فصل أستاذ بجامعة الأزهر حرض الطلاب على «أفعال مُخلة»

دعاهم لـ«خلع البناطيل» خلال محاضرة بـ«كلية التربية»

TT

فصل أستاذ بجامعة الأزهر حرض الطلاب على «أفعال مُخلة»

في تطور لافت لواقعة «دعوة أستاذ بجامعة الأزهر للطلاب لـ(خلع بناطيلهم) أمام زملائهم خلال محاضرة في كلية التربية بنين بالقاهرة، وإلا الرسوب في مادته»، قررت جامعة الأزهر، أمس، «فصل الأستاذ صاحب الواقعة، وإقالة عميد كلية التربية، ووكيل الكلية لشؤون التعليم والطلاب، ورئيس قسم (العقيدة) من مناصبهم، وكذا فصل الطلاب المشاركين فيما اعتبرته الجامعة (الفعل المنكر داخل المحاضرة)».
وكانت الواقعة قد أثارت حالة من الجدل والاستياء على موقع التواصل «فيسبوك»، أمس، رغم دفاع الأستاذ عن نفسه. وقال الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام، المشرف على المركز الإعلامي بجامعة الأزهر، إن «الجامعة اتخذت كل الإجراءات القانونية العاجلة، فور علمها بالواقعة، حيث تم فصل عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الأزهر، لقيامه بتحريض الطلاب على ارتكاب أفعال مخلة بالحياء العام داخل قاعة الدرس بالحرم الجامعي، وهو ما يشكل جريمة جنائية تستوجب الإحالة للنيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها».
بينما قال مصدر في الجامعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الأستاذ طلب من طالبين (خلع البنطال)، وهددهما بالرسوب في مادته الدراسية حال عدم خلعهما».
البداية كانت بنشر طلاب فيديو للمحاضرة، قالوا فيه «إن الأستاذ عندما دخل المدرج، قال من (يطلع يعمل دور على المنصة؟)، وطالب فقط من قال: (أنا)... فطلع. وطالبه الأستاذ بخلع بنطاله، وإلا سوف يرسب في مادته».
وأضاف الطلاب، في الفيديو، أن «الطالب رفض الخلع، فقال الأستاذ: (لو فيه راجل يطلع يقلع)... طالب آخر قال له: (أنا)، وطلع ووقف بجوار الأول، وبعد ذلك طالبه الأستاذ بالطلب نفسه».
لكن أحد طلاب كلية التربية، تحفظ على ذكر اسمه، شكك في الفيديو المتداول، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «أحد الطلاب قام بخلع ملابسه أمام زملائه لكي ينجح، وقام آخر بتصوير الموقف ليورط أستاذه في هذا الأمر».
الأستاذ الجامعي المفصول صاحب الواقعة، قال على صفحته بـ«فيسبوك»: «كما تعود مني طلابي أن أمثل لهم تمثيلاً حياً واقع الأمة عقيدةً وخلقاً، فقلت: من يقبل النجاح في المادة بتقدير امتياز مقابل تنفيذ ما يطلب منه، تطوع طالب أو أكثر، والكل لا يعلم ما سيطلب منه، وكانت المفاجأة التي أردت أن تكون صادمة، والتي أذهلت الطلاب، عندما قلت للطالب: (اخلع البنطال)... وقلت أنا أصر على تنفيذ مطالبي».
وأضاف: «رفض الطلاب رغم كل ما مارسته عليهم من ضغوط، وأمام إصرارهم على عدم تنفيذ طلبي، مهما كانت النتائج حتى لو رسبوا في المادة... لقد قمت بدور المعلم من خلال لعب دور الشيطان في تمثيلية أردت من خلالها، بصورة عملية، (بيان) كيف تكون الأخلاق بين النظرية والتطبيق».
وأكد الأستاذ: «امتنع طالبان بعد أن صعدا إلى جواري من استكمال التمثيل حياءً، حتى كدت أقوم بشرح الموقف التمثيلي، كما فعلت سابقاً، وإذ بطالب يأتي من آخر المدرج، ويقول: (أنا)، فقلت: (تفعل رغم أن زملاءك رفضوا)، قال: (نعم). فلما خلع البنطال، قلت سيستحي أن يخلع (البوكسر)، فلما فعل ذهلت، واستدرت، وجعلته ورائي».
وتابع: «عقب المحاضرة لحق بي الطالب الذي خلع ملابسه، وطالبني أن (ينجح بامتياز)، وهددني وتطاول عليَّ، فلطمته على وجهه وطلبت له الأمن، وبعد ذلك تم أخذ أقوال الطالب، ووقفي عن العمل في البداية».
من جهته، أضاف السعيد، أمس، أن «الجامعة قامت بفصل الطلاب المشاركين في الجريمة. وأن تصرف الأستاذ شخصي، ولا يمثل الجامعة، ولا منهجها، وأن الجامعة التي بها الآلاف من أعضاء هيئة التدريس ومئات الآلاف من الطلاب ترفض مثل هذا التصرف».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.