إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يدخل يومه الخامس

TT

إضراب الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يدخل يومه الخامس

دخل إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي يومه الخامس، أمس الجمعة، بعد فشل جولة جديدة من المفاوضات التي يخوضونها مع مصلحة السجون حول تردي أوضاعهم. وقالت مصادر مقربة من هيئة شؤون الأسرى، إن إدارة السجون حاولت ممارسة الضغوط بالقول إنها لن تفاوض مضربين، ولكنها فشلت. ودعت ممثلي الأسرى إلى التفاوض، ولكنها لم تبد تجاوباً مع قسم كبير من مطالبهم. وعليه فقد استمر الإضراب. وكان عشرات الأسرى قد بدأوا الإضراب يوم الاثنين الماضي، وأطلقوا عليه اسم «معركة الكرامة 2». وقد أعلنوه بعدما لم يعد الأسرى يطيقون ممارسات القمع والتنكيل. فمنذ مطلع هذه السنة، والتوتر سائد في جميع السجون الإسرائيلية، جراء الإجراءات التي تتخذها مصلحة السجون بحق المعتقلين الفلسطينيين.
وازدادت وتيرة التوتر في الأيام الماضية، إثر اقتحام قوات خاصة عدداً من المعتقلات، والاعتداء على السجناء بالضرب والغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات. ومنذ بدء الإضراب جرت جولتا محادثات، كان آخرهما أول من أمس الخميس.
وقال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى حسن عبد ربه، أمس، إن إضراب الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الإسرائيلية، دخل منحنى جديداً إثر فشل التفاوض مع إدارة السجون في الجولة الأخيرة. وأضاف أن إدارة السجون أفشلت المفاوضات عندما رفضت تحقيق أي من مطالب الأسرى، الأمر الذي ينذر بتصعيد المواجهة. وأضاف أن إدارة السجون حاولت، خلال الجلسة، إقناع الأسرى بتعليق الإضراب عن الطعام، مقابل السماح لكل أسير بالاتصال بواسطة الهاتف العمومي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، بينما رفضت الإدارة رفع العقوبات عن الأسرى، وكذلك رفضت زيارة أهالي أسرى «حماس» من قطاع غزة، وتفكيك أجهزة التشويش.
ولفت عبد ربه إلى أن جهوداً مصرية بذلت في الأيام الماضية مع الجهات الإسرائيلية؛ لكنها هي الأخرى لم تحرز أي تقدم.
وقالت مصادر فلسطينية إن يوم 17 أبريل (نيسان) الجاري، الذي يصادف يوم الأسير الفلسطيني، سيشهد تطوراً مهماً، بمشاركة عدد كبير من الأسرى في الإضراب. وحسب مصادر أخرى، فإن من المقرر أن يتخذ الأسرى خطوات تصعيدية خطيرة، بعد أسبوع من بدء الإضراب، أبرزها الامتناع عن تناول الماء.
والمعروف أنه - وفقاً لإحصائيات رسمية صدرت عن هيئة شؤون الأسرى - قد وصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 5700 أسير، من بينهم 48 سيدة، و230 طفلاً، و500 معتقل إداري. وبسبب التعتيم الذي تفرضه إدارة السجون، لا يعرف بعد عدد الأسرى المضربين عن الطعام. وحسب عبد ربه فإن «المعلومات التي تصل متضاربة»، و«لكن أستطيع القول إن العشرات يخوضون الإضراب»، بينما أشارت تقارير وردت خلال الأيام الثلاثة الماضية، إلى أن عدد الأسرى المضربين بدأ بـ150 أسيراً، ووصل في اليوم الرابع إلى 400 أسير. وأفادت التقارير الفلسطينية بأن الوحدات الخاصة «كتير» و«نحشون» اقتحمت القسم 21 في سجن النقب الصحراوي، وأجرت حملات تفتيش استفزازية للأسرى وصادرت أغراضهم الشخصية، في محاولة للضغط عليهم لوقف خطوات الإضراب. كما نقلت إدارة السجون أسيرين مضربين عن الطعام إلى مستشفى سجن الرملة، من أقسام سجن رامون؛ بعد إضرابهما عن شرب الماء.
ويطالب المضربون حسب بيان سابق لـ«نادي الأسير»، بإزالة أجهزة التشويش على الهواتف المحمولة (المُهربة)، وتركيب هواتف عمومية في السجون، وإلغاء منع الزيارة المفروض على مئات المعتقلين، ورفع العقوبات الجماعية التي فرضتها إدارة المعتقلات منذ عام 2014. وتوفير الشروط الإنسانية لهم خلال تنقلاتهم بين السجون. كما يطالب المضربون بنقل الأسيرات لقسم آخر، وتحسين ظروف احتجاز الأسرى الأطفال، ووقف سياسة الإهمال الطبي، وتقديم العلاج اللازم للمرضى، وإنهاء سياسة العزل.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.