مجلس النواب المغربي يعيد انتخاب الحبيب المالكي رئيساً

TT

مجلس النواب المغربي يعيد انتخاب الحبيب المالكي رئيساً

أعيد أمس انتخاب الحبيب المالكي رئيساً لمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان) لولاية ثانية، خلال افتتاح الدورة التشريعية الربيعية للبرلمان. ولم يتقدم أي منافس للمالكي المنتمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والذي ترشح وحيداً بعد أن توافقت أحزاب الأغلبية على استمراره على رأس المجلس، لما تبقى من الفترة النيابية 2016 - 2021.
وافتتح البرلمان دورته التشريعية الثالثة (الربيعية) بعد أيام فقط من اختتام الدورة الاستثنائية، التي دعت إليها أحزاب الأغلبية. وكان مقرراً أن يصادق خلالها على قانون إصلاح التعليم، إلا أن اعتراض حزب العدالة والتنمية، متزعم الائتلاف الحكومي، على التدريس باللغة الفرنسية حال دون ذلك.
وجرى تأجيل المصادقة على «مشروع قانون إطار يتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي»، إلى حين التوافق على تعديل المواد المتعلقة بلغة التدريس في القانون بين مكونات التحالف الحكومي، التي توجد بينها خلافات سياسية حادة.
واكتفى البرلمان خلال الدورة الاستثنائية بالمصادقة على مشروع قانون رقم «21.18» المتعلق بالضمانات المنقولة، الذي يهدف إلى تحديث وتطوير المنظومة القانونية، المؤطرة للمال والأعمال بالمغرب.
في سياق ذلك، قال مصطفى الخلفي، الوزير المكلف العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن هذه الدورة «تحمل رهانات كبرى، سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي»؛ مشيراً إلى أنه ستجري مناقشة مجموعة من مشروعات القوانين التي تكتسي أهمية خاصة. ومن ضمن هذه المشروعات مشروع القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي أُرجئ التصويت عليه خلال الدورة الاستثنائية لمجلس النواب، مبرزاً أن «هذه الدورة ستكون غنية بجملة من النصوص التشريعية المهمة، التي من شأنها أن تُعطي دفعة كبيرة للمسار التنموي والديمقراطي بالمغرب».
وتابع الوزير الخلفي قائلاً، إن هذه الدورة ستشهد أجندة مكثفة على المستوى التشريعي، من خلال الانكباب على مشروعات قوانين مهمة ومؤطرة، من ضمنها مشروع قانون السجل الاجتماعي الموحّد (قانون سيسمح بإحصاء الأسر المعوزة لتستفيد من الدعم المالي الحكومي)، ومشروع القانون المتعلق بالوصاية الإدارية على الجماعات السلالية، وتدبير أملاكها، ومشروع القانون المتعلق بالتحديد الإداري لأراضي الجماعات السلالية، ومشروع القانون المتعلق بالأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المؤسسة التشريعية ستواصل دراسة مشروع القانون التنظيمي، المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، وكيفيات إدماجها في مجال التعليم والحياة العامة ذات الأولوية، إلى جانب مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية.
ومن بين مشروعات القوانين التي ستجري مناقشتها ودراستها خلال الدورة الربيعية، هناك أيضاً القانون المتعلق بشركات المساهمة وباقي أنواع الشركات.
ومن المقرر أيضاً أن يعرض خلال هذه الدورة رئيس الحكومة الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، طبقاً لمقتضيات الفقرة الأولى من الفصل 101 من الدستور، الذي ينص في فقرته الأولى على أن «يعرض رئيس الحكومة أمام البرلمان الحصيلة المرحلية لعمل الحكومة، إما بمبادرة منه، وإما بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب، أو من أغلبية أعضاء مجلس المستشارين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».