الأساتذة المتعاقدون يرفضون دعوة الحكومة المغربية لإنهاء الإضراب

TT

الأساتذة المتعاقدون يرفضون دعوة الحكومة المغربية لإنهاء الإضراب

يبدو أن الدعوة التي وجهتها الحكومة المغربية للأساتذة المتعاقدين، عقب اجتماع المجلس الحكومي مساء أول من أمس، قصد إنهاء إضرابهم الذي أنهى أسبوعه الرابع على التوالي، والعودة إلى الأقسام من أجل استئناف التدريس، لم تلق تجاوبا من طرف تنسيقية الأساتذة، المتمسكين بالإدماج في الوظيفة العمومية.
وأعلنت تنسيقية الأساتذة المتعاقدين رفضها لطلب الحكومة، وتمسكها بإجراء حوار مباشر مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، والخروج بنتائج واضحة، والاستجابة لمطالبهم قبل تعليق الإضراب، وهو ما يؤكد أن الأزمة مرشحة لمزيد من التصعيد واستمرار احتجاجات الأساتذة.
في غضون ذلك، حمل التنسيق النقابي الخماسي، الذي اجتمع مع وزير التربية الوطنية سعيد أمزازي، مساء أول من أمس، الوزارة والحكومة مسؤولية «رفضهما دعوتنا العاجلة للحوار في شأن ملف التعاقد». وأفاد بيان للتنسيق النقابي، الذي يضم النقابات التعليمية الخمس (النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، والنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل، بأنها جددت دعوتها لوزارة التربية الوطنية لبرمجة اجتماع خاص مع «الأساتذة الذين فُرِض عليهم التعاقد بين النقابات والوزارة، وذلك بحضور ممثلي المعنيين بالأمر في أقرب وقت ممكن، وقبل يوم الاثنين المقبل، وهو ما لم تستجب له الوزارة بقرار من الحكومة».
وقال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، إن الحكومة المغربية رفضت الجلوس مع ممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد. وأضاف الإدريسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خلال لقائه مع ممثلي النقابات التعليمية الخمس «أبلغنا أن الحكومة تشترط عودة الأساتذة إلى الأقسام الإثنين، على أساس أن يتم استدعاء ممثلين عن الأساتذة المتعاقدين في الاجتماع المرتقب الثلاثاء 16 أبريل (نيسان) الجاري».
وأكد الإدريسي أن المسؤول الحكومي وعد بإيقاف الإجراءات التأديبية التي شرعت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين في تطبيقها ضد الأساتذة، الذين فرض عليهم التعاقد والمضربين عن العمل، في حال عودتهم إلى التدريس.
وتأمل النقابات التعليمية الخمس استجابة الحكومة المغربية لمطلب تعجيل عقد اجتماع حول ملف الأساتذة، بحضور ممثلين عنهم قبل يوم الإثنين المقبل، الذي ستستأنف فيه الدراسة بعد عطلة رسمية دامت أسبوعين، شهدت مجموعة من الخطوات الاحتجاجية من طرف الأساتذة المتعاقدين.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».