الأوقاف المصرية تسعى لدخول غينيس عبر «أطلس أملاكها»

يضم 92 مجلداً و26 مليون مستند

مبنى وزارة الأوقاف المصرية في وسط القاهرة
مبنى وزارة الأوقاف المصرية في وسط القاهرة
TT

الأوقاف المصرية تسعى لدخول غينيس عبر «أطلس أملاكها»

مبنى وزارة الأوقاف المصرية في وسط القاهرة
مبنى وزارة الأوقاف المصرية في وسط القاهرة

تسعى وزارة الأوقاف المصرية إلى دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية، عبر أطلس يحصر كل أملاكها وأصولها على مستوى الجمهورية.
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أمس، خلال اجتماع لجنة الشؤون الدينية في مجلس النواب المصري، إنّه «تم الانتهاء تماماً من أطلس الأوقاف المصرية الذي يضم 92 مجلداً». ولفت إلى «سعي وزارته إلى تسجيله في موسوعة غينيس».
وتقدر وزارة الأوقاف أملاكها بمبلغ تريليون و37 ملياراً و370 مليوناً و78 ألف جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 17.3 جنيه مصري).
من جهته، قال المهندس علي عبد المجيد المنوفي، رئيس هيئة المساحة في تصريحات صحافية، إنه «لا يعلم مشروعاً مساحياً في العالم بهذا الحجم، لأنّه ليس مجرد إحصاء رقمي». وأضاف: «كل وقف فيه رقم الحجة الأصلية للواقف واسم صاحب الوقف، وملف ورقي مستندي بالحجة الوثائقية والاستبدالات التي حصلت عليه، ويتضمن 26 مليون مستند تم تنسيقها وتحويلها إلى ملفات ورقية وإلكترونية». موضحاً أنه «منذ عام 1924 لم يتم إخراج مثل هذا الأطلس، مما سيساهم في تسعير الأراضي بسعر عادل كونه أكبر أطلس على مستوى العالم».
وقالت وزارة الأوقاف، في بيان صحافي إن «أطلس الأوقاف جرى تنفيذه بالتنسيق بين وزارة الأوقاف، وهيئة الأوقاف المصرية، وهيئة المساحة، ووزارة الاتصالات، لتوثيق اسم الوقف، ونوعه ورقم ملف حجة الملكية، وسيتم تسجيل قيمة القطعة والوقفية وقيمة عائده وموعد دفع إيجاره، ويجرى التحضير لذلك في المرحلة الثانية ليتحول إلى خريطة استثمارية وتوثيقية».
وأكد الدكتور علاء الحلبي، ممثل وزارة الاتصالات في لجنة حصر ممتلكات الأوقاف، أن «حصر ممتلكات الأوقاف وثق 256 ألف فدان و21 مليون متر مربع وثقتها أطلس الأوقاف».
وتمتلك هيئة الأوقاف المصرية مساحات فضاء كبيرة ومنشآت عقارية كثيرة، وأراضي زراعية في مختلف المدن والقرى المصرية، وتؤجر الكثير منها لمواطنين وتجار ومزارعين بمبالغ منخفضة، وتسعى الهيئة في الفترة المقبلة إلى تنمية مواردها عبر تنفيذ استراتيجية جديدة بتوجيهات من القيادة السياسية.
جدير بالذكر أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد دعا في نهاية عام 2017 إلى حصر وتقييم ممتلكات الأوقاف بشكل شامل والحفاظ على حق الدولة بها وعدم التفريط فيها، لتحقيق الاستفادة المثلى من أصول وممتلكات الأوقاف.
وقالت رئاسة الجمهورية في بيان لها يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) 2017 إن هيئة الأوقاف هي المسؤولة عن إدارة الأوقاف واستثماراتها. وأشارت إلى أنّ قيمة الأصول المملوكة لهيئة الأوقاف تصل لمئات المليارات من الجنيهات، وأن هذه الأصول ملك للشعب.
ولفت البيان إلى تبني هيئة الأوقاف فكراً استثمارياً متطوراً وحرصها على الحفاظ بشكل كامل على أملاك الوقف، وإعدادها خطة لتنظيم العائدات منها وزيادتها وتحويلها إلى ركيزة اقتصادية.



رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
TT

رحيل الإعلامية ليلى رستم يذكّر ببدايات التلفزيون المصري

الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)
الإعلامية المصرية ليلى رستم من جيل الرواد بالتلفزيون المصري (منصة إكس)

رحلت الإعلامية المصرية ليلى رستم، الخميس، عن عمر يناهز 88 عاماً، بعد تاريخ حافل في المجال الإعلامي، يذكّر ببدايات التلفزيون المصري في ستينات القرن العشرين، وكانت من أوائل المذيعات به، وقدمت برامج استضافت خلالها رموز المجتمع ومشاهيره، خصوصاً في برنامجها «نجمك المفضل».

ونعت الهيئة الوطنية للإعلام، برئاسة الكاتب أحمد المسلماني، الإعلامية القديرة ليلى رستم، وذكرت في بيان أن الراحلة «من الرعيل الأول للإعلاميين الذين قدموا إعلاماً مهنياً صادقاً متميزاً وأسهموا في تشكيل ثقافة ووعي المشاهد المصري والعربي، حيث قدمت عدداً من البرامج التي حظيت بمشاهدة عالية وشهرة واسعة».

والتحقت ليلى بالتلفزيون المصري في بداياته عام 1960، وهي ابنة المهندس عبد الحميد بك رستم، شقيق الفنان زكي رستم، وعملت مذيعةَ ربط، كما قدمت النشرة الفرنسية وعدداً من البرامج المهمة على مدى مشوارها الإعلامي، وفق بيان الهيئة.

ليلى رستم اشتهرت بمحاورة نجوم الفن والثقافة عبر برامجها (ماسبيرو زمان)

وتصدر خبر رحيل الإعلامية المصرية «التريند» على منصتي «غوغل» و«إكس» بمصر، الخميس، ونعاها عدد من الشخصيات العامة، والعاملين بمجال الإعلام والسينما والفن، من بينهم الإعلامي اللبناني نيشان الذي وصفها على صفحته بمنصة «إكس» بأنها «كسرت طوق الكلاسيكية في الحوار ورفعت سقف الاحترام والمهنية».

كما نعاها المخرج المصري مجدي أحمد علي، وكتب على صفحته بموقع «فيسبوك» أن المذيعة الراحلة «أهم مذيعة رأتها مصر في زمن الرواد... ثقافة ورقة وحضوراً يفوق أحياناً حضور ضيوفها».

واشتهرت ليلى رستم بلقب «صائدة المشاهير»؛ نظراً لإجرائها مقابلات مع كبار الشخصيات المؤثرة في مصر والعالم؛ مما جعلها واحدة من أعلام الإعلام العربي في تلك الحقبة، وقدّمت 3 من أبرز برامج التلفزيون المصري، وهي «الغرفة المضيئة»، «عشرين سؤال»، و«نجمك المفضل»، بالإضافة إلى نشرات إخبارية ضمن برنامج «نافذة على العالم»، وفق نعي لها نشره الناقد الفني المصري محمد رفعت على «فيسبوك».

الإعلامية المصرية الراحلة ليلى رستم (إكس)

ونعاها الناقد الفني المصري طارق الشناوي وكتب عبر صفحته بـ«فيسبوك»: «ودّعتنا الإعلامية القديرة ليلى رستم، كانت أستاذة لا مثيل لها في حضورها وثقافتها وشياكتها، جمعت بين جمال العقل وجمال الملامح»، معرباً عن تمنيه أن تقدم المهرجانات التلفزيونية جائزة تحمل اسمها.

ويُعدّ برنامج «نجمك المفضل» من أشهر أعمال الإعلامية الراحلة، حيث استضافت خلاله أكثر من 150 شخصية من كبار الأدباء والكتاب والصحفيين والفنانين، من بينهم طه حسين، وعبد الحليم حافظ، وأحمد رمزي، وفاتن حمامة وتوفيق الحكيم، كما أجرت مقابلة شهيرة مع الملاكم الأميركي محمد علي كلاي.

وأبرزت بعض التعليقات على «السوشيال ميديا» حوار الإعلامية الراحلة مع كلاي.

وعدّ رئيس تحرير موقع «إعلام دوت كوم» محمد عبد الرحمن، رحيل ليلى رستم «خسارة كبيرة» وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإعلامية الراحلة كانت تنتمي إلى جيل المؤسسين للتلفزيون المصري، وهو الجيل الذي لم يكن يحتاج إلى إعداد أو دعم، لكن دائماً ما كان قادراً على محاورة العلماء والمفكرين والفنانين بجدارة واقتدار»، موضحاً أن «القيمة الكبيرة التي يمثلها هذا الجيل هي ما جعلت برامجهم تعيش حتى الآن ويعاد بثها على قنوات مثل (ماسبيرو زمان) ومنصة (يوتيوب) وغيرهما، فقد كانت الإعلامية الراحلة تدير حواراً راقياً يحصل خلاله الضيف على فرصته كاملة، ويبرز الحوار حجم الثقافة والرقي للمذيعين في هذه الفترة».

بدأ أول بث للتلفزيون المصري في 21 يوليو (تموز) عام 1960، وهو الأول في أفريقيا والشرق الأوسط، واحتفل بعدها بيومين بعيد «ثورة 23 يوليو»، وبدأ بقناة واحدة، ثم قناتين، ثم قنوات متعددة تلبي احتياجات شرائح مختلفة من المجتمع، ومع الوقت تطور التلفزيون المصري ليصبح قوة للترفيه والمعلومات، وفق الهيئة العامة للاستعلامات.

وشهدت بدايات التلفزيون ظهور إعلاميين مثَّلوا علامة بارزة فيما بعد في العمل التلفزيوني مثل أماني ناشد، وسلوى حجازي، وصلاح زكي وأحمد سمير، وكانت ليلى رستم آخر من تبقى من جيل الروَّاد المؤسسين.