أدانت نافي بيلاي، رئيسة مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أمس، الحملة التي يشنها تنظيم «داعش» المتشدد «للتطهير العرقي والديني» في العراق، ودعت الأسرة الدولية إلى محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
وقالت بيلاي في بيان: «إن انتهاكات خطيرة وفظيعة لحقوق الإنسان تُرتكب يوميا على يد الدولة الإسلامية في العراق والشام (المعروفة اليوم باسم الدولة الإسلامية) والمجموعات الإسلامية المرتبطة بها». وأضافت أن «مثل هذا الاضطهاد يعادل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية»، وأكدت إدانتها «لتلك الانتهاكات المعممة والممنهجة لحقوق الإنسان»، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.
وأوضحت: «تتحمل جميع أطراف النزاع في العراق مسؤولية تحييد المدنيين والمنشآت المدنية واتخاذ جميع التدابير الاحترازية الممكنة لحماية المدنيين من عواقب المعارك، واحترام وحماية وتلبية الحاجات الإنسانية للمدنيين».
وقالت بيلاي: «أدعو الأسرة الدولية إلى التحقق من محاسبة مرتكبي هذه الجرائم الفظيعة»، مضيفة أن «المسيحيين والإيزيديين والتركمان والشبك والصابئة بين الأقليات (المستهدفة مباشرة)».
وإضافة إلى التطهير العرقي، أدانت بيلاي القتل المستهدف، والإجبار على اعتناق الإسلام، وعمليات الخطف، والتهريب والعبودية والاعتداءات الجنسية، وتدمير المواقع الدينية والثقافية، ومحاصرة أقليات بسبب انتماءاتهم العرقية أو الدينية. وأشارت إلى أنها تلقت معلومات مفادها أن مئات الأشخاص معظمهم من الإيزيديين قُتلوا وخُطف أكثر من 2500، مطلع أغسطس (آب)، في محافظة نينوى، واقتيدوا إلى تلعفر والموصل لإرغامهم على اعتناق الإسلام. وأضافت: «أفاد شهود عيان بأن الرجال الذين رفضوا اعتناق الإسلام أُعدموا، في حين خُطفت النساء والأطفال، وأخضعوا للعبودية أو جرى بيعهم».
وأدانت بيلاي أيضا قتل وخطف «مئات الإيزيديين» في 15 أغسطس في بلدة كوجو العراقية. وقالت الأمم المتحدة إن «سكان عدد من القرى في سنجار التي لا تزال محاصرة من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية وشركائها في خطر داهم». وقالت بيلاي: «تلقى عاملون في الأمم المتحدة في العراق اتصالات هاتفية من مدنيين محاصرين يعيشون في ظروف مروعة، مع القليل من المساعدات الإنسانية». وأضافت الأمم المتحدة أن 13 ألفا من الشيعة التركمان في محافظة صلاح الدين، من بينهم 10 آلاف امرأة وطفل محاصرون منذ منتصف يونيو (حزيران). وحذرت المفوضية العليا من «مخاطر وقوع مجزرة وشيكة».
وبحسب نازحين تحدثت إليهم الأمم المتحدة، يجند «داعش» أولادا دون الـ15، ويرسل الفتيان إلى الخطوط الأمامية للجبهة لاستخدامهم «دروعا بشرية». وأضافت بيلاي أن الأمم المتحدة تحققت من تقارير عن مجزرة قتل فيها عناصر تنظيم «داعش» 670 شخصا وفقا لانتماءاتهم الدينية، عند استيلائهم على سجن في مدينة الموصل، في 10 يونيو (حزيران). وفر مئات الآلاف من وجه تنظيم «داعش» إلى إقليم كردستان العراق، الذي تحاول قواته صد هجمات المتشددين. وأطلقت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، عملية ضخمة لإرسال المساعدات للمحتاجين في المنطقة. ودعت بيلاي السلطات المحلية والمجتمع الدولي إلى «اتخاذ جميع الإجراءات الضرورية، وبذل كل جهد ممكن لحماية أعضاء الأقليات العرقية والدينية.. وضمان عودتهم إلى أماكنهم الأصلية بأمان وكرامة».
الأمم المتحدة: «داعش» يمارس التطهير العرقي والديني في العراق
رئيسة مجلس حقوق الإنسان دعت المجتمع الدولي إلى محاسبة الجناة
الأمم المتحدة: «داعش» يمارس التطهير العرقي والديني في العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة