هادي يدعو إلى لقاء وطني موسع لتدارس التطورات و«الاشتراكي» يطلق مبادرة

عضو في «الرئاسية» اليمنية يكشف لـ {الشرق الأوسط} تفاصيل مفاوضاتهم مع الحوثي

هادي يدعو إلى لقاء وطني موسع لتدارس التطورات و«الاشتراكي» يطلق مبادرة
TT

هادي يدعو إلى لقاء وطني موسع لتدارس التطورات و«الاشتراكي» يطلق مبادرة

هادي يدعو إلى لقاء وطني موسع لتدارس التطورات و«الاشتراكي» يطلق مبادرة

كشف أحد أعضاء اللجنة الرئاسية التي تفاوضت مع زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي في محافظة صعدة، عن خفايا تلك المفاوضات وموقف الحوثيين خلالها، في حين يكثف الرئيس عبد ربه منصور هادي من اجتماعاته مع قيادات الدولة اليمنية من أجل اتخاذ الإجراءات الاحتياطية لمواجهة أي أعمال عسكرية من قبل المتمردين. ودعا هادي إلى لقاء وطني موسع لتدارس التطورات.
وعن خفايا تلك المفاوضات التي جرت في محافظة صعدة من الخميس وحتى الأحد الماضيين، يقول الشيخ سلطان البركاني، عضو اللجنة الرئاسية القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء كان إيجابيا في اليوم الأول.. لكن الأمور تغيرت في اليوم الثاني والثالث، وعدنا إلى نقطة الصفر. وقال: «عرضنا (في اليوم الأول) حلولا نعتقد أنها مناسبة، تكفل إخراج الناس من الأزمة.. وأوضحنا خطورة التصعيد الجاري ووجود مخيمات على مداخل العاصمة».
وأضاف البركاني «طرحنا أفكارا متعلقة بحكومة وحدة وطنية وبمعالجات للأوضاع الاقتصادية وبموضوع الحوار الوطني الشامل.. واستجبنا للشروط الثلاثة الأهم التي وضعها الحوثي، ولكن للأسف في اليوم الثاني والثالث عدنا إلى نقطة الصفر ولم نجد استجابة كاملة».
وأضاف: «هذا أمر مؤسف ومحزن حيث تعززت المسيرات حول المطار ومنطقة حزيز.. ما يدل على عدم الاستجابة لمطالبنا، وشعرنا بخيبة أمل، رغم أننا قدمنا الكثير من الحلول التي استجابت للمطالب الحوثية والتي نراها في المنطق وفي إطار الوضع الاقتصادي والحقوق التي يمكن التعامل معها».
وردا على سؤال حول مطالب الحوثيين باستثناء المعلنة منها وهي إسقاط الحكومة والتراجع عن الإجراءات السعرية برفع الدعم عن المشتقات النفطية، قال البركاني إن «اللجنة الرئاسية طرحت على الحوثيين موضوع تشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراءات تحد من آثار الإجراءات الاقتصادية الأخيرة وتم الاتفاق معهم على تطبيق مخرجات الحوار الوطني الشامل كما جاء في نصوصها.. ولكن يبدو أن الحوثي طرح هذه المطالب كمقدمة لمطالب أخرى نحن لا نعرفها.. أما بالنسبة لمطالبهم التي أعلنوا عنها فقد لقيت استجابة كبيرة من الرئاسة اليمنية وكان عليهم أن يتجاوبوا مع ما طرح وأن لا يلجأوا إلى خيارات التصعيد أو الاستمرار في الأزمة لأن الثمن سوف يكون باهظا على الجميع.. ولا أعتقد أن أي عاقل، في هذه المرحلة يريد المزيد من المتاعب والصعاب».
وعما إذا كان لديه فكرة عن الخطوات التصعيدية المقبلة للحوثيين، رد البركاني بالقول: «ليس لدي معلومات ولكن بالتأكيد فإن أي تصعيد سيكون له آثار سلبية.. فالأجواء مشحونة والناس منقسمون وكل ذلك ستكون له مضاعفات خطيرة جدا». ونفى القيادي في حزب المؤتمر سلطان البركاني وجود أي تحالفات بين حزبه الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وحركة الحوثي التي تتمدد في شمال اليمن.
من جهة ثانية، عقد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، اجتماعا هاما بشأن التطورات الجارية في صنعاء وتصعيد الحوثيين وضم الاجتماع رئيس مجلس النواب (البرلمان)، يحيى علي الراعي، ورئيس حكومة الوفاق الوطني، محمد سالم باسندوة ونائبه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إضافة إلى مستشاري الرئيس واللجنة والوطنية الرئاسية التي زارت محافظة صعدة مؤخرا وعادت منها بعد لقائها بعبد الملك الحولي وبعض مساعديه. ودعا الرئيس اليمني إلى لقاء وطني موسع نهاية الأسبوع الحالي لتدارس التطورات الجارية.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الاجتماع أكد أن «على الحوثيين تحكيم العقل والمنطق والموضوعية بعيدا عن الشطحات الانفعالية التي سيكون لها أثر سيئ على الأمن والاستقرار بصورة شاملة ويتوجب عليها سحب الميليشيات المسلحة من مداخل العاصمة ورفع الخيام المسلحة من أجل تجنب الاحتكاكات مع قوات الأمن والجيش».
إلى ذلك، أطلق الحزب الاشتراكي اليمني، أحد شركاء الحكم في اليمن، نداء عاجلا لكافة الفرقاء السياسيين للخروج بالبلاد من الأزمة الراهنة في ظل تأزم الأوضاع بعد فشل الوساطة الرئاسية في الوصول إلى اتفاق مع زعيم الحوثيين، والحزب الاشتراكي هو أحد الأحزاب المنطوية تحت «اللقاء المشترك» الذي يضم عددا من الأحزاب، ومشاركا بحكومة الوفاق الحالية بـ3 مقاعد، وقال«الاشتراكي» في نداء أطلقه أمس، بأن اليمن يمر بمنعطف خطير وينزلق نحو المجهول في ظل تهيئة للعودة إلى العنف والصدامات المسلحة تحت عناوين وصفها بــ«ما دون الوطنية» قائلا بأنها تجاوزت مخرجات روح الحوار الوطني.
ودعا بيان الحزب الرئيس عبد ربه منصور هادي وكافة القوى السياسية إلى تحمل مسؤولياتهم واحتواء الموقف الذي يهدد صنعاء حاليا والمتمثل بجماعة الحوثي التي نصبت الخيام على كافة مداخل العاصمة صنعاء داعيا إلى تشكيل لجنة للجلوس مع الحوثيين والتفاهم معهم مطالبا بوقف عمليات التصعيد ووقف حملات التعبئة والتحريض والمسيرات والمسيرات المضادة، مقدما عدد من النقاط لاحتواء الوضع الحالي تمثلت فيما يلي:
1 - استمرار عمل اللجنة ومواصلة النقاش حول القضايا المثارة وأن لا يعلن عن فشل التفاهم ووقف حملات التصعيد بكافة أشكالها.
2 - يرفض الحزب استخدام القوة أو التلويح بها من قبل أي قوة سياسية أو مجتمعية وذلك لتحقيق المطالب السياسية على أي صورة كانت.
3 - تحقيق الشراكة السياسية في كل هيئات الدولة وخاصة الحكومة ومجلس الشورى والهيئات السياسية المعنية بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ووضع الترتيبات المناسبة لاستكمال بناء الدولة.
4 - إن التفاوض الجاد والمسؤول يجب أن تهيأ له شروط التهدئة بوقف التصعيد السياسي والجماهيري والإعلامي ووقف الضغوط أيا كان شكلها أو مصدرها، ويجب بهذا الصدد من رفع كل مظاهر التهديد والقوة من العاصمة ومحيطها.
5 - إن تخفيف المعاناة عن الشعب مسؤولية مشتركة ولا بد من تحقيق ذلك بوسائل لا يفهم منها إلا أنها تهدف إلى تحقيق هذا الغرض، وهناك مقترحات تقدمت بها كثير الأطراف يجب أن يتم تدارسها من منطلق تخفيف المعاناة على أن يقوم بذلك فريق اقتصادي تمثل فيه كافة الأطراف.
6. في هذه الهيئات بما فيها حكومة الوحدة الوطنية يتم تدارس كافة قضايا الخلاف الأخرى بما يؤدي إلى تحقيق التوافق بعيدا عن نزعة فرض الإرادات.
على صعيد آخر، قالت مصادر قبلية في محافظة الجوف لـ«الشرق الأوسط» إن من يوصفون بمقاتلي اللجان الشعبية تمكنوا، أمس، من السيطرة على معقل الحوثيين في مديرية الغيل بمحافظة الجوف في شرق اليمن، وذلك بعد معارك عنيفة تجري منذ نحو شهر في تلك المحافظة النائية والتي تؤكد المصادر القبلية أنها خارج سيطرة الدولة، وما زالت الكثير من المناطق في محافظة الجوف تشهد مواجهات عنيفة بين ميليشيا الحوثيين ومسلحين تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المشارك في حكومة الوفاق الوطني.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.