ترحيب عربي ودولي بعودة مجلس النواب اليمني وتعزيز دور الحكومة

TT

ترحيب عربي ودولي بعودة مجلس النواب اليمني وتعزيز دور الحكومة

لقي انعقاد الجلسة غير الاعتيادية للبرلمان اليمني في مدينة سيئون في محافظة حضرموت ترحيباً عربياً ودولياً، بعد أن تمكن أغلبية النواب من استئناف نشاط البرلمان إثر التوافق السياسي والحزبي على تشكيل هيئة رئاسة جديدة يقودها النائب سلطان البركاني.
وفي هذا السياق، عبر السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر في تغريدة على «تويتر» عن تهانيه للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه ورئيس الحكومة بهذه المناسبة، بعد أن فاق العدد من النواب النصاب القانوني، كما شملت تهنئة آل جابر رئيس مجلس النواب وهيئة رئاسته على انتخابهم، واصفاً ذلك بأنه «خطوة تؤكد عزيمة الشعب اليمني على استعادة دولته وإنهاء مشروع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران».
وتابع آل جابر في تغريدة أخرى بالقول: «الإعلان عن التحالف السياسي بين جميع الأحزاب اليمنية بعد عقد جلسة مجلس النواب اليمني، ودعوة الرئيس اليمني ورئيس المجلس الحوثيين للسلام والعمل مكوناً سياسياً ورفض ومواجهة إيران، أعطت قوة وزخماً يشير إلى الجدية والرغبة الصادقة في استعادة الدولة وإعطاء الفرصة للعملية السياسية رغم توفر القوة».
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس في بيان أمس، إن الولايات المتحدة تهنئ النواب اليمنيين الذين اجتمعوا السبت، للمرة الأولى منذ عام 2014، معتبرة انعقاد مجلس النواب اليمني خطوة مهمة لتعزيز الحكومة اليمنية الشرعية.
وفي حين عبرت مورغان عن دعم الإدارة الأميركية الكامل للبرلمانيين اليمنيين، عدت انعقاد المجلس «خطوة مهمة من قبل الحكومة اليمنية في سبيل إعادة تنشيط مؤسسات الحكومة الشرعية، واستئناف التقدم في تنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطني واستكمال الانتقال السلمي للسلطة، كما عبرت عنه مبادرة مجلس التعاون الخليجي».
وأكدت الخارجية الأميركية أن «البرلمان اليمني سيلعب دوراً مهماً في دفع عجلة المصالحة السياسية والوطنية بما يتيح للحكومة والأحزاب السياسية جميعها التركيز بصورة أفضل على تلبية احتياجات الشعب اليمني».
وكان رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي ألقى كلمة في الجلسة الافتتاحية هنأ فيها الجمهورية اليمنية رئيساً وحكومة وبرلماناً بمناسبة انعقاد أولى جلسات مجلس النواب، ليكون ممثلو الشعب اليمني جنباً إلى جنب مع السلطة التنفيذية الشرعية، يداً واحدة وصفاً واحداً للتصدي للانقلاب الحوثي الغاشم.
وقال إنه يأمل أن تشكل جلسة النواب اليمنيين «نقلة نوعية في صمود الشعب وتماسكه وهزيمة الانقلاب الحوثي الغاشم وصد التدخل الإيراني السافر، والوقوف إلى جانب الشرعية الدستورية وتحقيق الوحدة والأمن والاستقرار».
واتهم السلمي الانقلاب الحوثي بأنه «قوض مؤسسات الدولة ونهب أموالها، ومنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، وجند الأطفال في انتهاك صارخ للقانون الدولي، وهدد طرق الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وزعزع الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة»، مؤكداً أن الجلسة التاريخية لمجلس النواب اليمني على أرض اليمن، جاءت ثمرة من ثمار عاصفة الحزم.
وأثنى رئيس البرلمان العربي على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لجهة قراره التاريخي الشجاع بإطلاق عاصفة الحزم وإنشاء التحالف العربي لدعم الشرعية، ووصفه بأنه كان «قراراً تاريخياً عربياً خالداً حفظ عروبة اليمن، وأعاد للأمة العربية كرامتها، وأفشل المشروع الحوثي الإيراني الطائفي في اليمن والمنطقة، وحمى الشعب اليمني، ورسخ مؤسسات الدولة ومقدراتها الحيوية».
وقال إن البرلمان العربي «لم ولن يتوانى عن دعم الشعب اليمني والوقوف مع الشرعية ولم يدخر جهداً في دعم سيادة وأمـن واستقرار الـيمن وسـلامة شعبه ووحدة أراضـيه، ودعم تمثيل مجلس النواب الشرعي في الاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية».
وشدد السلمي على «أن البرلمان العربي يدين بأشد العبارات الأعمال الإجرامية والممارسات الآثمة التي ترتكبها ميليشيات الحوثي الانقلابية ضد الشعب اليمني، وقال إن الجماعة «أثبتت بالدليل القاطع عدم رغبتها في إيجاد حلٍ سلمي ورفضها كل المبادرات السياسية المتوازنة، ونحملها مسؤولية ذلك، ولقد طالبنا الأمم المتحدة منذ شهر فبراير (شباط) الماضي بتسمية الطرف المعرقل لاتفاق استوكهولم».
وأشار السلمي إلى ما صدر عن البرلمان العربي من قرارات لدعم السلطة الشرعية في الجمهورية اليمنية، ودعم ما تقوم به قوات التحالف العربي، ومن أهم هذه القرارات: القرار الصادر في ديسمبر (كانون الأول) 2017 بشأن تهديدات ميليشيات الحوثي الانقلابية لأمن دول الجوار العربي اليمني وطرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وإطلاقها الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه المدن بالمملكة العربية السعودية، معتبراً ذلك عملاً عدوانياً «يهدد السلم والأمن على المستوى الإقليمي والدولي»، بحسب قوله.
وتابع: «طالبنا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته تجاه ما يقوم به النظام الإيراني من عدوانٍ سافرٍ على سيادة دولة اليمن وانتهاكٍ صارخٍ لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 وتهريب الأسلحة بجميع أنواعها والصواريخ الباليستية لميليشيا الحوثي بهدف هدم الدولة في اليمن وتفتيت المجتمع اليمني وزعزعة الأمن وإدامة الفوضى في المنطقة».
كما نوه بقرار البرلمان العربي بشأن رفض تجنيد ميليشيا الحوثي القسري للأطفال في اليمن والزج بهم بالقوة الجبرية في ساحات القتال واستخدامهم دروعاً بشرية. وقال السلمي: «طالبنا المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ تدابير عاجلة وعملية لحماية الأطفال في اليمن، ومطالبة مجلس الأمن الدولي باعتبار ما تقوم به ميليشيا الحوثي بحق أطفال اليمن والزج بهم في ساحات القتال جرائم حربٍ وجرائم ضد الإنسانية».
وأشار إلى أن البرلمان العربي يثمن عالياً مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن وجعله منطقة خالية من الألغام، مؤكداً أن البرلمان طالب «المجتمع الدولي بدعم مشروع مسام لنزع الألغام في اليمن، واتخاذ تدابير عاجلة وعملية لجعل اليمن خالياً من الألغام».
وثمن رئيس البرلمان العربي المبادرات الإنسانية لدول التحالف لدعم الشعب اليمني وآخرها المبادرة الإنسانية بتخصيص المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة مبلغ 200 مليون دولارٍ أميركي في إطار حملة منسقة من المساعدات الإنسانية العاجلة بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة، الهادفة إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق.
وأشار إلى أن المساعدات التي قدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة للشعب اليمني وصلت في الأعوام الأربعة الماضية إلى ما يزيد على 18 مليار دولار أميركي، خصوصاً في القطاعات الإنسانية ذات الأولوية والأهمية التي تمس حياة ومعيشة الشعب اليمني الشقيق.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.