إسرائيل تفشل في الهبوط على القمر وتكرر التجربة بعد سنتين

TT

إسرائيل تفشل في الهبوط على القمر وتكرر التجربة بعد سنتين

على أثر فشل تجربة هبوط المركبة الفضائية الإسرائيلية الأولى على سطح القمر، قبيل منتصف ليلة الخميس - الجمعة، وتحطُّمها خلال محاولتها الهبوط بسبب تعطل محركها قبل ثلاث دقائق من عملية الهبوط، وعد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بتكرار التجربة، مرة أخرى، وقال إن مركبة أخرى ستهبط على القمر بعد سنتين أو ثلاث على الأكثر.
وقال منسق المشروع ومموله الأساسي موريس كان، من مركز المراقبة في تل أبيب: «لم ننجح هذه المرة، لكننا حاولنا بالتأكيد. في الوقت الحاضر بإمكاننا القول فقط إن المركبة الفضائية (بريشيت)، لم تنجز مهمتها الهبوط على سطح القمر بنجاح».
وحسب غرفة المراقبة، فقد فقدت الاتصال بالمركبة وهي على بُعد كيلومترات معدودة عن سطح القمر، حيث توقف محركها الرئيسي عن العمل من دون أن تنجح الطواقم في تصحيح الخلل. وأعلنت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية، المشارِكة في تصنيع المركبة من طرف الجيش، أنها ستدرس الأخطاء التي تسببت بالحادث، لتجاوزها مستقبلاً، معبرة عن تفاؤل بالنجاح في «المهمة المقبلة».
وكان نتنياهو قد حضر وقرينته سارة، في فعالية مشاهدة هبوط المركبة مع طواقم التشغيل من غرفة التحكم التابعة لشركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية، استعداداً للاحتفال بالحدث التاريخي.
وبالمقابل، استضاف رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، طلاب فرع الفضاء من عدة مدارس وجامعات إسرائيلية في مقر الرئاسة بالقدس الغربية. وعلى أثر خيبة الأمل من هذا الفشل، علّق نتنياهو، على الموضوع بالقول: «وصلنا إلى القمر، لكننا لم نتمكن من الهبوط، سندرس كيف نفعل ذلك على نحو أفضل. ولكن مجرد المحاولة كانت نجاحاً هائلاً، خلال السنوات الثلاث المقبلة ستهبط مركبة إسرائيلية بسلام على سطح القمر».
يُذكر أنه بعد 8 سنوات من التخطيط وتجنيد الأموال، أُطلقت المركبة الفضائية الإسرائيلية «بريشيت» إلى القمر في نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي، من قاعدة «كيب كانافيرال» في فلوريدا. وقد صُنعت المركبة في إسرائيل، وتم شحنها إلى الولايات المتحدة بالطائرة إلى فلوريدا، حيث أُطلقت من هناك بواسطة الصاروخ الأميركي «فالكون إكس»، على متن مركبة فضائية هندية. وكُتب على المركبة: «دولة صغيرة وأحلام كبيرة». واعتبرت الحكومة الإسرائيلية ذلك إنجازاً كبيراً يضع إسرائيل في مصافّ الدول العظمى، الولايات المتحدة وروسيا والصين، التي تمكنت من إنزال مركبات على سطح القمر.
وتزن المركبة «بريشيت» 585 كيلوغراماً، منها وقود بزنة 425 كيلوغراماً. وبلغت تكلفة بنائها نحو 100 مليون دولار، وشارك في بنائها نحو 250 عاملاً في جمعية «سبايس إل» و«الصناعات الجوية» الإسرائيلية. وقد بلغت سرعة المركبة، خلال عملية الإطلاق، 36 ألف كيلومتر في الساعة، بينما تُقدّر المسافة بين الأرض والقمر بنحو 384 ألف كيلومتر. وقطعت المركبة مساراً طويلاً يصل إلى 6.5 مليون كيلومتر، من ضمنها مسارات بيضوية حول الكرة الأرضية وحول القمر، خلال 7 أسابيع قبل هبوطها على القمر. وقد نجحت في إرسال صور لها حتى محاولة الهبوط، وكان من المقرَّر أن تقوم بنقل صور وأشرطة مصورة بعد هبوطها، بالإضافة إلى قيامها بمهمة علمية، وهي جمع معلومات حول الحقل المغناطيسي للقمر ونقلها إلى إسرائيل. لكن المهمة فشلت.
وقد التقى نتنياهو وزوجته برئيس شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية، هارئيل لوكير، ورئيس منظمة «سبايس إل»، موريس كاهن، وأفراد الطاقم العاملين على المشروع، وقال لهم: «سنحاول مرة أخرى. والمحاولة بحد ذاتها إنجاز عظيم. وسجلوا أن إسرائيل ستكون الدول الرابعة التي تهبط على القمر. بالنسبة إليّ لقد هبط النسر، وسيقلع على نحو أحسن خلال المرة المقبلة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.