بروكسل: مسؤولة أممية تدعو لعودة أطفال «الدواعش» برفقة أمهاتهم

أطلقت الأمم المتحدة، من مقرّ البرلمان الأوروبي في بروكسل، حملةً لتوضيح كيفية انتهاك حقوق الطفل في النزاعات المسلحة، وقالت مسؤولة أممية أمس إن أطفال الدواعش يجب أن تتوفر الفرصة لهم للعودة برفقة أمهاتهم، جاء ذلك على هامش إطلاق الحملة.
وأضافت فيرجينيا جامبا، المبعوث الأممي الخاص لملف الأطفال في مناطق الصراع المسلح، إن «أطفال الدواعش يجب أن يكونوا قادرين على العودة إلى بلدهم الأصلي، ويجب أن نحاول الحفاظ على الأم والطفل معاً». وتناولت ملف الجنود الأطفال، وأيضاً لمحت إلى أن الأطفال من أبناء المقاتلين الأجانب الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين في سوريا والعراق يجب التفكير في إعادتهم إلى أوطانهم ودمجهم في المجتمع الذين ينتمون إليه هم وآباؤهم». وقالت: «بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالأطفال الصغار فيجب أن تتوفر للأمهات أيضاً القدرة على العودة، وهذا يعني أننا يجب أن نحافظ دائماً على الأم والطفل معاً». ونوهت بأنه «إذا ارتكبت هذه الأم جريمة يجب محاكمتها، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا يكون الطفل هو الضحية لهذا الأمر».
وأشارت المسؤولة الأممية في كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي إلى ستة انتهاكات خطيرة لحقوق الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة، ويجب أن تسترعي انتباه المجتمع الدولي؛ أولها مسألة تجنيد الأطفال وقتل وتشويه الأطفال والاغتصاب وغيرها من العنف الجنسي والخطف وكذلك الهجمات على المدارس وحرمان الأطفال من المساعدات الإنسانية».
جاء ذلك بعد أن قالت الحكومة البلجيكية إنها تعمل بنشاط وجهود واضحة من أجل إعادة الأطفال الصغار من أبناء الدواعش، الموجودين حالياً في مخيمات على الأراضي السورية. ورفضت الحكومة تحديد موعد أو جدول زمني لتحقيق هذا الأمر، ووصفت الملف بأنه «دقيق للغاية». وشدد وزير العدل البلجيكي جينس كوين على أن موقف الحكومة واضح، وهو الالتزام بإعادة الأطفال الصغار الأقل من عشر سنوات، أما الأكبر من عشر سنوات فسيتم النظر في ملفاتهم من خلال دراسة كل حالة على حدة. وأضاف أن هناك اتصالات تجري في هذا الصدد، وهناك تعاون مع المنظمات البلجيكية والدولية للتوصل إلى صورة نهائية حول عدد الأطفال الذين يحملون الجنسية البلجيكية والآخرين الذين يدعون أنهم يحملون الجنسية البلجيكية، وأيضاً أماكن وجودهم على الأراضي السورية.
جاء كلام الوزير للبرلمان البلجيكي تعليقاً على الأنباء التي أفادت بوفاة طفلين من أبناء المقاتلين الدواعش من البلجيكيين، الذين سافروا للقتال في مناطق الصراعات، وذلك داخل أحد المخيمات، بعد سقوط الباغوز، آخر معاقل تنظيم «داعش». واعترف الوزير بأن الحالة المعيشية حرجة وصعبة للغاية داخل المخيمات المخصصة لأرامل وأطفال الدواعش، وتتطلب تدخلاً سريعاً، مختتماً: «نأمل أن يكون هناك حل لهذا الوضع في القريب، خصوصاً بالنسبة للحالات ذات الأولوية». ويوجد حالياً داخل تلك المعسكرات 20 طفلاً بلجيكياً منهم أربعة من الأيتام، ويواجهون ظروفاً صعبة للغاية، بحسب ما ذكرت هايدي ديباو من منظمة «شيلد فوكس»، ووجهت السيدة البلجيكية رسالة مفتوحة للحكومة البلجيكية من داخل المعسكر، تطالبها بإعادة الأمهات مع أطفالهن من تلك المعسكرات.
ولا تتوفر معلومات دقيقة حول عدد الأطفال المولودين لآباء بلجيكيين في سوريا والعراق، إذ تقدّر مصادر أمنية عددهم بـ162 طفلاً، فيما تتحدث أخرى عن 115 فقط، معظمهم دون سن السادسة.
وكان كثير من المسؤولين في البلاد قد وصفوا بـ«الصعب» إعادة الأطفال، وحسب تصريحات سابقة لكثير من المسؤولين: «سيكون الأمر معقداً بسبب عدم وجود قنوات دبلوماسية خاصة مع سوريا، كما يتعين التأكد من نسب وجنسيات هؤلاء الأطفال».