«أضواء أفريقيا»... معرض جماعي في الرباط بمشاركة 54 فناناً

يمزج بين شغف الفن والاقتناع بأن التنمية المستدامة مسؤولية جماعية

«أضواء أفريقيا»... معرض جماعي في الرباط بمشاركة 54 فناناً
TT

«أضواء أفريقيا»... معرض جماعي في الرباط بمشاركة 54 فناناً

«أضواء أفريقيا»... معرض جماعي في الرباط بمشاركة 54 فناناً

تتواصل بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط فعاليات معرض جماعي تحت عنوان «أضواء أفريقيا»، بمشاركة 54 فنانا أفريقيا يمثلون مختلف بلدان القارة، تقاطعت أعمالهم عند موضوع الطاقة وتحدياتها بأفريقيا.
وتقوم الأعمال المقترحة، في هذا المعرض المنظم إلى غاية 15 أغسطس (آب) المقبل بشراكة بين متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر ومؤسسة «فنانون أفارقة من أجل التنمية»، في تقديم رؤية حول تنوع وقوة وتميز الفن الأفريقي المعاصر، كما تدفع إلى التفكير في تحديات تنمية القارة.
وكتب مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، في كلمة تقديم المعرض: «نسلط الضوء على أفريقيا من جديد بغية توطيد جسور الوعي والخيال الجماعي المعاصر. هذا المعرض الجديد الذي أطلق عليه «أضواء أفريقيا» يثمن الفن الأفريقي، ويساهم في خلق تفاعلات إبداعية بين ثقافات متفردة ومتكاملة في الآن ذاته».
وزاد قطبي أن المعرض، الذي نشأ في سياق مؤتمر الأطراف الـ21 في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ في 2015 بباريس، تمكن من جمع 54 فنانا أفريقيا للتفكير في موضوع الطاقة والضوء، وأنه فيما «يرتكز على القيم الإنسانية يعطي الفنانين كامل الحرية لبناء خطاب يتشكل من خلال سياقهم الجغرافي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي من أجل تقديم صورة معاصرة عن الفن، الذي يمكن أن يسهم في رفع مستوى الوعي بالعالم، عبر توظيف أساليب ووسائط فنية، تتراوح ما بين اللوحات والمنحوتات والفن البصري والتصوير الفوتوغرافي. وهكذا يجدد الفن خطابه النقدي المرتبط بمعضلة الولوج إلى مصادر الطاقة داخل القارة الأفريقية. معضلة لم تفتأ القارة الأفريقية تبذل الجهود لخلق والحفاظ على مصادر طاقات متجددة ومستدامة تحترم الأخلاقيات».
ونقرأ في كتيب تقديم المعرض: «لأول مرة في التاريخ السياسي الدولي يشترك 54 فناناً أفريقياً في صياغة عمل فني مشترك للتعبير عن ثقتهم في أن أفريقيا قارة القرن الحادي والعشرين. يثير «أضواء أفريقيا» إشراق الفنون والثقافة والفكر الأفريقي وحوار الفنانين الضروري مع العالم لتخيل مستقبل الإنسانية. لأول مرة في تاريخ الفن المعاصر يقدم 54 فناناً مشهوراً عالمياً عملا تم إنشاؤه من مصدر الإلهام ذاته: أفريقيا الأنوار ومشكلة الطاقة وإشعاع أنوار أفريقيا حول العالم. يقدم هؤلاء الرسامون والنحاتون ومصورو الفيديو والفوتوغرافيون، من خلال «أضواء أفريقيا»، رؤيتهم، وبالتالي آمالهم وأحلامهم ومخاوفهم، من أجل مستقبل قارتهم. هؤلاء الفنانون الحاضرة أعمالهم في كبرى متاحف العالم وبأكبر الملتقيات الدولية، مثل بينالي فينيسيا، قبلوا تحدياً إبداعيا مزدوجاً: من جهة إنشاء عمل أصلي في موضوع فريد من نوعه، ومن جهة ثانية التعبير عن نور جواني شخصي بالإسهام في إنجاز فيديو ضخم تعبر قوته عن حيوية الإبداع الأفريقي المعاصر، والقضايا الحرجة التي تواجه أفريقيا القرن المقبل. أخيراً، وللمرة الأولى في التاريخ الاقتصادي، يلتزم 54 فناناً أفريقياً بالكشف عن التحدي الهائل المتمثل في الوصول إلى الطاقة من أجل مستقبل قارتهم. «أضواء أفريقيا»، بمعناها الحرفي، هو اتحاد لفنانين اجتمعوا في معرض استثنائي يدور حول فكرة بسيطة مفادها أن النمو والتقدم رهين بالكهرباء. علما، أنه ما زال الكثير من الأفارقة يفتقرون إلى الطاقة، مما يعوق، إلى حد كبير، سبل التنمية ويدفع بشريحة مهمة من السكان، وخاصة الفئات الشابة إلى البحث عن المستقبل خارج حدود قارتهم الأصلية».
كما نقرأ، تحت عنوان «أصل أضواء أفريقيا»، أنه «سواء كانت صورا فوتوغرافية أو لوحات فنية أو منحوتات أو عروضا فرجوية، تقدم هذه الأعمال رؤية حول تنوع وقوة وتميز الفن الأفريقي المعاصر الذي لا يزال ثراؤه مجهولا. إنهم يدفعوننا أيضاً إلى التفكير في تحديات تنمية القارة»، كما أن المعرض «هو مزج بين الشغف والاقتناع: شغف الفن الأفريقي المعاصر والاقتناع بأن التنمية المستدامة هي مسؤولية جماعية يجب أن تتم في إطار الاحترام الجماعي».
وتمثل أعمال الفنانين المشاركين بالرباط مختلف دول القارة السمراء، فيما تنقل عناوين إبداعاتهم لمشترك يرتبط بـ«أضواء أفريقيا». فمن المغرب تشارك جميلة الأمراني بـ«أحلام أفريقيا»، فيما تشارك عايدة مالوني من إثيوبيا بـ«الظلام طريق للنور»، ورحيمة تشاتشاج من تنزانيا بـ«هبوط»، ونولان أوسوالد دينيس من زامبيا بـ«اليامز (سماحة رمادية)»، وأبدولاي باري من تشاد بـ«تحميل سلسلة ذرف»، وبيري بيكل من زيمبابوي بـ«لمسة»، وتيتي كميل أزانجبو من الطوغو بـ«فانوسي»، ومنى جمال سيالا من تونس بـ«الكرة الشفافة»، ورينيه تافاريس من ساو تومي وبرينسيبي بـ«سلسلة المستقبل القادم»، ومصطفى سعيد من الصومال بـ«السلام والحليب»، وسولي سيسي من السنغال بـ«المستقبل»، وحسن موسى من السودان بـ«زهرة قوة»، وكريستين شيتي من السيشيل بـ«الشمس الأفريقية»، ودينج ماجد شول من جنوب السودان بـ«أناس سعداء»، وجون جوبا من سيراليون بـ«رأس قناع ميسيلينيوس»، ونوح مدولي من سوازيلاند بـ«تشغيل الأنوار»، ودونج أنور جهانجبير من جزر موريس بـ«ضوء أسود فحم أبيض»، وإبراهيم شاهاماتا من النيجر بـ«اميتي نا - زاهير (تغير مناخي)»، وإيمي سو من موريتانيا بـ«طاقة مستدامة»، وأوميكا أكيريكي من نيجيريا بـ«تبديل الضوء»، وجونسالو مابوندا من الموزمبيق بـ«النور في آخر النفق»، وهيلين نابوكينيا من أوغندا بـ«مفتاح»، وهيرمان مبامبا من ناميبيا بـ«الاجتماع»، وايبافروديت بينامونجو من رواندا بـ«شمس للجميع»، وسايروس كابرو من كينيا بـ«بديل»، وملالا اندربالافيدرازانا من مدغشقر بـ«السماء المرصعة بالنجوم الجنوبية مقابل الكرة الأرضية»، وتاكان ليروتولي من ليسوتو بـ«كانيا - ضوء»، وسامسون كامبالو من مالاوي بـ«اختراع»، وليسلي لوميه من ليبيريا بـ«داخل النور»، وأبدولاي كوناطي من مالي بـ«رجل الطبيعة»، ونزيهة عربي من ليبيا بـ«ردود الفعل على الذهب»، وإرمياس إكوب من إريتريا بـ«الكهرباء شعر العلم»، وبا جو من غانا بـ«المصباح الكهربائي»، وعايدة مالوني من إثيوبيا بـ«الظلام طريق للنور»، ونامسا لوبا من غينيا بـ«ندبل نقش على فضة»، وناتالي مبا بيكورو من الغابون بـ«آثار المستقبل»، ونو باريتو من غينيا بيساو بـ«سوكورو (الشفق)»، ونجوجو توراي من غامبيا بـ«أنغام»، وآرتورو بيبانج من غينيا الاستوائية بـ«باب مضيء»، وتشالي فيجيرا من الرأس الأخضر بـ«المستقبل»، وستيف باندوما من جمهورية الكونغو الديمقراطية بـ«ديجي - نسيكي (سلسلة قبيلة مفقودة)»، وديودوني سانا وامبيتي من أفريقيا الوسطى بـ«الرسول»، وبول سيكا من ساحل العاج بـ«جلوجلو جوسبيل»، ونابالو مروافيلي من جزر القمر بـ«المستقبل»، ومعان يوسف أحمد من جيبوتي بـ«ليس هنا بعد»، وجاستينو ماسامبا من الكونغو بـ«637»، ونبيل بطرس من مصر بـ«من الظل ينبع النور»، وأثي باترا روجا من أفريقيا الجنوبية بـ«ملكة جمال أزانيا»، ونيو ماتوم من بوتسوانا بـ«الطاقة الخضراء (الطاقة المتجددة)»، وأمينة زبير من الجزائر بـ«الشك مزعج لكن اليقين سخيف»، ونيابا أودرغو من بوركينا فاصو بـ«الجيل س: اتصال، تواصل، ثقافة وإبداع»، وفرانك لانداجي من أنغولا بـ«الحق في الوصول إلى الطاقة بعدالة»، وتيدي مازينا من بوروندي بـ«المقاومة الرومانسية»، وأستون من بنين بـ«وزيزة»، وهيرفي يومبي من الكاميرون بـ«الغابة المضاءة».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.