العالمة المساهمة في إخراج صورة الثقب الأسود تتعرض للانتقاد والسخرية

العالمة كايتي بومان (سي إن إن)
العالمة كايتي بومان (سي إن إن)
TT

العالمة المساهمة في إخراج صورة الثقب الأسود تتعرض للانتقاد والسخرية

العالمة كايتي بومان (سي إن إن)
العالمة كايتي بومان (سي إن إن)

ذكر تقرير صحافي أن العالمة الشابة كاتي باومان، المساهمة في تطوير نظرية أدت إلى التقاط أول صورة فوتوغرافية للثقب الأسود، والتي أعلن عنها الأربعاء الماضي، تتعرض للسخرية بشكل واسع عبر الإنترنت.
وتابع تقرير لموقع «ذا فيرج» أن باومان، وهي تعمل أستاذا مساعدا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، تلقت «قلوب» الإعجاب من كثيرين حول العالم على صورتها عبر «فيسبوك» وفي خلفها أول صورة للثقب الأسود، وتظهر في الصورة وهي تضع يدها أمام فمها، وأورد المواقع أن تلك الصورة «جذبت الانتباه لها».
لكن مع هذا الإعجاب، لم تتوقف التعليقات الساخرة عليها، وجاءت بعض التعليقات أن العالمة هي جزء من فريق كبير، وليست هي الوحيدة التي شاركت في هذا الإنجاز العلمي، في انتقاد لها.
ونشر آخرون صورة للفريق العلمي المساهم في التقاط صورة الثقب الأسود، وأوضحوا أنه يضم قرابة 200 باحث يعملون في 60 مؤسسة مرموقة، كما أنهم يتحدرون من نحو 18 دولة حول العالم، وليست بومان وحدها.
ودافعت بعض التعليقات عن بومان، وأن بفضل جهودها وغيرها من النساء في الفريق لم تكن تظهر صورة الثقب الأسود الأولى.
وتابع تقرير «ذا فيرج» أنه «من الصعب الاحتفاظ بأسماء كل العلماء المشاركين في هذا الإنجاز العلمي غير المسبوق، لكن ربما نتذكر صورة بومان المبهجة حول الاكتشاف».
وتابع الموقع التقني: «إنه لأمر رائع أن نسمع قصة بومان. كما أنه لأمر فظيع أن يهاجم الناس مصداقية بومان لأنه تم إخبار قصتها. ومن الصحيح أيضاً أنها لا تحمل وحدها كامل وزن هذا الإنجاز العلمي المدهش. وإن القول بأنها جزء من فريق لا يقلل أبدا من عملها».
وأورد موقع «ذا فيرج» أن حالة بومان تسلط الضوء على ما تتعرض له النساء من ظلم في الوسط العلمي، وأشارت إلى دراسة في 2013 كشفت أن النساء يتلقين أجورا أقل في الوسط الأكاديمي.
وأكد الموقع أنها لم تنكر مجهود الفريق، وكل ما فعلته، وهو أنها التقطت صورة مؤثرة خلال لحظات متقدمة من المشروع ثم قالت في تعليق مرفق، إنها تكاد لا تصدق الصورة التي قامت بإخراجها.
وكانت الصورة التاريخية للثقب الأسود، التي التقطتها شبكة من ثمانية تليسكوبات مرتبطة ببعضها - ويطلق عليها تليسكوب أفق الحدث «إيفنت هوريزون تيلسكوب» قد أنتجت باستخدام البرنامج الذي طورته باومان، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي».
وواجه العلماء صعوبة كبيرة في التقاط الصورة بالنظر إلى بُعد الثقوب السوداء فضلا عن وجود حلقة مفقودة في البيانات الضرورية للحصول على صورة، وأوضح باحثون أن هذه العملية تشبه التقاط صورة من كوكب الأرض لبرتقالة موجودة على سطح القمر.
وبفضل الخوارزمية التي طورتها العالمة الشابة، إلى جانب خوارزميات أخرى، استطاع العلماء أن يحصلوا على ما يكفي من البيانات الضرورية لالتقاط صورة الثقب الأسود.
وبعدما التقط التليسكوب، بيانات، على مدار السنوات، أشرفت الشابة وفريقها على التحقق من الصور وقالت في تصريح صحافي إن الفريق اختبر عدة خوارزميات حتى يرى ما إذا كان من الممكن أن يحصل على صورة.
وقبل ثلاث سنوات، أشرفت بومان على اكتشاف الخوارزمية، ثم تخرجت من دراستها في علوم الحاسوب والذكاء الصناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.


مقالات ذات صلة

تكنولوجيا تظهر هذه الصورة غير المؤرخة المقدمة من شركة «فايرفلاي آيروسبايس» مركبة الهبوط القمرية «بلو غوست ميشين» المجمعة بالكامل (أ.ف.ب)

شركة أميركية خاصة سترسل قريباً مركبة إلى القمر

سترسل شركة «فايرفلاي آيروسبايس» الأميركية مركبة فضائية إلى القمر في منتصف يناير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
علوم الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

الذكاء الاصطناعي نجح في إنجاز محرك صاروخي متطور في 3 أسابيع

نجح الذكاء الاصطناعي في تصنيع محرك صاروخي متطور بالطباعة التجسيمية.

جيسوس دياز (واشنطن)
يوميات الشرق رسم توضيحي فني لنجم نيوتروني ينبعث منه شعاع راديوي (إم تي آي نيوز)

كشف مصدر إشارة راديو غامضة سافرت 200 مليون سنة ضوئية لتصل إلى الأرض

اكتشف علماء انفجاراً راديوياً غامضاً من الفضاء عام 2022، وقع في المجال المغناطيسي لنجم نيوتروني فائق الكثافة على بُعد 200 مليون سنة ضوئية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق يتم رصد القمر وكوكب الزهرة في السماء فوق المجر (إ.ب.أ)

هواة مراقبة النجوم يشهدون كوكب الزهرة بجانب الهلال

يبدو أن شهر يناير (كانون الثاني) سيكون شهراً مميزاً لرؤية الظواهر السماوية النادرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
TT

شراكة سعودية - صينية لتعزيز الحفاظ على التراث بالعلا

شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)
شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية (الشرق الأوسط)

وقّعت الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وأكاديمية «دونهوانغ» الصينية شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الثقافي والسياحي والتراثي بين المملكة والصين، وتُمثل هذه الشراكة علامة فارقة في العلاقات السعودية - الصينية، إذ تجمع بين خبرات أكاديمية «دونهوانغ» التي تمتد لأكثر من 8 عقود في أبحاث التراث والحفاظ الثقافي، والتزام الهيئة الملكية لمحافظة العلا بالحفاظ على التراث الثقافي الغني للعلا ومشاركته مع العالم.

وتتولى أكاديمية «دونهوانغ» إدارة كهوف «موغاو»، وهي مجمع يضم 735 كهفاً بوذياً في مقاطعة «قانسو»، تم تصنيفه موقعاً للتراث العالمي للـ«يونيسكو» في عام 1987، وتشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم.

وبوصفها بوابة مهمة إلى الغرب، كانت «دونهوانغ» مركزاً رئيسياً للتجارة على طريق الحرير، في حين شكّلت العلا ملتقى للحضارات القديمة؛ حيث ربطت بين ثقافات شبه الجزيرة العربية، وأسهمت في تبادل المعرفة والتجارة عبر العصور.

وتُشكل المنطقتان مركزاً حيوياً للتجارة والمعرفة والتبادل الثقافي، ما يجعل هذه الشراكة متماشية مع الإرث التاريخي المشترك.

وتهدف الشراكة إلى توحيد الجهود بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وأكاديمية «دونهوانغ» للحفاظ على تراث وتقاليد المحافظة، وقد نالت الأكاديمية إشادة دولية من قبل «اليونيسكو» والبنك الدولي والحكومة الصينية؛ تقديراً لجهودها في الحفاظ على كهوف «موغاو».

تشتهر كهوف «موغاو» بجدارياتها ومنحوتاتها التي تعكس تلاقي الثقافات على طول طريق الحرير القديم (الشرق الأوسط)

وستسهم الشراكة في تطوير برنامج شامل للحفاظ على المواقع والمعالم التاريخية في غرب الصين والعلا، إضافة إلى تنظيم معارض أكاديمية وبرامج تبادل للموظفين والعلماء.

وقالت سيلفيا باربون، نائب رئيس الشراكات الاستراتيجية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا: «لطالما جمعت بين السعودية والصين علاقة تاريخية عميقة، تجاوزت المسافات واختلاف الفترات الزمنية، لتربط بين الشعوب والأماكن، واليوم نواصل تعزيز هذه الروابط من خلال تعاوننا المثمر مع المؤسسات الرائدة والوجهات الحاضنة لأبرز المعالم التاريخية في العالم».

وأضافت: «بصفتنا حماة لبعض من أهم المواقع الثقافية في العالم وروّاداً لتراثنا الإنساني المشترك، تنضم أكاديمية (دونهوانغ) إلى الهيئة في طموحنا لجعل العلا مركزاً للبحث والاكتشاف في مجالات الثقافة والتراث والسياحة، في حين نواصل التجديد الشامل للعلا».

وتأتي هذه الشراكة عقب انطلاق معرض السفر السعودي، الذي نظمته الهيئة السعودية للسياحة؛ حيث تميّزت العلا بمشاركة لافتة من خلال جناح مميز في حديقة «تيان تان» بالعاصمة الصينية بكين، والذي سلّط الضوء على التراث الطبيعي والثقافي الغني للعلا.

وتزامنت هذه المشاركة مع توقيع اتفاقية تعاون جديدة بين وزارتي الثقافة السعودية والثقافة والسياحة الصينية لإطلاق العام الثقافي السعودي الصيني 2025.

من جانبه، قال الدكتور سو بوه مين، مدير أكاديمية «دونهوانغ»: «نحن فخورون بالدخول في هذه الشراكة مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وتُمثل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو ربط تاريخنا الثقافي الغني وتعزيز جهود الحفاظ على التراث».

وأضاف: «من خلال مشاركة خبراتنا ومواردنا، نسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي، وتعميق الفهم المتبادل، وابتكار برامج جديدة تُفيد المجتمع في الصين والسعودية، ونتطلع إلى تعاون مثمر يلهم ويثقف الأجيال القادمة».

وفي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، استضافت المدينة المحرّمة -موقع التراث العالمي للـ(يونيسكو) في بكين- معرض العلا: «واحة العجائب في الجزيرة العربية»، الذي تضمن عرضاً لمقتنيات أثرية من مجموعة الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وذلك لأول مرة، واستقطب المعرض أكثر من 220 ألف زائر، والذي اتبعه توقيع اتفاقية شراكة بين الهيئة الملكية لمحافظة العلا وإدارة التراث الثقافي في مدينة خنان الصينية.

وتدعم هذه الشراكة تطوير العلا و«دونهوانغ» بوصفها مراكز سياحية عالمية، كما تسهم في تفعيل برامج الحفاظ المشتركة والمبادرات الثقافية، وتعزيز مشاركة المجتمعات لدعم الازدهار، بما يتماشى مع مبادرة الحزام والطريق الصينية و«رؤية السعودية 2030».