السلطة تطالب «الجنائية» بملاحقة إسرائيل بعد تهديدات ترمب للمحكمة الدولية

فاتو بنسودا (إ.ب.أ)
فاتو بنسودا (إ.ب.أ)
TT

السلطة تطالب «الجنائية» بملاحقة إسرائيل بعد تهديدات ترمب للمحكمة الدولية

فاتو بنسودا (إ.ب.أ)
فاتو بنسودا (إ.ب.أ)

رفضت السلطة الفلسطينية التهديدات الأميركية للمحكمة الجنائية الدولية وعدتها نوعا من أنواع البلطجة السياسية.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، بأن «هجوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب على المحكمة الجنائية الدولية، وتهديده برد سريع وقوي في حال اتخذت أي إجراء يستهدف بلاده أو إسرائيل وغيرها من حلفاء واشنطن، يعد بلطجة سياسية، تعكس إرادة ترمب لاستبدال القوانين الدولية، بقرارات وقوانين أميركية خاصة».
وأضاف: «هذه السياسة هي تحريض واضح وصريح، وتدخل في عمل المحكمة الجنائية الدولية، وخصوصاً في الملف الفلسطيني، على خلفية شكاوى قدمتها دولة فلسطين إلى المحكمة تطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين».
وتابع أن «إدارة ترمب تلاحق كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتعمل على توفير الحماية بعد الشراكة التامة مع الاحتلال، وكذلك محاولة منها للتأثير على المحكمة الدولية، ووقف أي إجراءات قد تتخذ ضد دولة الاحتلال».
واتهم مجدلاني وهو مساعد للرئيس الفلسطيني محمود عباس إدارة ترمب بالسعي لمعاقبة كل دولة تقف إلى جانب دولة فلسطين في الهيئات الدولية، كما تعمل على محاربة وتهديد كل منظمة دولية تنضم دولة فلسطين إليها.
ورفض مجدلاني صمت المجتمع الدولي حيال ذلك، وقال بأنه لا مبرر له، ويعد موافقة على شل القانون الدولي والشرعية الدولية. وطالب مجدلاني المحكمة بالرد على هجوم ترمب، بسرعة إنجاز الملفات المقدمة من دولة فلسطين واتخاذ الإجراءات القانونية ضد دولة الاحتلال.
وكان ترمب، هاجم المحكمة الجنائية الدولية، وهددها برد سريع وحاسم في حال اتخذت أي إجراء ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل أو أي من الحلفاء.
وجاء تصريح ترمب في سياق تحذيره المحكمة من محاولة مقاضاة المواطنين الأميركيين أو الإسرائيليين، على خلفية شكوى قدمها الفلسطينيون إلى المحكمة تطالب بإجراء تحقيق دولي في انتهاكات إسرائيل بحق الفلسطينيين أو فيما يخص عمل الجنود الأميركيين في أفغانستان.
ووصف الرئيس الأميركي محكمة الجنائيات الدولية بـ«غير الشرعية». وأضاف أن موقف الولايات المتحدة يتمثل في التزامها بأعلى المعايير القانونية والأخلاقية حين يتعلق الأمر بالمواطنين الأميركيين.
وأكد ترمب أن محكمة العدل الدولية في لاهاي لا اختصاص لها في مقاضاة مواطنين إسرائيليين أو أميركيين.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض: «منذ إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، ترفض الولايات المتحدة باستمرار الانضمام إليها بسبب سلطاتها القضائية الواسعة وغير المفهومة. إن الخطر الذي تشكله المحكمة الدولية على السيادة الوطنية الأميركية إضافة إلى ثغرات أخرى، تضفي على المحكمة صبغة اللاشرعية». وأضاف بيان البيت الأبيض أن «أي محاولة لمقاضاة مواطنين أميركيين أو إسرائيليين أو أي من الحلفاء، سيتم اعتراضه برد سريع وحاسم».
يذكر أن هذه هي المرة الثانية التي يتعهد فيها الرئيس ترمب بحماية حلفاء الولايات المتحدة من تقديمهم للمحاكمة أمام محكمة الجنايات الدولية، وكان يقصد دائما الإسرائيليين.
وتنظر المحكمة حاليا في طلب فلسطيني بالتحقيق مع مسؤولين إسرائيليين للاشتباه في ارتكابهم جرائم حرب. وإسرائيل أيضا ليست عضوا في المحكمة الجنائية.
وهذا ليس أول هجوم من ترمب على الجنائية الدولية، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 طلبت كبيرة المدعين العامين للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا من المحكمة تفويضا بالتحقيق في أفغانستان، بجرائم يحتمل ارتكابها من جانب «طالبان» والقوات الحكومية، والعسكريين في التحالف الدولي بمن فيهم جنود وضباط أميركيون، وردا على ذلك، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على المدعين العامين وقضاة المحكمة الجنائية الدولية.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.