثياً، بينهم 3 عناصر أثناء محاولتهم زرع الألغام جنوب الحديدة، كما أصيب العشرات في صفوف الميليشيات، خلال الـ48 ساعة الماضية، في معارك مع الجيش الوطني جنوب محافظة الحديدة الساحلية، وفي محافظتي الضالع وتعز.
ففي الحديدة، أعلنت «ألوية العمالقة» الحكومية، في جبهة الساحل الغربي، الاثنين، عن تصعيد خطير أقدمت عليه ميليشيات الحوثي الانقلابية من خلال شن هجوم، وصفته بالأعنف، على قوات «ألوية العمالقة» في مديرية الدريهمي، جنوباً. وقال المتحدث باسم «ألوية العمالقة»، مأمون المهجمي، إن «قوات (ألوية العمالقة) تصدت لهجوم حوثي هو الأعنف على مواقع (العمالقة) شرق مديرية الدريهمي»، وأن «8 من مسلحي ميليشيات الحوثي لقوا مصرعهم في هذا الهجوم، وأصيب العشرات منهم، فيما تمكنت قوات (العمالقة) من كسر الهجوم الحوثي، وتكبيد الميليشيات خسائر فادحة في الأرواح والعتاد». وأضاف أن «عناصر الميليشيات الحوثية الإرهابية قصفت مواقع القوات المشتركة شرق الدريهمي بقذائف مدفعية «الهاون» و«الهاوزر» و«قذائف بي 10»، ونتج عن ذلك استشهاد جندي من القوات المشتركة، وإصابة 5 آخرين بجروح».
ونقل «مركز إعلام العمالقة» عن المتحدث باسم القوات تأكيده أن «الميليشيات الحوثية تسعى للقضاء على جهود السلام الأممية، وتثبت أنها عدوة للسلام في الحديدة، وفي اليمن بأكملها، وأنها لا تحمل سوى مشروع الإرهاب الذي تموله إيران في المنطقة». وأكدت «العمالقة»، في بيان لها، أن «ميليشيات الحوثي تواصل أعمالها الإجرامية بحق الأهالي والسكان، وتخرج عشرات العائلات والأسر من منازلها في مديرية الدريهمي، وقامت بطرد عشرات العائلات والأسر من مديرية الدريهمي من منازلهم، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية تابعة لها تستخدمها في تخزين الأسلحة والذخائر لقصف واستهداف مواقع (العمالقة) والقوات المشتركة في محافظة الحديدة، في ظل سريان الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار». ونقلت عن الأهالي أن «ميليشيات الحوثي أجبرتهم على مغادرة منازلهم من أجل الحفاظ على أرواحهم من بطش وجرائم الميليشيات الحوثية بحق المواطنين، وأن قذائف الحوثي دمرت منازلهم، وقتلت مئات من المواطنين الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء».
في السياق ذاته، قتل ثلاثة حوثيين جراء انفجار لغم أرضي حاولوا زرعه في الطريق الفرعية بالقرب من منطقة ضمي جنوب مديرية حيس، جنوب الحديدة، غير أن اللغم انفجر بهم، وقضى على ثلاثة منهم، وهرعت عناصر حوثية إلى مكان الانفجار، وقامت بسحب جثث قتلاها بعيداً عن مكان الانفجار. وفي حادثتين منفصلتين، أصيب أول من أمس مواطن يدعى محمد عبد الجليل (40 عاماً)، بجروح جراء انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات في الطريق الفرعية لقرية ضمي جنوب مديرية حيس، وقتل جندي من قوات «ألوية العمالقة» بشظايا قذيفة «هاون» أطلقتها الميليشيات على مواقع «العمالقة» في الجبلية.
وفي الضالع بجنوب البلاد، قتل 28 انقلابياً، وسقط آخرون جرحى في صفوف ميليشيات الحوثي في جبهات مريس وحمك، شمال وغرب، أثناء تجدد للمعارك بين قوات الجيش الوطني، مسنودة بتحالف دعم الشرعية من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، عقب إفشال محاولات تقدم الانقلابيين إلى مواقع الجيش في عدد من المواقع. وقال الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر. نت» إن «مواجهات اندلعت مع قوات الجيش الوطني، في جبهة حمك، عقب محاولة عناصر من الميليشيات مهاجمة مواقع الجيش الوطني في مناطق يبار، وظفار، ومنخلة، شمال وغرب جبهة حمك غربي مديرية قعطبة». وأكد الموقع أن «المواجهات أسفرت عن مصرع 25 من عناصر الميليشيات، وجرح 20 آخرين، بالإضافة إلى تدمير طقم تابع لها على متنه عيار (2)»، كما سقط ثلاثة حوثيين قتلى، وأصيب اثنان عقب تصدي الجيش الوطني لهجوم مجاميع حوثية بالقرب من حصن شداد في مريس. وتزامنت هذه التطورات مع مقتل 4 حوثيين وجرح آخرين جراء استهداف مدفعية الجيش الوطني، الأحد، لتحركات وتجمعات الميليشيات في مفرق شرعب، غرب محافظة تعز، أثناء تحركاتهم على متن أحد الأطقم العسكرية، التي أسفرت عن تدميره وتدمير أسلحة وذخائر كانت على متنه.
على صعيد منفصل، باشرت الميليشيات الحوثية حملة مداهمات واعتقالات جديدة، مساء الأحد، على قرى بني سعيد في مديرية كشر بمحافظة حجة، شمال غربي صنعاء، حسب ما أفادت به مصادر محلية. وقالت المصادر إن «الحوثيين اقتحموا عدداً من المنازل في المديرية، وقاموا بالتفتيش والعبث بمحتوياتها، واعتقال نحو 13 مدنياً، علاوة على ترويع الأطفال والنساء، وذلك على خلفية رفض الأهالي تجنيد أبنائهم في صفوف الانقلابيين والدفع بهم إلى الجبهات».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.