بيدرسن في دمشق: كافة المسائل على الطاولة

استئناف مشروع خط السكة الحديد الذي يربط الموانئ السورية مع إيران عبر العراق

غير بيدرسن المبعوث الأممي إلى سوريا التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق أمس (أ.ف.ب)
غير بيدرسن المبعوث الأممي إلى سوريا التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بيدرسن في دمشق: كافة المسائل على الطاولة

غير بيدرسن المبعوث الأممي إلى سوريا التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق أمس (أ.ف.ب)
غير بيدرسن المبعوث الأممي إلى سوريا التقى وزير الخارجية السورية وليد المعلم في دمشق أمس (أ.ف.ب)

استأنف مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، أمس الأحد، مشاوراته حول العملية السياسية خلال زيارة له إلى دمشق يجري خلالها مباحثات «مفصلة» مع مسؤولين سوريين.
ووصل بيدرسن السبت إلى دمشق في ثالث زيارة للعاصمة السورية منذ تسلمه منصبه في يناير (كانون الثاني)، والتقى صباح أمس، وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وقال بيدرسن في تصريح للصحافيين أمام مقر إقامته في أحد فنادق دمشق عقب لقائه المعلم: «أجرينا مباحثات مفصلة ومهمة وسنتابع النقاش بعد ظهر اليوم»، مضيفاً «من الإنصاف القول بأننا نتطرق الآن إلى كافة المسائل (...) وقد باتت كلها على الطاولة». بحسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أنه جرى خلال اللقاء «استعراض الجهود المتواصلة المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي لحل الأزمة في سوريا واستكمال المشاورات المتعلقة بالعملية السياسية، بما في ذلك لجنة مناقشة الدستور».
وزار بيدرسن دمشق في 17 مارس (آذار) الماضي، وبحث مع المعلم الحل السياسي للنزاع المستمر منذ أكثر من ثماني سنوات. كما قام في يناير (كانون الثاني) بأول زيارة له إلى دمشق منذ تسلمه منصبه خلفاً لاستيفان دي ميستورا.
وبيدرسن هو مبعوث الأمم المتحدة الرابع إلى سوريا. ومنذ توليه منصبه، عقد اجتماعات مكثفة مع مسؤولين حكوميين ومعارضين.
ويواجه بيدرسن، الدبلوماسي المخضرم، مهمة صعبة تتمثل بإحياء المفاوضات بين النظام والمعارضة في الأمم المتحدة، بعدما اصطدمت كافة الجولات السابقة التي قادها سلفه بمطالب متناقضة من طرفي النزاع.
وتمحورت جهود دي ميستورا في العام الأخير حول تشكيل لجنة دستورية، اقترحتها الدول الثلاث الضامنة لعملية السلام في آستانا، وهي روسيا وإيران حليفتا دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وتطالب المعارضة السورية بوضع دستور جديد للبلاد فيما يرغب النظام السوري بمناقشة الدستور القائم وإجراء تعديلات عليه.
في سياق آخر، وخلال لقائه مع مستشار الأمن الوطني رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، قال الرئيس بشار الأسد بأن ما تشهده الساحتان الإقليمية والدولية يحتم على سوريا والعراق «المضي قدما بكل ما من شأنه صون سيادتهما واستقلالية قرارهما»، محذرا من «مخططات التقسيم والفوضى التي يحيكها الأعداء من الخارج»، وأكد على أن «مصير المنطقة لا يقرره سوى شعوبها مهما عظمت التحديات».
وذكر بيان رئاسي سوري أن الرئيس الأسد استقبل صباح الأحد فالح الفياض مستشار الأمن الوطني العراقي، وتم التطرق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والتأكيد على «ضرورة تطويرها في مختلف المجالات». ونقل البيان الرئاسي عن الفياض قوله، إن «قوة سوريا وانتصارها على الإرهاب هو انتصار للعراق أيضا، وبالعكس فإن أي إنجاز عسكري في الجانب العراقي يصب في مصلحة استقرار سوريا».
ورأى الأسد في الاجتماع الذي حضره السفير السوري في العراق صطام الدندح، أن «تعزيز العلاقات بين البلدين يصب في مصلحة الشعبين الشقيقين لاستكمال القضاء على بؤر الإرهاب من جهة وبما يخدم مصالحهما المشتركة وكسر الحواجز المختلفة والمفروضة بينهما من جهة أخرى».
وكان مصدر في وزارة النقل السورية قد أعلن في وقت سابق، أن العمل مستمر لربط السكك الحديدية في سوريا والعراق وضم إيران إليه، وصولا إلى الصين، في مشروع قديم واستراتيجي توقف خلال الحرب في سوريا.
من جانبها كشفت وزارة النقل العراقية عن مباحثات لربط السكة الحديد بين إيران والعراق وسوريا، وذكرت أن ذلك سيسمح بتعزيز حجم التبادل التجاري والسلعي بين الدول الثلاث، وحفز الاستيراد والتصدير مع الدول الأخرى.
صحيفة «الوطن» السورية القريبة من النظام، نقلت عن مصدر في وزارة النقل، قوله بأن ممثلين عن سوريا والعراق وإيران بصدد الاجتماع لتحديد الخطوات التنفيذية لمشروع ربط الموانئ السورية على البحر الأبيض المتوسط، مع إيران عبر العراق. كما أشار المصدر إلى وجود تفاهمات مع الجانب الصيني ليشارك في هذا المشروع، ليصبح رديفا لطريق الحرير وتستفيد منه سوريا والعراق وإيران والصين وباكستان وغيرها. كما بين المصدر أن ربط السكك بين سوريا والعراق، وصل إلى مراحل متقدمة في سوريا.
يشار إلى أن هذا المشروع تعرض قسم منه للدمار خلال الحرب، ما أدى إلى توقف المشروع في سوريا. ويجري العمل حاليا لتحديد حجم الخسائر، وتقدير كلفة إعادة تأهيل الخط واستيراد قطارات جديدة.
إنجاز العمل بخط السكك الحديدية الذي يربط الموانئ السورية مع إيران، أعلن عنه بعد حصول الأخيرة على عقد إدارة ميناء الحاويات في اللاذقية على البحر المتوسط، وذلك في أعقاب فرض عقوبات أميركية على إيران عرقلت وصول البواخر الإيرانية المحملة بالنفط إلى الموانئ السورية، ما أدى إلى أزمة وقود خانقة في سوريا منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.