لبنان وقبرص لإبرام اتفاقات حول النفط

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
TT

لبنان وقبرص لإبرام اتفاقات حول النفط

وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل
وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل

أعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الخميس، الاتفاق مع قبرص على تسريع إبرام اتفاقيات ثنائية بشأن النفط عند الحدود البحرية بين البلدين، آملاً أن يتوصل الجانبان في الفترة المقبلة إلى «حلف نفطي وغازي».
ويقسم لبنان المنطقة البحرية، التي يفترض أن تحتوي الغاز والنفط، إلى 10 رقع، 4 منها محاذية للمياه الإقليمية في قبرص، التي تسعى بدورها لتكون لاعباً إقليمياً على صعيد موارد الطاقة.
وقال باسيل، خلال مؤتمر صحافي عقده في بيروت مع نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، بحضور وزيري الطاقة في البلدين: «حددنا مواعيد للوصول إلى اتفاقيات مشتركة»، لافتاً إلى تحديد «موعد أولي في 7 مايو (أيار) لمقارنة نقاط التوافق وأي نقاط اختلاف».
وأوضح: «المرحلة الثانية ستكون في يونيو (حزيران) مع عقد قمة لتقييم أدق»، مضيفاً: «سنحاول في سبتمبر (أيلول) أن نكون قد أنهينا اتفاقية التقاسم حول موضوع النفط، على أن يلحق ذلك بدء مباحثات للاتفاق بين الحكومتين حول الحدود والخطوط وكل الإنشاءات التي يمكن أن تكون مشتركة، لنقل وتصدير كل ما يتعلق بالنفط والغاز». وقال وزير الخارجية القبرصي، من جهته: «اتفقنا على الشروع في مناقشات، في إطار اتفاق ثنائي يتعلق بتطوير موارد الطاقة التي تعبر الخط الفاصل بين مناطقنا الاقتصادية الخالصة».
ومن المقرر وفق باسيل، أن يتم العام المقبل إطلاق حفر بئر استكشافي من جهة قبرص، يقع على الحدود اللبنانية القبرصية، وهو ما يتطلب «الاستعجال باتفاقاتنا الثنائية»، على حد قوله. ويأتي هذا الاجتماع الثنائي بعد أسبوع من إطلاق لبنان دورة التراخيص الثانية للتنقيب عن البترول في المياه البحرية اللبنانية، في 5 بلوكات، 3 منها محاذية لرقع قبرصية.
وأكد باسيل الخميس أنه «لا مجال أمام لبنان لخسارة وقت إضافي»، معتبراً قبرص بلداً «يمكن التعاون معه والاعتماد عليه (...)، وسنسعى أكثر وأكثر لتعزيز تعاوننا، وصولاً إلى حلفنا النفطي والغازي كما نأمل».
ووقّعت الحكومة اللبنانية العام الماضي للمرة الأولى عقوداً مع 3 شركات دولية، هي «توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية، و«نوفاتيك» الروسية، للتنقيب عن النفط والغاز في رقعتين في المياه الإقليمية، رغم وجود توتر مع إسرائيل، على خلفية جزء متنازع عليه في البلوك رقم 9.
وتعترض تركيا بدورها على عمليات تنقيب في قبرص. وحذّرت أنقرة شركات النفط العالمية من التنقيب في المياه المتنازع عليها، حيث تدعم تركيا «جمهورية شمال قبرص» في الشطر الشمالي من الجزيرة، والتي لا تعترف بها سوى أنقرة. ويحيي التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط آمالاً بتحول اقتصادي، يمكن أن يقرّب بين دول هذه المنطقة، لكنه يثير في الوقت نفسه توتراً، ويبرز خلافات كامنة، بينما تتسابق هذه الدول للمطالبة بحصصها.
واتفقت 7 دول متوسطية، بينها قبرص ومصر وإسرائيل، مطلع العام، على إنشاء «منتدى شرق المتوسط للغاز»، على أن تكون القاهرة مقرّه، ويهدف إلى العمل على إنشاء سوق غاز إقليمية تخدم مصالح الأعضاء.



تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
TT

تأييد استمرار خفض الفائدة يتزايد داخل «المركزي الأوروبي» حال استقرار التضخم

مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)
مقر البنك المركزي الأوروبي في مدينة فرانكفورت الألمانية (رويترز)

أيد أربعة من صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يوم الجمعة المزيد من خفض أسعار الفائدة؛ شريطة أن يستقر التضخم عند هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة كما هو متوقع.

وخفض البنك المركزي لمنطقة اليورو أسعار الفائدة للمرة الرابعة هذا العام يوم الخميس، وأبقى الباب مفتوحا لمزيد من التيسير، على الرغم من أن بعض المحللين شعروا أن إشارة رئيسة البنك كريستين لاغارد في هذا الاتجاه كانت أقل وضوحا مما كانوا يأملون.

وبدا أن محافظ البنك المركزي الفرنسي فرنسوا فيليروي دي غالو، وزميله الإسباني خوسيه لويس إسكريفا، والنمساوي روبرت هولزمان، وغاستون راينش من لوكسمبورغ، قد أكدوا الرسالة يوم الجمعة.

وقال فيليروي دي غالو لإذاعة الأعمال الفرنسية: «سيكون هناك المزيد من تخفيضات الأسعار العام المقبل». وفي حديثه على التلفزيون الإسباني، أضاف إسكريفا أنه من «المنطقي» أن «يخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مرة أخرى في اجتماعات مستقبلية» إذا استمر التضخم في التقارب مع الهدف. وكان 2.3 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني).

وخفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الذي يدفعه على احتياطيات البنوك بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3.0 في المائة يوم الخميس، ويتوقع المستثمرون تخفيضات أخرى بقيمة 100 نقطة أساس على الأقل بحلول يونيو (حزيران) المقبل.

ورفضت لاغارد التكهن بالمسار المستقبلي للأسعار، مشيرة إلى المخاطر التي تتراوح من التعريفات الجمركية الأميركية المحتملة إلى عدم اليقين السياسي في الداخل، حيث إن فرنسا حالياً دون حكومة، بينما تواجه ألمانيا تحديات انتخابات جديدة، فضلاً عن التضخم المحلي المرتفع.

وألقى فيليروي دي غالو، الوسطي الذي أصبح مؤيداً بشكل متزايد للسياسة التيسيرية في الأشهر الأخيرة، بثقله وراء توقعات السوق. وقال: «ألاحظ أننا مرتاحون بشكل جماعي إلى حد ما لتوقعات أسعار الفائدة في الأسواق المالية للعام المقبل».

وحتى محافظ البنك المركزي النمساوي روبرت هولزمان، وهو من الصقور وكان المعارض الوحيد للتيسير، أيد عودة أسعار الفائدة إلى مستوى محايد، لا يحفز الاقتصاد ولا يكبح جماحه، عند حوالي 2 في المائة. وقال للصحافيين: «ستتجه أسعار الفائدة في هذا الاتجاه. وإذا تحققت تقييمات السوق كما هي في الوقت الحالي، فسوف تتطابق مع توقعاتنا. وإذا تطابقت توقعاتنا، فربما يتعين علينا تعديل أسعار الفائدة لدينا لتكون متسقة».

وقال راينيش من لوكسمبورغ، والذي نادراً ما يناقش السياسة في العلن، لوسائل الإعلام المحلية أنه «لن يكون من غير المعقول» أن «ينخفض ​​سعر الودائع إلى 2.5 في المائة بحلول أوائل الربيع»، وهو ما يعني على الأرجح خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) المقبلين.

بينما قلل إسكريفا من احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو الخيار الذي طرحه بعض زملائه وتبناه البنوك المركزية في سويسرا والولايات المتحدة. وقال محافظ البنك المركزي الإسباني المعين حديثا: «في المناقشات التي أجريناها (الخميس)، كانت الفكرة السائدة هي أنه يتعين علينا الاستمرار في إجراء تحركات هبوطية بمقدار 25 نقطة أساس، وهو الشكل الذي سيسمح لنا بمواصلة تقييم التأثيرات من حيث انكماش التضخم».

في غضون ذلك، ظل الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو دون تغيير في أكتوبر (تشرين الأول) مقارنة بالشهر السابق، متجاوزا التوقعات بانخفاض طفيف، لكن البيانات تشير إلى عدم وجود تعافي في الأفق لقطاع غارق في الركود منذ ما يقرب من عامين. وجاء الرقم الذي لم يتغير، والذي أصدره «يوروستات»، أعلى قليلا من توقعات الاقتصاديين بانخفاض بنسبة 0.1 في المائة، ويأتي بعد انخفاض بنسبة 1.5 في المائة في سبتمبر (أيلول).

وأعلنت ألمانيا وفرنسا وهولندا عن قراءات سلبية خلال الشهر، بينما ظل الإنتاج الإيطالي راكدا، تاركا إسبانيا الدولة الوحيدة من بين أكبر دول منطقة اليورو التي سجلت قراءة إيجابية.

وعانت الصناعة الأوروبية لسنوات من ارتفاع حاد في تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف التمويل للاستثمار، والإنفاق الاستهلاكي الحذر في الداخل. وكان هذا الضعف أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس وخفض توقعاته للنمو، بحجة وجود حالة من عدم اليقين في الوفرة.

وبالمقارنة بالعام السابق، انخفض الناتج الصناعي في منطقة اليورو بنسبة 1.2 في المائة، مقابل التوقعات بانخفاض بنسبة 1.9 في المائة. ومقارنة بالشهر السابق، انخفض إنتاج الطاقة والسلع المعمرة والسلع الاستهلاكية، وارتفع إنتاج السلع الرأسمالية فقط.