6 معارك ملحمية بين برشلونة ومانشستر يونايتد

من الفريق الإنجليزي المتخصص في الفوز بالكؤوس بقيادة أتكينسون إلى فريق الأحلام الإسباني بقيادة كرويف

برشلونة وغوارديولا وكأس أبطال أوروبا 2009
برشلونة وغوارديولا وكأس أبطال أوروبا 2009
TT

6 معارك ملحمية بين برشلونة ومانشستر يونايتد

برشلونة وغوارديولا وكأس أبطال أوروبا 2009
برشلونة وغوارديولا وكأس أبطال أوروبا 2009

يحل فريق مانشستر يونايتد مساء الثلاثاء ضيفاً على برشلونة في مباراة إياب دور ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. بملعب «كامب نو» معقل الفريق الكاتالوني. وكانت مباراة الذهاب قد انتهت بفوز برشلونة بهدف دون مقابل للفريق الإنجليزي بملعب «أولد ترافورد» معقل الشياطين الحمر.
وفي الوقت الذي يسعى فيه مانشستر يونايتد لتعويض الهزيمة على ملعبه يتطلع الفريق الإسباني لتحقيق الفوز مرة أخرى في مباراة الإياب، للاقتراب أكثر من التأهل لدور نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد فشله في اجتياز دور ربع النهائي منذ عدة مواسم. «الغارديان» تستعرض هنا ست معارك ملحمية بين عملاقي أوروبا.
1- مانشستر يونايتد 3 - 0 برشلونة
(مباراة الإياب للدور ربع النهائي لكأس الكؤوس الأوروبية، على ملعب (أولد ترافورد) في 21 مارس (آذار) 1984 «3 - 2 مجموع مباراتي الذهاب والعودة»). حقق السير مات بيسبي والسير أليكس فيرغسون الكثير من الأمجاد وقادا مانشستر يونايتد لتحقيق الكثير من البطولات، لكنهما لم يقودا النادي لمثل هذه الليلة الرائعة في البطولات الأوروبية على ملعب «أولد ترافورد». كان مانشستر يونايتد، بقيادة المدير الفني الإنجليزي روي أتكينسون، قد خسر مباراة الذهاب أمام برشلونة في إسبانيا بهدفين دون رد، لكنه نجح في قلب الطاولة تماما في مباراة العودة وفاز بثلاثية نظيفة على العملاق الكاتالوني الذي كان يضم بين صفوفه آنذاك الأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا والنجم الألماني برند شوستر.
وجاءت أهداف مانشستر يونايتد الثلاثة بواقع هدفين لبرايان روبسون وهدف لفرانك ستابلتون، وسُجلت جميعها من مسافة نحو ست ياردات، وهو ما يؤكد أن لاعبي مانشستر يونايتد كان يشنون هجوما ضاريا على مرمى برشلونة. وكان برشلونة معتادا على اللعب بوتيرة أبطأ على الصعيد المحلي، وبالتالي لم يستطع التعامل مع كرة القدم السريعة التي كان يلعبها مانشستر يونايتد.
وأحرز مانشستر يونايتد الهدف الثالث في الدقيقة 53 من عمر اللقاء، وهو ما أثار حماس الجماهير الإنجليزية في المدرجات. وبعد نهاية المباراة، قال أتكينسون: «أعتقد أننا أحرزنا الهدف الثالث في وقت مبكر جدا. لقد شعرت بأن الربع ساعة الأخير من المباراة مر وكأنه ثلاثة أيام». وقد شهدت هذه المباراة تألقا لافتا من الكثير من لاعبي مانشستر يونايتد، على رأسهم اللاعب صاحب التسعة عشر ربيعا غرايم هوغ، الذي كان قد سجل هدفا في مرمى فريقه بالخطأ في المباراة الأولى، وريمي موسيس، الذي راقب مارادونا كظله وأخرجه تماما عن أجواء المباراة. لكن النجم الأبرز في تلك الليلة كان روبسون، الذي عزز مكانته كأفضل لاعب في كرة القدم الإنجليزية في ذلك الوقت.
2- مانشستر يونايتد 2 - 1 برشلونة
(نهائي كأس الكؤوس الأوروبية، روتردام في 15 مايو/أيار 1991). أكد روبسون على أن أفضل مباراة لعبها في مسيرته كانت أمام برشلونة، لكنه لم يكن يقصد مباراة عام 1984، لكنه كان يشير هنا إلى المباراة النهائية لكأس الكؤوس الأوروبية عام 1991، عندما تألق بشكل لافت وقاد مانشستر يونايتد للحصول على أول لقب أوروبي بعد 23 عاما.
وكان المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون يفكر دائما في كيفية السيطرة على وسط الملعب عندما يواجه برشلونة، نظرا لأن العملاق الكتالوني قد اعتاد دائما، منذ أن كان يلعب بقيادة يوهان كرويف، على أن يتفوق على منافسيه في وسط الملعب.
ورغم أن روبسون كان قد وصل إلى الرابعة والثلاثين من عمره وكان يشعر بإحباط شديد بسبب استبعاده من صفوف المنتخب الإنجليزي في ذلك الوقت، فإنه لم يسمح للاعبي برشلونة بالسيطرة على وسط الملعب؛ حيث قدم أداء استثنائيا، سواء في النواحي الدفاعية أو الهجومية، وساعد فريقه على السيطرة على منطقة المناورات.
وعلاوة على ذلك، كان روبسون هو من صنع الهدفين اللذين أحرزهما مارك هيوز، والذي قدم هو الآخر مباراة أكثر من رائعة، وكأنه كان يريد أن يثبت أنه لاعب كبير بعد الفترة غير الموفقة التي لعبها مع نادي برشلونة.
وفي وقت لم يكن فيه مصطلح «الخطط التكتيكية» أمرا محببا في كرة القدم الإنجليزية، شهدت هذه المباراة تفوقا خططيا وتكتيكيا واضحا من جانب فيرغسون، الذي طلب من برايان ماكلير أن يعود للخلف ويضغط على مدافع برشلونة رونالد كومان عندما يفقد مانشستر يونايتد الكرة، بهدف منع المدافع الهولندي من بناء الهجمات من الخلف، وبالتالي إفساد الهجمات من بدايتها.
ومن الناحية الفنية، كان مانشستر يونايتد هو الفريق الأقل، وقد فاز برشلونة بنفس هذا الفريق بكأس أوروبا في الموسم التالي، لكن مانشستر يونايتد أدى مباراة قتالية واستحق الفوز.
وعقب هذه المباراة، قال كرويف: «كانت لديهم فرصة أفضل منا، لكن لا أعتقد أنهم كانوا الأفضل. لقد لعب مانشستر يونايتد بطريقة الكرة الإنجليزية المعتادة».
3- برشلونة 4 - 0 مانشستر يونايتد
(المجموعة الأولى بدوري أبطال أوروبا، على ملعب «كامب نو» في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1994). كتب ديفيد لوسي، الصحافي بصحيفة الغارديان آنذاك، قبل هذه المباراة وكأنه يرى تماما ما سيحدث في المستقبل، قائلا: «مانشستر يونايتد على وشك أن يدخل اختبارا لمعرفة مدى قوته عندما يلعب أمام 110.000 متفرج». وبالفعل، اكتشف فيرغسون أن فريقه كان على بُعد أميال طويلة من النجاح في البطولات الأوروبية، ليس فقط بسبب القواعد المنظمة للبطولات الأوروبية والتي أدت إلى استبعاد حارس مرمى الفريق الأساسي بيتر شمايكل من المشاركة في هذه المباراة.
وكان مانشستر يونايتد يواجه مشكلتين كبيرتين في المباريات الأوروبية، هما كيفية الحصول على الكرة وكيفية الاستحواذ عليها، وهو ما يعني أنه كان سيئا للغاية. وكان مانشستر يونايتد يتصدر مجموعته قبل السفر إلى برشلونة، لكنه واجه صعوبة كبيرة للغاية أمام العملاق الكتالوني؛ حيث تلاعب النجم البرازيلي روماريو والبلغاري خريستو ستويتشكوف بمدافعي مانشستر يونايتد ستيف بروس وغاري باليستر.
وبعد نهاية المباراة، قال بروس: «لقد كانت واحدة من أفضل مبارياتي. صحيح أننا خسرنا بأربعة أهداف مقابل لا شيء، لكن كان من الممكن أن تنتهي المباراة بـ14 هدفا مقابل لا شيء!».
وربما كان أفضل شيء فعله بروس في هذه المباراة هو قيامه بين شوطي المباراة بفض الاشتباك المحتمل بين فيرغسون وبول إنس. وقد صرخ فيرغسون في وجه إنس قائلا: «أنت لاعب أحمق وغبي، ولا يمكنك التعامل مع هذه المرحلة، أليس كذلك؟». وقد كانت هذه هي بداية النهاية لمسيرة إنس الرياضية مع مانشستر يونايتد.
وكان مانشستر يونايتد معتادا على لعب الكرات الطويلة والركض المتواصل، لكنه لم يتمكن من التعامل مع اللعب الهادئ والتمرير القصير للكرات من جانب لاعبي برشلونة. وفي الحقيقة، يمكن تأليف كتاب كامل عن عبقرية المهاجم البرازيلي الفذ روماريو، الذي لم يكن مميزا فقط بقدرته على إنهاء الهجمات واستغلال أنصاف الفرص، لكنه كان أيضا يمتاز بتحركاته الرائعة داخل الملعب وسرعته الفائقة بمجرد تسلمه للكرة. وعلاوة على ذلك، فقد أرهق مدافع مانشستر يونايتد غاري باليستر بذكائه ووعيه الخططي والتكتيكي وطريقة تسلمه للكرة.
وكتب لاسي في تقريره عن تلك المباراة: «لقد كان باليستر وبروس يبحثان عن روماريو، في الوقت الذي لم يكن لديهما أدنى فكرة أيضا عن مكان ستويتشكوف». وكان باليستر مدافعا ممتاز في كرة القدم الإنجليزية، لكن كانت هذه هي المرة الأولى في مسيرته الكروية التي يخرج فيها من الملعب وهو يدرك أنه قد تم التلاعب به ولم ينجح في مهمته على الإطلاق. ومن المؤكد أن باليستر لا يزال يتذكر حتى الآن ما فعله به روماريو في هذه المباراة.
4- برشلونة 3 - 3 مانشستر يونايتد
(المجموعة الرابعة بدوري أبطال أوروبا، على ملعب «كامب نو» في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 1998). قدم الفريقان أداء مذهلا في هذه المباراة التي انتهت بالتعادل بثلاثة أهداف لكل فريق. وعقب نهاية المباراة، قال فيرغسون: «لقد كانت ليلة رائعة، ولعبها الجميع بروح: دع الفريق الأفضل يفوز».
وهناك شيئان لا يمكن نسيانهما من هذه المباراة، الأول هو أن مستوى التعاون بين الثنائي الهجومي لمانشستر يونايتد دوايت يورك وأندي كول قد وصل إلى مستوى آخر خلال تلك المباراة، والثاني تلك المحاولات المخيفة من جانب النجم البرازيلي ريفالدو لكي يساعد برشلونة على البقاء في المنافسة. وقد تألق نجم «السيليساو» في تلك المباراة وسجل هدفين، وأطلق قذيفة مدوية من مسافة 30 ياردة اصطدمت بالقائم، كما صنع فرصة رائعة في نهاية المباراة لجيوفاني، لكن بيتر شمايكل تصدى لها ببراعة.
5- مانشستر يونايتد 1 - 0 برشلونة
(في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب «أولد ترافورد» في 29 أبريل/نيسان 2008، «1 - 0 في مجموع مباراتي الذهاب والعودة»). كانت أعظم فكرة توصل إليها مساعد فيرغسون، كارلوس كويروز، في ملعب «أولد ترافورد» هي استخدام أجزاء من المطاط الذي يستخدم في صالات الألعاب الرياضية في تدريبات الفريق استعدادا لتلك المباراة.
وبينما كان مانشستر يونايتد يستعد لمباراة الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا عام 2008، كان فيرغسون وكويروز يفكران في كيفية إيقاف التمريرات القصيرة للاعبي برشلونة، ووصلا إلى مستوى غير مسبوق من الاستعداد التكتيكي.
وخلال التدريبات، وضع كويروز قطعا من المطاط الذي يستخدم في الصالات الرياضية بين لاعبي خط الوسط، مايكل كاريك وبول سكولز، والمدافعين ريو فرديناند وويس براون (بعد تعرض نيمانيا فيديتش للإصابة، لعب براون هذه المباراة وقدم أداء هو الأفضل في مسيرته الكروية). ولم يسمح فيرغسون بأن تلمس الكرة قطع المطاط تحت أي ظرف من الظروف، وكان كويروز يوجه اللاعبين بشأن الأماكن التي يتعين عليهم الوقوف بها وفقا لمكان وجود الكرة.
وقد نجحت هذه الطريقة بالفعل، وتمكن مانشستر يونايتد من الحد من خطورة لاعبي برشلونة بدرجة كبيرة، ولم يتمكن لاعبو الفريق الإسباني من تسجيل أي هدف في مباراتي الذهاب والعودة، ووصل مانشستر يونايتد إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عام 1999 بفضل الهدف الصاروخي الذي سجله بول سكولز. وربما قدم مانشستر يونايتد أكثر أداء سلبي له - في مباراتي الذهاب والعودة - خلال مسيرة فيرغسون بأكملها على مدار 26 عاما، لكن الغاية تبرر الوسيلة.
6- برشلونة 2 - 0 مانشستر يونايتد
(نهائي دوري أبطال أوروبا، في روما في 27 مايو/أيار 2009)، لعب مانشستر يونايتد هذه المباراة أمام برشلونة المدجج بأفضل النجوم في العالم في ذلك الوقت، وعلى رأسهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ونجما المنتخب الإسباني تشابي وإنييستا. لكن مستوى الفريق الإنجليزي في هذه المباراة لم يكن سيئا، وهو ما جعل الجمهور يتساءل بعد المباراة: ماذا لو سجل مانشستر يونايتد هدفا في بداية المباراة عندما استحوذ على مقاليد الأمور؟ وماذا لو لم يستقبل الفريق هدفا بهذه السهولة من النجم الكاميروني صامويل إيتو في الوقت الذي كان فيه مانشستر يونايتد هو الأفضل؟ وماذا لو لم يغب نجم الفريق دارين فليتشر، الذي لم يكن له بديل على الإطلاق، بعد حصوله على بطاقة حمراء مثيرة للجدل في مباراة الدور نصف النهائي أمام آرسنال؟ وماذا لو اختار الفريق فندقا أفضل للإقامة فيه قبل المباراة؟
وقد سخر كثيرون من فيرغسون بسبب شكواه من الإقامة في فندق سيئ وتأثير ذلك على نتيجة المباراة، لكن ذلك الأمر لم يكن جديدا على فيرغسون، الذي اشتكى قبل 18 عاماً من تلك المباراة من أن الفندق السيئ الذي أقام به الفريق في روتردام كان السبب الرئيسي في خسارة مانشستر يونايتد أمام برشلونة في نهائي كأس الكؤوس الأوروبية! وقد وجد مايكل كاريك نفسه في موقف سيء للغاية عندما تعين عليه أن يواجه بمفرده أفضل خط وسط في تاريخ كرة القدم بسبب الأداء السيئ لكل من أندرسون وريان غيغز في تلك المباراة، ووجد نفسه في مواجهة تشابي وإنييستا وميسي. وقال كاريك بعد نهاية المباراة: «لقد بدأ الأمر وكأنهم يمتلكون الكرة ويلعبون مع أنفسهم».
لقد أثبت ميسي وإنييستا وتشابي في هذه المباراة أن القوة البدنية لا تهم كثيرا في كرة القدم، لكن المهم هي المهارة.
ولعب كاريك المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا عام 2009 وهو يعاني من كسر في إصبع قدمه، ويقول إنه «لم ينس أبدا» الخطأ الذي ارتكبه في تشتيت الكرة برأسه بجوار خط المنتصف والذي أدى في نهاية المطاف إلى الهدف الذي أحرزه إيتو.
وقد تأثر كاريك كثيرا بهذه المباراة للدرجة التي جعلته يعاني من الناحية الذهنية خلال الموسمين التاليين.



انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

انطلاقة عربية واثقة في كأس الأمم الأفريقية بالمغرب

صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)
صورة من حفل افتتاح كأس الأمم الأفريقية بالمغرب 21 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

نجحت المنتخبات العربية في اجتياز اختبار البداية خلال مباريات الجولة الأولى من دور المجموعات في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في المغرب، مؤكدة منذ الظهور الأول أنها تدخل المنافسة بعقلية واضحة وطموح يتجاوز حسابات العبور إلى أدوار متقدمة.

وجاءت هذه الانطلاقة مدعومة بأداء منضبط، وحسم في اللحظات المفصلية، وهما عنصران غالباً ما يصنعان الفارق في البطولات القارية.

أسود الأطلس

في المباراة الافتتاحية للبطولة وأولى مباريات المجموعة، تجاوز المنتخب المغربي نظيره منتخب جزر القمر بنتيجة هدفين دون مقابل، في لقاء اتسم بالصبر التكتيكي، قبل أن يحسمه أصحاب الأرض في الشوط الثاني.

وبعد شوط أول طغى عليه الحذر والتنظيم الدفاعي للمنافس، انتظر «أسود الأطلس» حتى الدقيقة 55 لافتتاح التسجيل عبر إبراهيم دياز، الذي أنهى هجمة منظمة بلمسة فنية عكست الفارق في الجودة.

المنتخب المغربي (أسوشيتد برس)

ومع تقدُّم الدقائق وازدياد المساحات، عزَّز المغرب تفوقه بهدف ثانٍ حمل توقيع أيوب الكعبي في الدقيقة 74، بعدما ترجم سيطرة المنتخب إلى هدف من مقصّية أكَّد به أفضلية الأرض والجمهور.

الفوز جاء هادئاً ومدروساً، ومنح المنتخب المغربي انطلاقة تعكس نضجاً في التعامل مع ضغط الافتتاح ومتطلبات البطولة الطويلة.

الفراعنة

وفي أول ظهور لها ضمن المجموعة، حققت مصر فوزاً ثميناً على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2 – 1، في مباراة عكست طبيعة اللقاءات الافتتاحية من حيث الندية والتعقيد. وبعد شوط أول متوازن، نجح المنتخب المصري في كسر التعادل عند الدقيقة 64 عبر عمر مرموش، الذي استثمر إحدى الفرص ليمنح «الفراعنة» التقدُّم.

المنتخب المصري (أسوشيتد برس)

ورغم محاولات زيمبابوي العودة في اللقاء، فإن المنتخب المصري حافظ على توازنه حتى جاءت الدقيقة 91، حيث حسم محمد صلاح المواجهة بهدف ثانٍ وضع به بصمته المعتادة في اللحظات الحاسمة، مؤكداً أن الخبرة والهدوء يبقيان سلاح مصر الأبرز في البطولات القارية.

نسور قرطاج

أما تونس، فقد قدّمت واحدة من أقوى البدايات العربية، بعدما تفوقت على منتخب أوغندا بنتيجة 3 – 1 في أولى مباريات المجموعة. وافتتح «نسور قرطاج» التسجيل مبكراً عند الدقيقة 10، عبر إلياس السخيري، في هدف منح المنتخب أفضلية نفسية وسهّل مهمته في السيطرة على مجريات اللقاء.

المنتخب التونسي (رويترز)

وتواصل التفوق التونسي مع تألق لافت لإلياس العاشوري، الذي سجل هدفين متتاليين في الدقيقتين 40 و64، مؤكداً الفاعلية الهجومية والقدرة على تنويع الحلول. ورغم تلقي هدف، فإن الصورة العامة عكست منتخباً يعرف كيف يبدأ البطولات بقوة، ويملك شخصية واضحة داخل الملعب.

ثعالب الصحراء

أكد منتخب الجزائر تفوقه في أولى مبارياته ضمن دور المجموعات، بعدما تغلّب على منتخب السودان بنتيجة 3 – 0، في لقاء جمع بين الحسم والواقعية، وبرز فيه القائد رياض محرز كأحد أبرز مفاتيح اللعب.

وجاءت بداية المباراة سريعة؛ إذ لم ينتظر المنتخب الجزائري سوى الدقيقة الثانية لافتتاح التسجيل عبر محرز، مستثمراً تركيزاً عالياً مع صافرة البداية.

ورغم الهدف المبكر، أظهر السودان تنظيماً جيداً وقدرة على استيعاب الضغط، ونجح في مجاراة الإيقاع خلال فترات من اللقاء، قبل أن تتأثر مجريات المباراة بحالة طرد اللاعب السوداني صلاح عادل، التي فرضت واقعاً جديداً على المواجهة.

منتخب الجزائر (أسوشيتد برس)

ومع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الجزائري ضغطه، ليعود محرز ويُعزّز التقدم بهدف ثانٍ في الدقيقة 61، مؤكّداً حضوره القيادي وتأثيره في المواعيد الكبرى. ورغم النقص العددي، واصل المنتخب السوداني اللعب بروح تنافسية عالية، محافظاً على انضباطه ومحاولاً الحد من المساحات.

وفي الدقيقة 85، تُوّج التفوق الجزائري بهدف ثالث حمل توقيع إبراهيم مازة، الذي استثمر إحدى الهجمات ليضع بصمته ويختتم ثلاثية ثعالب الصحراء، في هدف عكس عمق الخيارات وتنوع الحلول داخل المنتخب الجزائري.

صقور الجديان

في المقابل، ورغم النقص العددي، أظهر المنتخب السوداني روحاً تنافسية عالية، وأكد أن الفارق في النتيجة لا يعكس بالضرورة الفارق في الأداء أو الالتزام داخل الملعب.

منتخب السودان (أسوشيتد برس)

ورغم أفضلية النتيجة للجزائر، فإن الأداء السوداني ترك انطباعاً إيجابياً، وأكد أن المباراة الافتتاحية للمجموعة لم تكن من طرف واحد، بل حملت مؤشرات على منتخب قادر على إزعاج منافسيه إذا واصل اللعب بالروح نفسها في الجولات المقبلة.

ومع هذه الانطلاقة الإيجابية، يفرض الحضور العربي نفسه كأحد أبرز ملامح النسخة المغربية من كأس الأمم الأفريقية، في ظل نتائج مشجعة وأداء يعكس ارتفاع سقف الطموحات، ما يمنح البطولة زخماً إضافياً ويؤكد أن المنافسة هذا العام ستكون أكثر تقارباً وثراءً.


بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.