بعد أسراب فراشات «السيدة الملونة»... جحافل الخنافس تغزو أرياف سوريا

أثارت الذعر رغم تطمينات بفوائدها للتوازن البيئي

بعد أسراب فراشات «السيدة الملونة»... جحافل الخنافس تغزو أرياف سوريا
TT

بعد أسراب فراشات «السيدة الملونة»... جحافل الخنافس تغزو أرياف سوريا

بعد أسراب فراشات «السيدة الملونة»... جحافل الخنافس تغزو أرياف سوريا

بعد هجرة أسراب فراشات «السيدة الملونة» إلى سوريا مطلع فصل الربيع الحالي، بدأت موجات من الصراصير السوداء الصغيرة (الخنافس أو الكالوسوما) هجومها على أرياف حماة وحمص ومناطق في البادية والقلمون وسط سوريا؛ مما أثار الذعر والشائعات حول أضرارها، وصلت إلى أن جحافل الخنافس في طريقها من سوريا إلى لبنان، وذلك رغم تطمينات وزارة الزراعة في سوريا بأن تلك الخنافس عمرها قصير جداً، ومفيدة للتوازن البيئي؛ كونها تتغذى عل الحشرات الضارة.
وأوضح مدير وقاية النبات في وزارة الزراعة، فهر المشرف، في تصريح رسمي، أن هذا النوع من الحشرات غير ضارٍ، ونافع للحفاظ على التوازن البيئي، حيث يسهم في القضاء على الحشرات الضارة في البساتين والغابات، ويعود سبب ظهورها بأعداد كبيرة إلى هطول المطر بغزارة وارتفاع نسبة الرطوبة وزيادة المساحات الخضراء.
وحول ظاهرة زحفها إلى المناطق المأهولة قال: إن الخنافس «الكالوسوما» تنجذب إلى الضوء لذلك تتجمع حول المنازل وعمرها قصير جداً.
من جانبها، قامت مديرية النظافة في مجلس مدينة حمص، وبعد تزايد المخاوف من هذه الظاهرة غير المألوفة في سوريا، التي عاشت موسم أمطار استثنائياً هذا العام بعد أعوام طويلة من الجفاف، برش المبيدات للحد من زحف الخنافس من البساتين والأراضي الزراعية إلى المنازل؛ لمكافحة هذه الخنافس التي تعد من الأنواع الورقية ذات النشاط الليلي، التي تنمو بين الأعشاب البرية، ومع بدء ارتفاع الحرارة تبدأ بالانتشار.
وكانت الملايين من فراشات «السيدة الملونة» قد عبرت سوريا بداية فصل الربيع في طريق هجرتها، وتعرضت لسقوط برد؛ ما أدى إلى موت الكثير منها، علماً بأن انخفاض الحرارة خلال عبور أسراب «السيدة الملونة» قد يقضي على 70 في المائة منها.
وشوهدت أسراب الفراشات الملونة بأعداد غير مسبوقة في أكثر من محافظة سورية تطير على ارتفاعات منخفضة، في الساحل السوري وفي المنطقة الوسطى، وصولاً إلى ريف دمشق ودمشق والقنيطرة.
ومع ارتفاع درجات الحرارة في سوريا بعد شتاء طويل بارد وأمطار غزيرة، تكاثرت أنواع كثيرة من البعوض، الذي ينتشر بكثافة في المدن والمناطق السكنية المحيطة بالأنهار، كنهر بردى بدمشق ونهر العاصي في حمص وحماة.
وشهدت سوريا خلال فصل الربيع ظواهر طبيعية استثنائية عدة ناجمة عن غزارة الأمطار، كموسم «الكمأة» بكميات لم تشهدها البلاد منذ أكثر من عشرين عاماً، وأسراب الفراشات المهاجرة، ومن ثم خنافس الكالوسوما.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.