قبل ظهوره في مؤتمر الصحافي لإعلان ترحيب النظام السوري بقرار مجلس الأمن 2170، الخاص بمكافحة الإرهاب، أجرى وزير الخارجية السوري وليد المعلم اتصالا هاتفيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، طالبا منه تحرك موسكو لإشراك دمشق في التنسيق لشن ضربات ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وقال المعلم، الذي كشف عن هذا الاتصال، في مؤتمره الصحافي الذي عقده في وزارة الخارجية بدمشق، إنه بحث مع لافروف «أهمية تحرك روسيا من أجل إقامة تعاون وتنسيق إقليمي ودولي لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا وجود «تطابق سوري - روسي في مكافحة الإرهاب».
وجاء ذلك وسط تقارير عن توجه أميركي لتوسيع نطاق عملياتها ضد «داعش» في العراق لتمتد إلى سوريا.
وقال المعلم إن الضربات الجوية بمفردها لن تكون ملائمة للتعامل مع «داعش» الذي سيطر على مساحات كبيرة من سوريا والعراق. وأضاف: «ينبغي على الدول المجاورة تبادل المعلومات المخابراتية» مع سوريا، وأعرب عن استعداد النظام السوري للتعاون مع أي جهة إقليمية أو دولية، بما فيها واشنطن ولندن، من أجل «مكافحة الإرهاب»، في إطار القرار الصادر أخيرا عن مجلس الأمن الدولي في هذا الخصوص.
وعبر عن ترحيب بلاده والتزامها بقرار مجلس الأمن رقم 2170 بشأن مكافحة الإرهاب «رغم أنه جاء متأخرا».
وقال المعلم: «نحن جاهزون للتعاون والتنسيق مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب». وعن التنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا تحديدا، قال: «أهلا وسهلا بالجميع». ولفت إلى أن ذلك التعاون يجب أن يكون مع الحكومة السورية، وحذر من أن «أي خرق للسيادة السورية يعد عدوانا».
وعن أنباء تشير إلى «تنسيق سري» بين سوريا والولايات المتحدة وبريطانيا في عمليات عسكرية نُفذت على الأراضي السورية، في إشارة إلى محاولة فاشلة لإنقاذ الصحافي الأميركي جيمس فولي قبل ذبحه من «داعش»، لم ينفِ ولم يؤكد المعلم تلك المعلومات. وقال: «إن كل ما يقال هو معلومات صحافية، ومع ذلك قلت: لنضع الأمور في نصابها. إنه إذا صدقت المعلومات الإعلامية عن عملية عسكرية أميركية على الأراضي السورية، فإنها نُفذت وفشلت، إلا أنه لو كان هناك تنسيق مسبق أؤكد أن احتمال فشلها سيكون ضعيفا».
وأضاف أن بلاده مستعدة للتعاون «من خلال ائتلاف دولي أو إقليمي أو من خلال تعاون ثنائي». وعن موقع سوريا في هذا الائتلاف، قال: «من الطبيعي جغرافيا وعمليا وعملانيا، أن سوريا هي مركز هذا الائتلاف الدولي، وإلا فهل يحاربون (داعش) بالمناظير؟ لا بد أن يأتوا إلى سوريا للتنسيق معها من أجل مكافحة (داعش) والنصرة إذا كانوا جادين». وأكد: «نحن أبناء الأرض، ونعرف كيف تكون الغارة مجدية أو عدم جدواها».
وعما إذا كانت الدفاعات الجوية السورية ستسقط طائرات أميركية تقصف مواقع «داعش» في البلاد، قال المعلم: «لدينا أجهزة دفاع جوي. إذا لم يكن هناك تنسيق فقد نصل إلى هذه المرحلة. نحن نعرض التعاون والتنسيق بشكل مسبق لمنع العدوان»، وأكد: «عندما يقولون إن محاربة (داعش) في العراق لا تكفي، لا بد من محاربتها في سوريا، نحن نقول: تعالوا ننسق».
وطالب المعلم المجتمع الدولي بإظهار «التزام حقيقي بتنفيذ بنود القرار الدولي بخصوص (داعش) و(النصرة)، وخاصة دول الجوار لسوريا»، في إشارة ضمنية إلى تركيا التي تتهمها دمشق بغض النظر عن عشرات الجهاديين الذين يدخلون سوريا عبر أراضيها.
وأضاف المعلم: «لدى سوريا وثائق عمن يمول ويسلح الإرهابيين على أراضيها»، لافتا إلى أن «التنظيمات الإرهابية على حدود تركيا ولمصلحة تركيا أن يُعاد النظر في مواقفها تجاه الإرهاب».
وفي أول تعليق رسمي سوري على استيلاء تنظيم «داعش» على مطار الطبقة العسكري، الذي يُعد آخر معاقل النظام في محافظة الرقة شمال شرقي البلاد، قال المعلم إن المطار أُخلي من الجنود والعتاد. وأضاف: «قواتنا المسلحة قتلت المئات من إرهابيي (داعش) في مطار الطبقة، وإخلاؤنا للجنود والعتاد هو لحمايتهم».
وبخصوص اجتماع دول أصدقاء سوريا العرب الذي عقد في جدة أول من أمس، قال المعلم: «إذا كان الهدف من الاجتماع إيجاد حل سياسي للأزمة السياسية فإن الحل لا يكون إلا من خلال الحوار بين السوريين، وبقيادة سوريا، وعلى الأرض السورية».
وشجب المعلم قتل الصحافي الأميركي جيمس فولي على يد «داعش». وقال في هذا الصدد: «ندين عملية القتل بأشد العبارات، وندين قتل أي مدني بريء». غير أنه استدرك قائلا: «ولكن هل سمعنا إدانة غربية للمجازر التي يرتكبها تنظيم (داعش) الإرهابي ضد قواتنا المسلحة وضد المواطنين السوريين».
النظام السوري يستعين بروسيا لإشراكه في التنسيق الدولي لضرب «داعش»
المعلم عن ضربات أميركية داخل سوريا: أهلا وسهلا بالجميع
النظام السوري يستعين بروسيا لإشراكه في التنسيق الدولي لضرب «داعش»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة