يترافق التصعيد العسكري في ليبيا مع تصاعد التخوف من أزمة إنسانية ومعيشية، خصوصاً في العاصمة طرابلس التي تدور حولها معركة بين الجيش الوطني الليبي والقوات الموالية لحكومة الوفاق.
وقد تردد دويّ إطلاق النار والانفجارات وسط طرابلس في الساعات الأولى من صباح اليوم (الجمعة) مع تواصل الاشتباكات بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق التي يرأسها فائز السراج. ويتركز القتال في شكل أساسي حول المطار الدولي المهجور ومنطقة عين زارة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المعارك أدت حتى الآن إلى نزوح حوالى 9500 شخص من طرابلس، مؤكدة في الوقت نفسه أن لدى منظمة الصحة العالمية خططاً طارئة في حال نزوح "آلاف إن لم يكن مئات الآلاف".
وأعلنت منظمة الصحة اليوم أنها تخشى تفشي أمراض معدية بسبب المياه غير النظيفة وفرار السكان من القتال. وأوضحت أن لديها إمدادات طارئة تكفي المستشفيات والمنشآت الصحية هناك لنحو أسبوعين.
وقال ممثل المنظمة في ليبيا الدكتور سيد جعفر حسين: "بعد أسبوع من القتال لقي 75 شخصا حتفهم وأصيب 323، منهم سبعة مدنيون قتلوا وعشرة أصيبوا بجروح". وأضاف أن المنظمة سلمت المستشفيات مستلزمات إسعاف وأدوية "تكفي لمدة أسبوعين".
وحض الاتحاد الأوروبي، بلسان المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن فيديريكا موغيريني، قوات الجيش الوطني ليل أمس (الخميس) على وقف هجومها. وقالت الدبلوماسية الإيطالية بعد اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي: "دعوتُ بحزم شديد جميع القيادات الليبية، وخصوصا حفتر، الى وقف كلّ العمليات العسكرية والعودة الى طاولة المفاوضات بإشراف الأمم المتحدة".
وفي تطور آخر حصل مساء أمس، أعلن المتحدّث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أنّ "مذكّرات اعتقال" صدرت عن المدّعي العسكري للحيش بحقّ فائز السراج وغيره من المسؤولين المدنيّين والعسكريّين بتُهم "الخيانة" و"دعم جماعات إرهابيّة" و "التآمر مع دول أجنبيّة".
ويمثل زحف وحدات من الجيش الوطني من شرق البلاد نحو طرابلس أحدث منعطف في دورة العنف والفوضى في ليبيا منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت العقيد معمر القذافي. وتتحصن قوات الجيش الوطني في الضواحي الجنوبية لطرابلس على مسافة نحو 11 كيلومترا عن وسط المدينة.
ليبيا: استمرار المعارك حول طرابلس... والأمم المتحدة تتخوّف من أزمة إنسانية
ليبيا: استمرار المعارك حول طرابلس... والأمم المتحدة تتخوّف من أزمة إنسانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة