تشي آدمز نجم «برمنغهام» على خطى البرازيلي رونالدو

انتقل المهاجم الإنجليزي الشاب تشي آدمز، وهو في الثامنة عشرة من عمره، من نادي إلكيستون إلى نادي شيفيلد يونايتد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014 مقابل 135 ألف جنيه إسترليني. لكن مساء الأربعاء المقبل، سيكون آدمز ضمن تشكيلة نادي برمنغهام سيتي وسيسعى جاهدا لإحباط محاولات فريقه السابق للصعود للدوري الإنجليزي الممتاز، بعد خمسة أيام فقط من إضعاف آمال ليدز يونايتد في التأهل المباشر للدوري الإنجليزي الممتاز.
ومنذ وقت ليس ببعيد، كان بيلي شارب وكريس باشام - وهما اثنان من أبرز لاعبي شيفيلد يونايتد تحت قيادة المدير الفني الإنجليزي كريس وايلدر - يلعبان في نفس الفريق مع آدمز، الذي استمتع على المستوى الشخصي بأفضل موسم له على الإطلاق، على الرغم من أن برمنغهام سيتي يواجه صعوبات كبيرة بسبب خصم تسع نقاط من رصيده بسبب انتهاكه لقواعد مالية تتعلق بالربحية والاستدامة. وينافس آدمز بقوة على لقب هداف دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، حيث سجل 22 هدفا، ليأتي في المركز الثاني في صدارة هدافي البطولة خلف لاعب نوريتش سيتي، تيمو بوكي، الذي سجل 26 هدفا.
وقد جذب آدمز الأنظار إليه بقوة بفضل الأداء الرائع الذي يقدمه خلال الموسم الحالي، وقد رشح لجائزة أفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى، إلى جانب كل من شارب وبوكي. وقد أكد المدير الفني لمنتخب اسكوتلندا، أليكس ماكليش، على أنه يريد ضم المهاجم المولود في ليستر سيتي إلى صفوف المنتخب الاسكوتلندي. وقد مثل آدمز المنتخب الإنجليزي في صفوف الشباب، لكن يحق له اللعب لاسكوتلندا أيضا بسبب أصوله الاسكوتلندية.
وكان نادي كوفنتري سيتي قد تخلى عن خدمات آدمز عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، لينتقل بعد ذلك إلى نادي إلكيستون. ولم يكن كيفين ويلسون، مهاجم تشيلسي السابق، وفيل والر، لاعب ديربي كاونتي السابق، اللذان قاما باختيار آدمز للانضمام لنادي إلكيستون يتوقعان أن يتألق اللاعب الشاب بهذا الشكل اللافت، إذ سرعان ما تألق آدمز في صفوف الفريق الذي كان يلعب في دوري الدرجة السابعة وسجل تسعة أهداف.
يقول ويلسون عن ذلك: «لقد كان يتسبب في مشكلات دائما للمدافعين بسبب سرعته. لقد برز بشكل لافت، كما كان قويا للغاية من الناحية البدنية. أعتقد أنه في إحدى المباريات، كان هناك مندوبون من 40 ناديا لمشاهدته، كما كان هناك نحو 15 أو 16 وكيل أعمال يريدون التوقيع معه. لا أنسى أبدا ذلك الهدف الرائع الذي سجله في مرمى نادي «إف سي يونايتد أوف مانشستر»، الذي يلعب في دوري الدرجة السادسة، عندما تسلم الكرة من نصف ملعب فريقه وراوغ عددا كبيرا من اللاعبين قبل أن يضع الكرة في الشباك».
وأضاف: «لقد أظهر التزاما كبيرا، كان يعيش في ليستر سيتي ويدرك جيدا أن الوصول إلى القمة لن يكون سهلا على الإطلاق. وعندما كان في السادسة عشرة من عمره، تحمل الكثير هو وعائلته لكي يظل هناك، لأنه لم يكن يتقاضى أي مقابل مادي بسبب حصوله على منحة دراسية. في الحقيقة، يجب أن نشيد به كثيرا، لأنه كان يأتي في حافلة الساعة السادسة والنصف صباحا لتلقي دروسه التعليمية. إنه يستحق كل ما وصل إليه، لأنه عمل بكل جد لكي يصل إلى ما هو عليه الآن».
ويتذكر مات بيكر، الذي عاد منذ ذلك الحين إلى نادي إلكيستون تاون، عندما كان يلعب بجوار آدمز، على ملعب «نيو مانور غراوند»، قائلا: «كنا متأخرين بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، ونزل آدمز قبل نهاية المباراة بنحو نصف ساعة وسجل هدفين وصنع هدفا. وكانت هذه هي اللحظة التي أدرك عندها الجميع أنه سيكون لاعبا كبيرا. وبعد نحو شهر من تصعيده إلى الفريق الأول بالنادي، لم يكن الأمر يتعلق بما إذا كان سيرحل عن النادي أم لا، بل كان يتعلق بمتى سيرحل. لقد كان آدمز يلعب خلف رأس الحربة ويتحرك بحرية داخل الملعب وكان يقدم مستويات استثنائية. وفي كل مرة كان يسجل فيها هدفا، كان الناس يقولون إن ذلك سيزيد قيمته السوقية بآلاف الجنيهات».
وقبل ثلاث سنوات، كان آدمز يلعب على حساب دومينيك كالفيرت لوين في التشكيلة الأساسية لنادي شيفيلد يونايتد، قبل أن ينتقل كالفريت لوين إلى إيفرتون. وقال وايلدر إنه بنفس الطريقة التي عبر بها كالفيرت لوين عن رغبته في الرحيل، أعلن آدمز أنه يريد أن يرحل عندما تلقى نادي برمنغهام سيتي عرضا بقيمة مليوني جنيه إسترليني في أغسطس (آب) 2016. وبعد بداية بطيئة تحت قيادة غاري مونك، بدأ آدمز يتألق ويسجل مزيدا من الأهداف خلال الموسم الحالي، ولذا لم يكن من قبيل المصادفة أن غيابه عن التهديف في المباريات الخمس الأخيرة قد أدى لخسارة الفريق في أكثر من مباراة.
ويرى أولئك الذين عملوا مع آدمز أنه يشبه إلى حد كبير نجم بورنموث، كالوم ويلسون، الذي بدأ أيضاً مسيرته مع كوفنتري سيتي ولعب لبعض الوقت مع ناد للهواة، وكان في هذه الحالة هو نادي كيتيرينغ، في حين أن عمر بوغل، الذي لعب إلى جانب آدمز في وقت سابق من هذا الموسم، يرى أن المهارة الفطرية التي يتميز بها آدمز في إنهاء الهجمات تذكره بجيرمين ديفو.
ويقول بوغل: «هو يشبهه من الناحية الجسدية ومن حيث قدرته على التسديد من مسافات بعيدة. ربما يكون آدمز أقوى من الناحية البدنية، لكنه داخل وحول منطقة الجزاء يشبه ديفو، حيث يتميز بالسرعة الفائقة في اتخاذ القرار وتسديد الكرة. إنه مهاجم شامل، ومن المؤكد أنه لم يصل إلى هذا المستوى بين عشية وضحاها. لقد كان دائماً لاعباً رائعاً، لكنه الآن حصل على ثقة ودعم من المدير الفني، ويمكنه الآن صناعة الفارق بالنسبة لفريقه».
ويشعر المسؤولون في نادي إلكيستون بالفخر الشديد بسبب ما وصل إليه آدمز، لكنهم كانوا يتوقعون ذلك. ومن المرجح أن يكون الدوري الإنجليزي الممتاز هو المحطة القادمة لآدمز، خاصة بعدما أظهر ساوثهامبتون وبيرنلي رغبتها في الحصول على خدماته في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. يقول بيكر: «أنا أدرس في أكاديمية الناشئين بالنادي، الذي يضع هناك صورة كبيرة لآدمز لتشجيع اللاعبين الشباب على الوصول إلى ما وصل إليه يوما ما. إنه من نوعية اللاعبين الذين تحب الأجيال التالية من اللاعبين أن تحقق ما حققه».
وبفضل ما يقدمه تشي آدمز، يطلق عليه جمهور برمنغهام سيتي اسم «تشيليه»، تشبيها بالأسطورة البرازيلية بيليه، لكن بيكر يقول إنه يذكره بلاعب برازيلي آخر، مضيفا: «إنه يذكرني بالنجم البرازيلي رونالدو، حيث يمتلك موهبة فطرية. لا يمكنني أن أقول إنه يمتلك سرعة هائلة، لكنه قوي للغاية من الناحية البدنية. إنه قادر على المرور من المدافعين بسهولة، كما يمكنه استغلال أنصاف الفرص أمام المرمى».