هجمات ومعارك دامية في عدد من الولايات الأفغانية

{طالبان} تستولي على منطقتين... والطرفان يتحدثان عن عشرات القتلى

مصابون أفغان يتلقون العلاج في مستشفى حكومي بعد يوم واحد من بدء الهجوم الربيعي لطالبان في مقاطعة قندوز أول من أمس (رويترز)
مصابون أفغان يتلقون العلاج في مستشفى حكومي بعد يوم واحد من بدء الهجوم الربيعي لطالبان في مقاطعة قندوز أول من أمس (رويترز)
TT

هجمات ومعارك دامية في عدد من الولايات الأفغانية

مصابون أفغان يتلقون العلاج في مستشفى حكومي بعد يوم واحد من بدء الهجوم الربيعي لطالبان في مقاطعة قندوز أول من أمس (رويترز)
مصابون أفغان يتلقون العلاج في مستشفى حكومي بعد يوم واحد من بدء الهجوم الربيعي لطالبان في مقاطعة قندوز أول من أمس (رويترز)

تصاعدت الهجمات والمعارك في أفغانستان بعد إعلان طالبان عن موسم عملياتها الجديد وإدانة الحكومة الأفغانية لإعلان طالبان». فقد أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن هجوم وقع ليلة أول من أمس في شرق أفغانستان، في حين تعرض مركز للشرطة في كابل لهجوم بعد أسابيع من الهدوء النسبي في العاصمة، وذلك غداة إطلاق الحركة هجومها السنوي لفصل الربيع. وقال المتحدث باسم ولاية ننجرهار عطاء الله خوغياني لوكالة الصحافة الفرنسية، إن مقاتلي طالبان «فجروا في بادئ الأمر شاحنة مفخخة ثم شن مسلحون الهجوم» على مقر مقاطعة شيرزاد في شرق البلاد. وأكدت وزارة الدفاع في بيان أن «قوات الأمن قاومت بشراسة الهجمات بسلاح المدفعية». ولفت خوغياني إلى أن 27 مقاتلا من طالبان، قتلوا وجرح 32 آخرون في المعارك التي أسفرت أيضا عن مقتل جنديين أفغانيين وجرح ثمانية آخرين.
من جهته، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد إن «أكثر من مائتي جندي قتلوا أو جرحوا».
ومساء أمس السبت، قتل شخص وجرح ستة آخرون جراء إطلاق قنبلتين يدويتين على آلية عسكرية في وسط كابل، حسب المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم على الفور. كما تعرض مركز للشرطة المركزية في كابل لهجوم، في أول حادثة من هذا النوع في العاصمة الأفغانية منذ أسابيع عدة.
كذلك انطلقت معارك في أجزاء مختلفة من البلاد، وأشار المسؤول في القطاع الطبي نعيم منغل إلى أن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 62 آخرون في الهجوم الذي شهدته ليلا كبرى مدن ولاية قندوز شمال أفغانستان. كذلك جرح سبعة شرطيين على الأقل أول من أمس في هجوم استهدف دورية في ولاية غور. وأعلنت حركة طالبان الجمعة إطلاق هجومها السنوي لفصل الربيع الذي يمثل عادة بداية ما يُعتبر أنه «موسم المعارك»، رغم أن السنوات الأخيرة شهدت استمرارا للقتال خلال الشتاء. وكان أربعة جنود رومانيين جرحوا أمس السبت في منطقة قندهار في جنوب أفغانستان خلال هجوم لمسلحين على رتل مركبات مصفحة تابع للقوة الرومانية المشاركة في قوات حلف الأطلسي في أفغانستان، وفقا لوزارة الدفاع الرومانية.
وأشارت الوزارة إلى أن العسكريين الرومانيين تعرضوا لإطلاق نار وألقيت عليهم عبوة ناسفة يدوية الصنع، لكنهم «صدوا الهجوم مستفيدين من المؤازرة البرية والجوية من القوات الأميركية».
ونُقل الجرحى إلى المستشفى في القاعدة الجوية في قندهار وحالتهم مستقرة». وينتشر حاليا 690 جنديا رومانيا في أفغانستان تحت راية حلف شمال الأطلسي في إطار عملية «الدعم الحازم» التي تشمل خصوصا 14 ألف عسكري أميركي. ويتولى الجنود الرومانيون مسؤولية الأمن في مطار قندهار». وقضى نحو ثلاثين جنديا رومانيا وجرح عشرات آخرون منذ بدء تدخلهم في أفغانستان العام 2003.
وأعلنت حركة طالبان السبت مسؤوليتها عن هجوم شهده شرق البلاد ليل الجمعة غداة الإعلان عن إطلاق هجومها السنوي في الربيع، وأطلقت الحركة على هذا الهجوم الجديد اسم «عملية الفتح»، وأعلنت الحركة عن سلسلة عمليات قامت بها قواتها ضد القوات الحكومية في عدد من الولايات، فقد هاجم مسلحون من طالبان نقطة أمنية للقوات الحكومية في سروبي شرق كابل، ولم تتوفر تفاصيل عن الهجوم ونتائجه». فيما هاجم مسلحون من طالبان نقطة أمنية في ولاية كابيسا شمال شرقي كابل مما أسفر عن مقتل جندي حكومي، فيما قام مسلحون آخرون من طالبان بشن هجمات على نقطتين أمنيتين في ولاية غزني ولم تعط طالبان تفاصيل الخسائر التي تحدثت عنها في صفوف القوات الحكومية، كما تواصلت الاشتباكات في ولاية قندوز الشمالية حيث تحدثت طالبان عن تدمير مدرعة ومقتل ستة جنود حكوميين، فيما قتل وأصيب ستة جنود حكوميين في ولاية بلخ الشمالية نتيجة هجوم على نقطة أمنية في منطقة جمتال». وشهدت ولاية قندهار هجمات جديدة من قوات طالبان على القوات الحكومية حيث أعلنت حركة طالبان مقتل سبعة من الجنود الحكوميين وإصابة آخر بجراح خطيرة بعد مهاجمة طالبان نقطة أمنية في منطقة المركز الطبي بولي كيلنيك». وشن مسلحو طالبان هجوما على 3 نقاط أمنية للقوات الحكومية في مديرية موقور في ولاية بادغيس مما أسفر عن إلحاق خسائر مادية، ولم يتبين سقوط قتلى أو جرحى في القصف. وشهدت بادغيس كذلك مقتل خمسة من الجنود الحكوميين وإصابة ثمانية آخرين في مرغاب التي تحاصرها قوات طالبان، كما شهدت الولاية قيام طالبان بإطلاق سراح 128 من القوات الخاصة الأفغانية والشرطة في مرغاب بعد أيام من أسرهم واستسلام بعضهم لقوات طالبان، وذلك في خطوة من قوات طالبان لحث بقية الجنود والشرطة الحكومية على ترك العمل مع الحكومة الأفغانية وطمأنتهم بعدم وقوع أي أذى ضدهم من قوات طالبان». وقتل ثمانية جنود حكوميين في منطقة بتاوك في ولاية فراه غرب أفغانستان بعد هجوم ليلي شنته قوات طالبان على النقاط الأمنية الحكومية.
وأبلغ نقيب الله داقق حاكم منطقة سانغ تشرك في ولاية ساريبول وكالة باختر الرسمية سقوط بلدتين في المديرية بيد قوات طالبان، ونقلت الوكالة عن داقق تأكيده سقوط قريتي خواجا سورخ وأرتشتو بيد قوات طالبان، لكنه قال إن القسم الشرقي من بلدة أرتشتو ما زال بيد القوات الحكومية. وحسب قول حاكم المديرية فإن أحد رجال الميليشيا الحكومية قتل فيما جرح عنصر آخر. ونقلت الوكالة عن سكان محليين قولهم إن القريتين سقطتا بالكامل بيد قوات طالبان التي أعلنت في بيان لها سيطرة قواتها على القريتين.
ولقي إعلان طالبان عن موسم جديد للعمليات إدانة من الحكومة الأفغانية والمبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، وأعربت الحكومة الأفغانية عن أسفها لما قالت إن إعلان طالبان يأتي «في وقت تُبذل جهود بمبادرة من الحكومة لإنهاء الحرب» فيما «تخوض حركة طالبان محادثات سلام» مع الولايات المتحدة.
ولفت القصر الرئاسي إلى أن «المضي في الحرب لا يخدم أحدا».
لكن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد رد على الحكومة الأفغانية بقوله «لا بد من التنويه إلى استمرار تمسكنا بمسار المفاوضات الدائرة حاليا وبحل سلمي (للنزاع) لكن لا يمكننا البقاء متفرجين إزاء العمليات العسكرية والجرائم التي يرتكبها الغزاة (الأميركيون) وأعوانهم في الداخل (السلطات في كابل)».
واختُتمت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية بقيادة المبعوث الأميركي زلماي خليل زاد في مارس (آذار) في قطر.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».