بومبيو يحط رحاله اليوم على الحدود الفنزويلية ـ الكولومبية

سيتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ضمن جولة في دول أميركيا اللاتينية بدأها، أول من أمس (الجمعة) من تشيلي، ثم باراغواي والبيرو، اليوم (الأحد)، إلى كوكوتا في كولومبيا الواقعة على الحدود مع فنزويلا، التي حاول منها زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، معارض الرئيس نيكولاس مادورو، في 23 فبراير (شباط) كسر الحظر الحكومي على إدخال أطنان من المساعدات الإنسانية إلى البلد النفطي. وجاءت زيارة بومبيو إلى تشيلي قبل أيام من اجتماع «مجموعة ليما» التي تضم 13 بلداً أميركياً لاتينياً وكندا، الاثنين، في سانتياغو.
وكانت غالبية الدول الأعضاء في هذه المجموعة اعترفت بالمعارض غوايدو رئيساً بالوكالة للبلاد، وهو رئيس البرلمان الذي اعترفت به أكثر من خمسين دولة، بينها الولايات المتحدة.
وتزامنت زيارة بومبيو مع تصريحات صندوق النقد الدولي حول فنزويلا، التي قال فيها إن «عشر سنوات على الأقل» هي المدة التي تحتاج إليها فنزويلا لتتعافى من الأزمة الاقتصادية العميقة التي تمر بها، حسب مدير منطقة أميركا اللاتينية في الصندوق أليخاندرو فيرنر، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال فيرنر على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، إن «المشكلة إنسانية والنظام الاقتصادي منهار، وهناك أيضاً مشكلة الإنتاج وتوزيع السلع وبالطبع المديونية». وأضاف أن «الخطوة الأولى ستكون توفير المساعدات الإنسانية لمعالجة أوجه القصور الرئيسية في المجال الصحي وفي التزود بمياه الشرب والكهرباء. ثم سيكون هناك جهد كبير في مجال إعادة بناء الاقتصاد».
وعبّر بومبيو عن «امتنانه» للرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا ووزير الخارجية روبرتو امبويرو لاستضافتهما نحو 300 ألف فنزويلي اضطروا للهرب من بلدهم بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة. وقال بومبيو: «أرغب في تهنئة الرئيس بينييرا لمساعدتنا في عزل نيكولاس مادورو والتعاطف مع أشخاص أبرياء فرّوا من الأزمة الاقتصادية والإنسانية في بلدهم».
تمحورت جولة بومبيو في تشيلي وباراغواي والبيرو حول الأزمة في فنزويلا، والوجود المتزايد للصين في المنطقة؛ إذ أجرى بومبيو، صباح أول من أمس (الجمعة)، محادثات في قصر لامونيدا الرئاسي مع الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا ووزير الخارجية روبرتو امبويرو. وتركزت المحادثات على الأزمة الفنزويلية لمحاولة تعزيز الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو.
وبينما تلوح واشنطن باستمرار بتدخل عسكري في فنزويلا، قالت الرئاسة التشيلية في بيان إن أي تغيير في النظام في فنزويلا يجب أن يتم «بطريقة ديمقراطية وسلمية تستبعد تدخلاً طابعه عسكري».
من جهة أخرى، وفي أوج أزمة بين بكين وواشنطن، حذر بومبيو، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية، سانتياغو من نشاطات الصين. وقال: «لا تنخدعوا. النشاطات التجارية للصين مرتبطة في أغلب الأحيان بعمق بأمنهم القومي وأهدافهم التقنية». وأصبحت الصين خلال سنوات أول شريك تجاري لتشيلي. وهي تستورد ثلاثين في المائة من صادرات تشيلي، متقدمة بذلك على الولايات المتحدة (17 في المائة) والاتحاد الأوروبي (14 في المائة).
وفي سياق متصل، أوقف الجنرال الفنزويلي السابق هوغو كارفاخال رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس السابق هوغو شافيز، الجمعة في مدريد بموجب مذكرة توقيف أميركية بتهمة تهريب مخدرات، بحسب ما أفادت به مصادر أمنية ووزارة العدل الأميركية. واعتقلت الشرطة الإسبانية كارفاخال الملقّب بـ«إل بوللو» (الدجاجة) من داخل منزل ابنه. وكان كارفاخال تصدّر العناوين الإخبارية بإعلانه أخيراً تأييده للمعارض الفنزويلي خوان غوايدو. وأصدرت وزارة العدل الأميركية بياناً أعلنت فيه أن كارفاخال يواجه عقوبة قصوى بالحبس مدى الحياة إذا أدين بتهم التواطؤ لتصدير الكوكايين إلى الولايات المتحدة.
وقال مدّعي عام المنطقة الجنوبية في نيويورك جيفري بيرمان: «سنواصل ملاحقة الأفراد الذين يجلبون المخدرات القاتلة إلى بلادنا ومحاكمتهم أمام محكمة أميركية أياً تكن رتبهم أو حجم نفوذهم». وتلاحق وزارة المالية الأميركية كارفاخال منذ مدة طويلة، وتشتبه بمساعدته متمرّدي حركة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) في تهريب المخدرات.
وفي مايو (أيار) 2013، اتّهمته محكمة في فلوريدا بالعمل لمصلحة مهرّبي مخدرات كولومبيين من عام 2004 وحتى عام 2010. وأوقف كارفاخال في عام 2014 في جزيرة أروبا الهولندية حيث كان يشغل منصب القنصل الفنزويلي، لكنّه تمكّن من العودة إلى فنزويلا لتمتّعه بالحصانة الدبلوماسية. وهو أرفع شخصية رسمية تعلن تأييدها لغوايدو. وقد وصف الولاية الرئاسية لمادورو بالكارثية. وفي 21 فبراير بث على «تويتر» شريط فيديو توجّه فيه إلى ضباط الجيش بالقول: «ما ستؤول إليه الأمور يتوقّف عليكم يا رفاق السلاح»، داعياً إياهم إلى الوقوف «في الجانب الصحيح من التاريخ». لكن مادورو أقال كارفاخال الذي اتُّهم بـ«الخيانة».