العبادي يرفض سقوف المطالب العالية وسياسة لي الأذرع في تشكيل الحكومة

تعهد بحل الخلافات في إطار الدستور.. وأكد أنه لا خطر من تسليح البيشمركة

رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

العبادي يرفض سقوف المطالب العالية وسياسة لي الأذرع في تشكيل الحكومة

رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي يتحدث في مؤتمر صحافي ببغداد أمس (إ.ب.أ)

في أول مؤتمر صحافي له بعد تكليفه في العاشر من أغسطس (آب) الحالي بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة أكد رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أنه يرفض سياسة لي الأذرع في المفاوضات الجارية مع الكتل السياسية فيما أبدت الكتلتان السنية والكردية استعدادهما للتعاون مع عدم التنازل عن الضمانات الخاصة بآليات التنفيذ مستغربتين الحديث عن وجود ما باتت تطلق عليه بعض الأطراف داخل التحالف الوطني (الشيعي)، وبالذات المقربة من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، بالسقوف العالية.
وقال العبادي في مؤتمره الصحافي إن «المفاوضات مع الكتل السياسية إيجابية وبناءة ونأمل خلال اليومين المقبلين أن تكون هنالك رؤية موحدة لبرنامج حكومي»، مشددا على «ضرورة ترشيح الكتل السياسية، أعضاءها في الحكومة في أسرع وقت ممكن». وأضاف العبادي أن «الحكومة تستوعب كل الطاقات وتضم كل المكونات ونحتاج خلال الفترة المقبلة إلى تعزيز الثقة بين الكتل السياسية». وأعلن العبادي رفضه «لكل السقوف العالية من المطالب وسياسة لي الأذرع»، موضحا أنه «لا توجد هنالك فكرة لتشكيل الحكومة من قبل التحالف الوطني فقط».
على صعيد آخر، دعا رئيس الوزراء المكلف إلى «حصر السلاح بيد الدولة، والحشد الشعبي إلى التحرك بالتنسيق مع القوات الأمنية»، مؤكدا «التزامه بحل المشكلات العالقة بين حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية وفق الدستور»، ومرحبا في الوقت ذاته «بالتعاون بين قوات البيشمركة والجيش، في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي». وقال العبادي إن «تسليح البيشمركة لا يشكل أي خطر، وإن التسليح تم بالتنسيق مع بغداد» داعيا الكتل السياسية إلى «توحيد خطابها في مواجهة الإرهاب».
ودان العبادي «الجريمة البشعة التي ارتكبت في جامع مصعب بن عمير في محافظة ديالى» مشيرا إلى أن «كل المجازر التي ترتكب بحق المدنيين من قبل الجماعات المسلحة والميليشيات هي مدانة ومرفوضة». وكشف العبادي عن أن «وزارة الداخلية أصدرت مذكرة قبض بحق أربعة يشتبه بتورطهم بحادثة مسجد مصعب بن عمير». ولم يذكر العبادي «الجهة التي ينتمي إليها هؤلاء الأربعة»، مكتفيا بالقول: إنهم «مسلحون ينتمون إلى جماعات إرهابية».
من جانبها، أكد عدد من الكتل السياسية استعدادها لإبداء أقصى ما يمكن من تعاون من أجل إنجاح مهمة العبادي. وقال القيادي في تحالف القوى العراقية عصام العبيدي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «المطالبة بالحقوق المشروعة التي حتى حكومة المالكي اعترفت على الأقل بعدد منها برغم عدم تنفيذها لشيء لا يعني سقوفا عالية لأن العودة إلى سياسة التهميش والإقصاء وعدم المشاركة في صنع القرار السياسي لن تؤدي إلى أي استقرار في البلد ولا يمكن تحقيق أي نتيجة». وأضاف: «إننا نعرف أن المفاوضات فيها الكثير من الشد والجذب بل وحتى السقوف العالية لكن هناك فرقا بين من يفكر بالحصول على أكبر قدر من التنازل في صفقة ما وبين من يسعى لتخطي سلبيات وإشكالات وأزمات المرحلة السابقة التي كان سببها الرئيس عدم الاعتراف بالآخر». وأوضح العبيدي أنه «في حال بقيت نظرة البعض قاصرة ويرى أن الطرف الآخر يريد أن يسلب منه حقا اكتسبه فإنه يرتكب خطأ مميتا لأن الفشل وعلى كل المستويات كان عنوان المرحلة الماضية فمن يريد تكرار تلك التجربة فعليه أن يتحمل المسؤولية وحدها لأننا لم يعد بوسعنا أن نكون شهود زور أمام جمهورنا». بدورها، أكدت كتلة التحالف الكردستاني أن «مبدأ حسن النوايا موجود لدينا وهو مهم في العملية السياسية لكنه لا يكفي لا سيما أننا نريد تخطي كل سلبيات الماضي». وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني، فرهاد حسن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «الأمر المهم بالنسبة لنا هو الضمانات لتنفيذ ما حدده الدستور وبالتالي فإن هذه ليست شروطا تعجيزية بل هي مطالب طبيعية لأننا طوال المرحلة الماضية كنا دائما نؤكد على أهمية وضرورة الالتزام بالدستور»، مشيرا إلى أنه «لو تم تنفيذ المادة 140 في موعدها وتشريع قانون النفط والغاز وحسم الخلافات حول البيشمركة وغيرها لما وصلنا إلى المرحلة التي نحتاج فيها إلى الضمانات لأن الثقة فقدت إلى حد كبير».
أما كتلة التحالف المدني الديمقراطي، وعلى لسان النائب مثال الآلوسي، فترى أن «الأمور حتى الآن لا جديد فيها بحيث يمكن أن يجعلنا نطمئن أن شيئا ما قد تغير، إذ أن المفاوضات تجري بين الكتل على أسس طائفية وعرقية لكن باسم التوافق والنزاهة والكفاءة وهي تسميات جرى ترديدها خلال السنوات الثماني الماضية كثيرا». وأضاف الآلوسي أن «قوى التحالف المدني والديمقراطي ستبقى تصر على التغيير وعدم المشاركة طالما بقيت الكتل السياسة أسيرة لمصالحها الحزبية والمناطقية والعرقية والطائفية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.